


عدد المقالات 194
غير مستبعد أن يكون من خطط نفق سلوى هو نفسه من خطط ورسم دهليز العبيدلي، فمستوى الذكاء في المشروعين واحد ولا حسد، أو أنهما –إن كانا شخصين مختلفين– يمتلكان المقومات الفكرية والعبقرية ذاتها. تكمن المشكلة حين نقع في بلاء مشاريع بهذا الكم من قلة الذكاء في أن المخططين ومُجيزي التخطيط غالباً لم يضعوا نصب أعينهم الجمهور السالك لهذه الطرق واحتياجاته، بقدر ما وضعوا مكتسباتهم ورضى رؤسائهم المباشرين وغير المباشرين عنهم، والذين قد يستمعون لتوصيفات مشاريعهم بشكل سطحي عام، أو أن يضعوا ثقتهم فيما يقال لهم دون كثير تمحيص.. والخطأ هنا يشمل الطرفين مَن خَطط ومن سمح بالتنفيذ ووافق عليه، وهذا يقع ضمن إشكالية الاهتمام بالمكتسبات الخاصة، وإرضاء الأعلى على حساب الأدنى أو من يعتبرونه أدنى، أو يقع ضمن نطاق الإهمال وعدم الاهتمام بالإحاطة الكاملة بالأمور. أما إن أخرجناهم من هذا النطاق وذاك وأدخلناهم في نطاق عدم الذكاء فتلك طامة كبرى أخرى مختلفة، وذلك حديث آخر. في سنوات سابقة كان هناك شيء اسمه (الدوار المجنون) لا أعلم لوجوده هدفاً أو مسوغاً غير تعذيب خلق الله السالكين للطريق الواقع فيه، والدوار المجنون مجنون بحق، ترى ذلك في أعين سائقي العربات المحتاسة فيه لا يدري معظمهم متى يحين دوره في المرور ومتى عليه أن يقف، أو متى عليه أن يتقدم، ولكن جاء اليوم الذي اختفى فيه الدوار المجنون وأصبح أثراً من بعد عين، وحكاية من بعد واقع، وحلت محله الإشارات الرزينة (العاقلة).. أطلقوا عليه رصاصة الرحمة وارتاح السائقون من شره. اليوم تُبعث الروح العبثية للدوار المجنون في مشاريع الدولة الحديثة المجنونة التخطيط، والمأفونة الصلاحية من مداخل ومخارج واتساع ومسالك وتصريف.. إلخ اليوم الزمن يكرر نفسه بشكل أسوأ وأبشع وأشنع، والتاريخ يعيد نفسه بأشكال شتى، والجنون يتجدد ويتواصل ولا ينتهي، والغرباء الفضائيون الذين يخططون لسكان الأرض يواصلون تخطيطاتهم المفتقدة للذكاء دون اكتراث باحتياجات أهل هذا الكوكب وواقعهم، بل يحلقون في خيالاتهم الفضائية التي تصلح لأنفاق في المريخ وجسور في زحل، حيث لا ازدحامات ولا حوادث مرورية ولا أمطار ولا تدفق بشري.. الفرق أنهم في المريخ لا ينامون نهائياً ويوزعون دواماتهم بالتجزئة على طول ساعات النهار الثمانين لديهم، أما سكان زحل فجميعهم محالون للبند والتقاعد، ولا يسلك الطرق إلا الأطفال للذهاب لمعاهد دراسة الشهب والعودة منها، لذا نجح لديهم الجسر أبو مسار واحد، في حين أثار حنقنا هنا على الأرض في قطر، إضافة إلى عدم وجود عربات لديهم في زحل ليخشوا اصطدام مقدماتها بصبّيات الجسور الضيقة.. هم فقط يخشون على جباه أطفالهم الفضائيين النافرة للأمام من ضرب الصبيات، وأحياناً يخشون على الصبيات من جباه أطفالهم. عوداً للأرض وتحديداً لدهليز العبيدلي الأعوج الضيق كقبر، أنصحكم بعدم صعوده ما لم تكونوا مضطرين لذلك اضطراراً، فهو ضيقة صدر وخاطر قبل أن يكون ضيقة طريق، أوجدوا لأنفسكم بدائل أخرى والتفافات كي لا تجدوا أنفسكم محصورين فيه، واهربوا كما هرب أسلافكم من الدوار المجنون إلى الإشارات العاقلة.. إلى أن يوجد الله حلاً ويُحدث أمراً في أمر اللاتخطيط.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...