alsharq

سهلة آل سعد

عدد المقالات 194

الغريب في دراسة الشيب

14 يونيو 2014 , 12:00ص

هي دراسة قام بها الباحث الشاب خالد الشيب وفريق البحث معه بعنوان «رؤية الشباب القطري لبعض ملامح المستقبل»، ودشنتها دار الإنماء الاجتماعي في ورشة نقاشية، حضرها حشد من أساتذة الجامعة والمختصين والمهتمين، عينة البحث هم 269 طالباً وطالبة من طلبة جامعة قطر فقط دون غيرها من الجامعات، لذا هل من الموضوعية القول إنهم يمثلون رؤية الشباب القطري عموماً، أو يصح أن يقاس بهم أو عليهم وحدهم دون غيرهم من طلبة الجامعات الأخرى على الأقل؟ أشعر بأنه لو شملت العينة فئات أوسع من طلبة الجامعات الأخرى لربما أتت النتيجة بشكل آخر مغاير، ولا يعني ذلك أن تكون نتيجة أكثر تطميناً أو أقل تخويفاً بالضرورة مما ورد من أمور فاجأتنا وأظهرها لنا هذا البحث. %22.3 من عينة البحث ذكور، و %77.7 إناث، وتم القياس بطريقة تعبئة الاستبيان وحدها، ولذا أيضاً مرة أخرى هل يصح القول إن الاقتصار على الاستبيان كأداة قياس وحيدة يقدم مؤشرات أكيدة على توجهات معينة يراد قياسها؟ في مقدمة الملزمة الحاوية لنتائج هذه الدراسة وتحت بند أهميتها يشير صائغ المقدمة إلى أنها (أي الأهمية) تنبع من كون هذه الدراسة من الدراسات النادرة في هذا المجال، وأن الدراسة الوحيدة التي سبقتها كانت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ونشرت في أوائل تسعينياته وكان عنوانها «علي ليلة وآخرون، الشباب القطري: اهتماماته وقضاياه، جامعة قطر، مركز الوثائق والدراسات الإنسانية، الدوحة، 1991)، وتصفها المقدمة بأنها الدراسة التي لم تركز على المستقبل بقدر ما ركزت على أوضاع الشباب الراهنة في حينها، وأن ما ورد بها (أي الدراسة القديمة) من توصيف لعلاقة الشباب القطري بالمستقبل ممكن حصره في أربع توصيفات: 1 - الشباب القطري لا يخبر ولا يعايش صراعاً جيلياً مع الكبار. 2 - تنصب اهتمامات الشباب القطري على الحاضر بأكثر من المستقبل. 3 - يمتلك الشباب القطري رؤية متفائلة بشأن المستقبل بشكل عام. 4 - لدى الشباب القطري نزوع واضح نحو القدرية كنتيجة لغلبة العادات والتقاليد المحافظة). وعند النقطة الرابعة نتوقف لأن الدراسة الحالية من الواضح أنها تنزع لقياس البعد عن (القدرية) كما وصفتها. فمن خلال أسئلة لعينة البحث متعلقة بأهمية اللغة العربية، والزي التقليدي القطري، والطريقة التقليدية في الارتباط بشريك الحياة، نستطيع أن نرى أنها دراسة تحاول استشفاف توجهات الجيل الجديد للخروج عن (الطوق) من عدمه، أو ربما هي دفع له للتفكير في الطوق وحدوده والتفكر في الخروج منه.. ولكن ما هو (الطوق)؟ وتحاول الدراسة أيضاً من خلال استطلاع معرفة أفراد العينة بأمور الثورات العربية، وبمواد الدستور القطري، وبتطلعهم لنشوء برلمان قطري من عدمه، أو اهتمامهم بوجود انتخابات طلابية، وقياس انفتاح أفقهم السياسي والمعرفي الداخلي والخارجي. بالنسبة للتوجهات نحو اللغة والزي واختيار الشريك تقول نتائج البحث إن %66.5 يعتقدون بأن للغة العربية أهمية في المجتمع.. وأعتبرها نسبة مفاجئة وغير كبيرة، أما %30.5 فيرون أن (العربية غدت متوسطة الأهمية في هذا المجتمع)، وأن %64.3 يرون أن إهمال اللغة العربية يهدد الهوية العربية في قطر إلى حد بعيد، فيما يرى %32.7 أن إهمالها لا يشكل تهديداً للهوية، ولكنهم اعتبروه احتمالاً غير مؤكد.. هذا بالنسبة للغة. بالنسبة