alsharq

كتاب العرب

عدد المقالات 117

شتاء السخط العربي (1-2)

14 نوفمبر 2019 , 02:27ص

في الآونة الأخيرة، هزت موجة جديدة من الثورات أركان العالم العربي، مع انضمام لبنان والعراق الآن إلى السودان والجزائر، وقد حشدت الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في كل بلد ملايين الناس من مختلف مناحي الحياة، وجميعهم غاضبون إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية، والذي يُرى أنه تفاقم بسبب سوء الإدارة والحكم العاجز. كما كانت الحال أثناء الربيع العربي في عام 2011، تجمعت الاحتجاجات في كل من هذه الدول حول مطالب تغيير النظام، لكن الأمر لا يخلو من فارق أساسي: ففي حين تغذت تلك الانتفاضات السابقة على توق الناس إلى الكرامة، يدفع جوع الناس إلى الاحتجاج اليوم، لقد أفسح الربيع العربي المجال لشتاء قاسٍ من السخط. في عام 2011، كانت أسعار النفط عند ذروتها، وكانت اقتصادات عربية عديدة تنمو بأسرع وتيرة على سجلها في عقود من الزمن، وكان أولئك الذين قادوا الانتفاضات في الغالب من الشباب المتعلمين المتطلعين إلى وظائف أفضل وصوت أعلى في السياسة والمجتمع، كما كانت حكومات عديدة في المنطقة قادرة على تهدئة الشوارع بالاستعانة بسياسات اقتصادية توسعية ممولة من عائدات النفط. ولكن مع انهيار أسعار النفط في عام 2014، اختفى قسم كبير من هذه المساحة المالية، وتجاوزت نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 75% في عشر حكومات في المنطقة، ومع تباطؤ النمو، انخفضت النفقات العامة، مما أدى إلى تفاقم حسّ انعدام الأمان الاقتصادي، وحتى في البلدان حيث بدأ تقليص الديون والعجز المالي بالفعل، أصبح النموذج القديم لتوزيع الريع غير قابل للتطبيق، وانقلب السكان ضد الأنظمة التي بدت غير قادرة أو غير راغبة في بذل جهد إصلاحي مقنع. علاوة على ذلك، استوعبت الحركات الشعبية الجديدة في الجزائر، والسودان، ولبنان، والعراق دورساً مهمة من ثورات 2011، فالآن يستهدف المحتجون، الذين لم يعُد يكفيهم إزاحة الحكام المستبدين المسنّين، عناصر رئيسية في الدولة العميقة والأجهزة الأمنية، ففي الجزائر والسودان، رفض المحتجّون الانتخابات السريعة، وطالبوا بدلاً من ذلك بإتاحة الوقت لأحزاب جديدة لتنظيم صفوفها، حتى يتسنى لها التنافس مع المنظمات الإسلامية الراسخة منذ زمن بعيد. بالإضافة إلى المطالبة بتغييرات واسعة النطاق في النظام السياسي، رفض المحتجّون الحاليون التفاوض مع النظام القديم، في حالة الجزائر، كان توفر 70 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي إلى جانب قلة الديون الخارجية، يعني تمكين حركة الاحتجاج والقوات المسلحة من الإبقاء على لعبة «من يجبن أولاً»، حيث ينتظر المحتجّون تفكّك النظام في حين تَثْبُت القوات المسلحة في انتظار تشتّت الحشود الشعبية، مكمن الخطر هنا بطبيعة الحال هو ألّا يتسنى التوصل إلى حلٍّ قبل أن تختفي الوسادة المالية، فعند هذه المرحلة يصبح تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية أصعب كثيراً. على النقيض من ذلك، في السودان، وافقت الجبهة الديمقراطية على مضض في أغسطس على الدخول في ترتيب لتقاسم السلطة مع الجيش، وانهار الاقتصاد إلى الدرجة التي أصبح معها التعاون الاستراتيجية الأكثر جاذبية، فلا يستطيع الجيش أن يستمر في استهلاك 60 % من نفقات الدولة الآن بعد أن تقلصت إلى 8 % من الناتج المحلي الإجمالي، في الوقت الحالي، جرى تكليف حكومة تكنوقراطية بتثبيت استقرار الاقتصاد، وتُرِكَت المساومة السياسية للمستقبل، مما يجعل الجانبين يناوران للاستفادة من المرحلة الانتقالية في نهاية المطاف.

تداعيات جائحة «كورونا»: مناعة القطيع أم مناعة الضمير؟

كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...

هل الصين إمبريالية جديدة؟

خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...

مرحباً بكم لعالم ما بعد الفيروس (1-2)

نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...

نظام عالمي جديد أم ما بعد الحضارة الغربية؟

يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...

فشل سياسات ترمب في احتواء الوباء (2-2)

اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...

الولايات المتحدة تحتاج إلى تجنيد الشباب

عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...

عندما تعطس الصين (1-2)

من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...

خطة الطوارئ في التصدي لوباء كورونا (1-2)

يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (2-2)

في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...

«كورونا».. موضة الحروب الجديدة

اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...

التعايش الناجح بين السينما والأدب: «السينما بين الرواية والسيرة الذاتية: جاك لندن وجيمس فراي نموذجاً»

قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (1-2)

قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...