alsharq

آمنة ارحمة البوعينين

عدد المقالات 40

رأي العرب 08 أكتوبر 2025
تنمية العنصر البشري أولوية
رأي العرب 10 أكتوبر 2025
«الشورى».. فصل تشريعي جديد
علي حسين عبدالله 09 أكتوبر 2025
درس قاسٍ للعنابي

(القوقعة.. يوميات متلصص)

14 مارس 2022 , 12:05ص

كيف للإنسان أن يكون وحشاً وشيطانًا لهذا الحد إذا سنحت له الفرصة، ويتفنن بطرق وأساليب التعذيب، كيف لمخلوق خلق من مشاعر وأحاسيس أن يسقي بذرة سيئة في سريرته الإنسانية، والسؤال من أين سقاها! انتهيت مؤخرًا من قراءة رواية (القوقعة.. يوميات متلصص) في أدب السجون للكاتب السوري مصطفى خليفة، وهي رواية حقيقة من حياة المؤلف الأليمة اثناء سجنه، وقد ظللتني هذه الرواية بغمامة سوداء من الكآبة والألم اللاذع، وصرخات مريرة مازالت تترد أصدائها في رأسي. تتدثر أحداث الرواية في دثار مؤلم مبكي حول شاب سوري مسيحي سجن ظلماً دون محاكمة لمدة ثلاثة عشر سنة بسبب نكتة سياسية قالها في سهرة مع أصدقائه! ثلاثة عشر سنة حرم فيها من أبسط حق للإنسان وهو أن يكون إنسانًا، كان لا شيء، حتى أنه لم يكن حيوانًا، ثلاثة عشر سنة تعرض فيها البطل هو وزملاءه في السجن -إن صح القول- إلى أبشع أنواع التعذيب، النفسي، والجسدي، حرموا من الأكل أحيانًا، ومن العلاج أحيانًا أخرى، وتعرضوا إلى أعمال غير أخلاقية وغير دينية، منعوا حتى من الصلاة وممارسة شعائرهم الدينية ومن يقبض عليه «بجرم الصلاة» يكون جزاؤه الموت! في سطور الرواية يصارع البطل على حافة الجنون؛ ليحمي آخر رمق من ذاته الإنسانية، وكيف اتخذ من عقله كراسة تدوين ليدون فيه مآسيه والتعذيب الشنيع الذي تعرض له. عندما غرقت في سطور الرواية وكأنني كنت أغرق في عين المؤلف، المخرج السينمائي؛ فقد وصف بشاعة الأحداث وكأنها مشاهد سينمائية تتراءى أمام القارئ؛ فرغم عمق المأساة في ذاكرة الكاتب وهو يستحضر ويدون ما مر به إلا أنها وصفها ببراعة أدبية جاعلاً القارئ يعيش معه كسجين معذّب من سجناء السجن، وهنا تجلت عبقرية الكاتب في تصوير المشاهد كمشاهد سردية مصورة تتصل بخيال القارئ. رواية مؤلمة تحتاج إلى قلبين وروحين؛ حتى تحمل كل هذه الأشجان والأتراح المثخنة المثنية في سطورها؛ لقراءتها. تساءلت كثيرًا أثناء قراءتي للرواية كيف كانت الحالة الشعورية للكاتب وهو يستحضر بذاكرته بشاعة ما تعرض له، إن كنت أنا بقراءتها دخلت في موجة اكتأبية مازالت روحي متأثرة بها، فماذا عن الكاتب الذي مر بكل هذه الأحداث المريرة لمدة ثلاثة عشر سنة، رواية بمثابة وصمة عار في مسيرة «الإنسانية» يخجل بها الإنسان أن يكون إنساناً عند قراءتها.

فنونٌ متصدعة

لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...

إلحادية تعددية الآراء

تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...

بطولة زائفة

هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...

الحرية بين الانقياد والإرادة.. مسيرة وعي

سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...

حرب الأجناس الأدبية

أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...

الكتابة عمل نخبوي أم للعامة؟!

صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...

عيدكم مبارك

«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...

الحب اليائس في الشعر العربي

في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...

الحب

الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...

رمضان يحتضن الثقافة

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...

السعي إلى النجاح

تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...

الذائقة الأدبية

مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...