للزي القطري التقليدي فيرى %60 من أفراد العينة بأنه سائد، لأنه (ملزم اجتماعياً وثقافياً)، ويرى %40 أن ارتداءه يعبر عن (محض اختيار ورغبة لدى الغالبية)، ويأتي تفسير هذه النقطة غير الواضحة تالياً لها مباشرة، حيث يقول معدوا البحث (تأتي هذه الاتجاهات نحو الزي الوطني، ونحن واضعون بالاعتبار أن أغلب عينتنا -في هذه الدراسة- هي من الفتيات، وهن من يتعرضن أكثر من الفتيان بطبيعة الحال إلى القدر الأكبر من الرقابة والحظر الاجتماعي والثقافي، كما أنهن -وللمفارقة وعلى الرغم من هذه الرقابة وهذا الحظر- يمارسن حرية واسعة في ارتداء الملابس غير التقليدية الإفرنجية تحديداً، وعلى أحدث الطرز العالمية، وذلك للتفاخر بها بين القرينات، سواء في جلساتهن أو ملتقياتهن أو مناسباتهن الاجتماعية الخاصة، والتي يحظر على الرجال التواجد فيها، ومن هنا تفسير النسبة المئوية المرتفعة التي ذهبت إلى أن هذا الزي التقليدي ما زال سائداً لأنه ملزم اجتماعياً) لا أدري لم أشعرتني هذه الفقرة بأن الزي التقليدي غير مرغوب فيه، ويبحث له عما يبرر وجوده حتى الآن من قبل معدي هذا البحث، رغم أنه أصبح محايداً في هذا الزمن لا يهش ولا ينش، واتخذ أشكالاً منفتحة ومتحررة عدة، ورغم أنه لا يعوق ولا يحد من لبس الملابس الأنيقة والعصرية أو الإفرنجية، على حد تعبير الباحثين -هذا إذا كان المقصود بالزي التقليدي العباءة السوداء الخليجية- أما إن كان المعني غيرها فما هو؟ إذ على حد تقديري للأمور أن الفتيات على امتداد الأجيال ارتدين البلوزات والتنانير والبناطيل إلى جانب الجلابيات الشعبية ولم يتقيدن بزي معين في أي مرحلة سوى مرحلة الجدات السابقات، أي إنه لأكثر من أربعين عاماً والحداثة سائدة، والغموض هنا يكتنف ماهية الزي الشعبي المقصود. وتضيف الدراسة أن (ثلاثة أرباع عينتنا %73.7 ترى أن الشباب الذكور هم الفئة الأكثر رغبة في الحفاظ على الزي التقليدي مقارنة بالفتيات الإناث، وقد يرجع ذلك إلى أن الزي التقليدي يمثل في نظر الشباب تراث الآباء ورمزاً للأصالة، كما أنه يعد أهم مفردات التواصل الاجتماعي في أغلب المناسبات الاجتماعية، لذا فمن الصعب التخلي عنه). الجانب الثالث المنتمي للهوية والتقاليد بعد اللغة والزي (الارتباط بشريك الحياة).. تقول الدراسة إن نسبة %56 يميلون إلى تفضيل الزواج التقليدي حسب اختيار الأهل والأصدقاء، بينما (أكد) %42 على اختيار شريك الحياة بأنفسهم. الغريب أنه حين يأتي الأمر إلى استطلاع آرائهم في السماح لأبنائهم مستقبلاً باختيار شريك الحياة تنخفض هذه النسبة، لم أستطع فهم هذه النقطة تماماً لعدم وضوح الصياغة، إلا أن النتيجة أنهم يبرهنون على أهمية اختيار الأهل. والمطمئن في استطلاعات الهوية أن %98 يرون أن اكتساب (تعاليم الدين الإسلامي من أهم المعارف والمهارات المفضلة). بالنسبة للجزء الآخر الذي أتحدث عنه هنا في هذا المقال، وهو المتعلق بالجانب السياسي والمعرفي والتطوعي لعينة البحث، حيث بينت الدراسة أن نسبة %80 منهم غير مهتمين بالانتخابات الطلابية التي تتم بالجامعة، بينما نسبة المبالين أو المهتمين تبلغ %20، نلاحظ أن المفردة المستخدمة للتعبير عن توجههم (غير مهتمين)، وليس غير راغبين أو غير مؤيدين، وقد تكون هي المفردة التي استخدمها وقدمها لهم معدو البحث في استبيانهم وحصروهم فيها، وهي مؤشر على ثقافة وتوجه أيا كان واضعها أو مختارها، ولكن النسبة هنا