كبسولات معنوية

نحن أمة أكرمها الله عز وجل بالإسلام، نتحلى بالقيم التي أهدانا إياها ديننا الحنيف من الحلم والصبر والمثابرة والهمة وغير ذلك، يقول الله في كتابه الكريم: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). أي ينال العبد على قدر سعيه. لقد تطرق الإسلام لكل القيم التي تنفث في صدر المؤمن العزم والإصرار، ولنا في تاريخ الأنبياء والصحابة أسوة، فعندما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر الدعوة لحقه الأذى من الكفار مما زاد من عزيمته وهمته بالتمسك لنشر الإسلام، فكان تاريخ الدعوة مليئاً بالعراقيل والصعوبات التي كانت على عاتق رسول الله، إلا أنه بفضل من الله وإيمان رسولنا القوي بأن الله معه أصبح للإسلام راية خفاقة، واتبع الصحابة والخلفاء نهجه أثناء نشر الدعوة الإسلامية. يقول د. جوزيف ميرفي: «لا يوجد نجاح حقيقي بدون سلام العقل» أي يخلو من الأفكار السلبية المهلكة التي قد تؤدي لتدهور الحالة، طالما أننا نتمتع بنعمة العقل فعلينا أن نستفيد من قوة عقولنا فهي القوى العظمى، فالعقل بحاجة إلى برمجة تكون إيجابية معينة لتحقيق أهدافنا، فلا يوجد في قاموس القوي مصطلح “مستحيل”، فكلنا قادرون على تحقيق ما نرجو له.. نحتاج فقط أن نكون إيجابيين لنكتشف الكنز الذي بداخلنا، حينها نستطيع الانطلاق. عندما جاء رجل لعمر بن الخطاب من ميدان نهاوند سأله عن اسمه فقال له قريب بن ظفر، فتفاءل عمر وقال ظفرٌ قريب.. لقد تحلى السابقون بالتفاؤل، فإنه مفتاح من مفاتيح النجاح والوصول للغاية، فكان تفاؤلهم ينبع من عزيمة وإصرار، فعندما أراد السلطان محمد الفاتح فتح القسطنطينية قال: إما قبراً على حدودها أو قصراً على أراضيها، وهنا تكمن الشجاعة وقوة الإرادة لمواجهة التحديات مهما كانت صعبة، حتى لو أن أحلامنا تجاوزت السماء فإن تحقيقها ليس بذلك الصعب، عندما نؤمن بأننا قادرون وجديرون لذلك. كريستين بارنيت، الأم التي استطاعت أن تخرج ابنها جيكوب من التوحد، على الرغم من إحباط المختصين لها، فإذا بها تأخذ بولدها ليصبح اليوم أذكى من أينشتاين ويدرس الفيزياء النظرية، وتحصل هي على جائزة نوبل لعبقريتها وتحديها لمشكلة جيكوب، لم يستطع الخبراء علاجه، ولكن استطاعت أمه إيماناً منها أن تجد حلاً لذلك. لا يوجد شيء صعب ولا توجد هناك أزمات لا نستطيع تخطيها ولا توجد هناك مشاكل دون حلول، يوجد عقل يحتاج لتنمية وتطوير لاكتساب مهارات تعين المرء على تحقيق ذاته، فعليك أن تكون أنت المبتكر الأول لحياتك كما يقول ستيفن كوفي في كتابه «العادات السبع للناس الأكثر فعالية»، إن الفشل لا يعني نهاية العالم فلذة النجاح تأتي بعد الفشل مرة واثنتين وثلاث، ولكن من المخزي جداً أن نيأس ونستسلم، فتلك حلول المحبطين الذين يرون الحياة بنظرة سوداوية.. يقول الإمام الشافعي «على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم»، علينا أن نشمر ساعدينا وننطلق لنصطاد فرائسنا وننال نصيبنا من النجاح، فالجد بالجد والإهمال بالكسل، فانصب تصب عن قريب غاية الأمل، فشحنات من التفاؤل والعزيمة تبث في النفوس الجد والعمل، وتؤدي بنا للنجاح، وأخيراً قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). وإلى لقاء آخر