طاغية، ويبرر لنا البحث ويقدم الأسباب حسب اجتهاد معديه، وقد تكون صحيحة، وأود أن أضيف لها عدم إيمان الطلاب بجدوى هذه الانتخابات، واعتبارها شكلية مقامة فقط للشو والعرض العام، لا لإحداث تغييرات فعلية وتحقيق مطالب طلابية، خاصة أن تجربة المجلس البلدي الأكبر والأعمق لم تسفر عما يرضي المجتمع أو يحقق تطلعاته منها. بالنسبة للبرلمان (مجلس الشعب) بينت الدراسة أن حوالي %41 يؤيدون بشدة إنشاء برلمان خلال الأعوام المقبلة، بينما %16 يرفضون إنشاءه، وهي نسبة في رأيي قد تقارب أو تشابه القياس العام لرأي شرائح المجتمع في هذا الصدد، فيما لو قيس خارج أسوار الجامعة. أما عن معرفة عينة البحث بالدستور القطري الجديد (قال يعني هم يعرفون القديم)، فأظهر البحث عدم معرفة %63 به، بينما %36 لديهم فكرة عنه.. والجهل بالدستور لا بد أنه ينم عن جهل بالحقوق والواجبات، أو عدم اهتمام بها، وليعرفوها أو يهتموا بها يجب أن تدرس لهم في المدارس والجامعات. وعن معرفتهم بالثورات، فإن الدراسة تورد نسبة %86 لمعرفة أفرادها ومتابعتهم للثورات، وتورد مبررات لذلك، بينما الأحرى أن تبرر لِمَ ليس الجميع متابعاً خاصة أنها ثورات عربية من ناحية، ومست العالم أجمع وانعكست عليه وأصابه رش منها من ناحية أخرى؟ بالنسبة للتطوع فإن %22 من أفراد العينة أفادوا بمشاركتهم كمتطوعين في مؤسسات أهلية. أما بالنسبة للتعليم والتسرب منه فقد ورد ذكره ضمن التوصيات الواردة في نهاية البحث، وهي توصيات مهمة استهلوها بذكر إشكالية التسرب من التعليم: (1- إجراء بحوث ودراسات اجتماعية تركز على المشكلات المتعلقة بتسرب الطلاب القطريين من التعليم بشكل عام والجامعي بشكل خاص). في النهاية أشكر الباحث خالد الشيب على هذه الدراسة المهمة، ومن ساعده في إجرائها، ودار الإنماء الاجتماعي، التي صدرت عنها، والفاضلة وضحة الرميحي التي لا تخفى جهودها في هذا الصدد، وهي دراسة تدق ناقوساً وتطرح أسئلة عميقة، نرجو أن نحظى بدراسة استكمالية لها كما ذكر الباحث، وأن تجرى الدراسة اللاحقة على عينة أوسع وبأدوات قياس متنوعة وأدق في اختيار مفردات وألفاظ البحث الحاصرة للاختيار، ونرجو حينها ألا تصيبنا نتائجها في مقتل.

أب

أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....

فتيات القهاوي!!

إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...

ملابس قصيرة؟!

فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...

رقّاصة!!

إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...

رحلة بنات!!

عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...

العمالة أم المتقاعدون؟!!

من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...

هل أنت زوج؟ هل أنت أب؟

بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...

إنهم يحطبون الصحراء.. فأين الرادع؟!!

هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...

المدارس الخاصة.. والاختراق الناعم

إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...

اختر إنما انت مخير .. " حملة مودّة .. يسروا "

أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...

أصحاب الحلال..ماذا يفعلون ؟!!

تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...

إسرائيل وماكرون!! لِمَ يهرولون؟!

لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...