alsharq

نوره بنت محمد بن فهد آل مسلم

عدد المقالات 13

دموع في عيون منكسرة

07 يونيو 2014 , 12:00ص

في كتب التاريخ تُروى لنا حياة الأبطال بالتفصيل منذ النشأة إلى أن يلقوا حتفهم، وتمر بهم مراحل الحياة كما تمر بنا الآن، وتختلف باختلاف أصحابها ووجهاتهم، وتنقلب تصاريف القدر بالإنسان بين الطلوع والنزول، ولكن من الصعب أن يتقبل المرء فكرة النزول، بعد أن كان نجماً ساطعاً في سماء المجد.. وهذا بالضبط ما حل على بعض من الشخصيات التاريخية التي أثرت كتب التاريخ بإنجازاتها وانتصاراتها، فكان لها نصيب الأسد من مكانة وعلو شأن وسيادة، ثم تنقلب بهم الآية ليعيشوا الذل والفقر والشتات، وهذا هو التاريخ إذا ذكر لنا انتصارات أهله، فلا بد أن تكون بين الانتصارات دمعة حزينة، وسأذكر لكم شخصيات عاشوا متناقضات الحياة وجميع وجوهها. أبو القاسم المعتمد على الله ابن عباد، ملك من ملوك الأندلس، اشتهر بلقب المعتمد، عاش في بيت الحكم، وولاه أبوه شؤون الحكم منذ الصغر، حتى يكون شخصاً مُهيأً لإدارة شؤون الدولة، وبعد أن توفي والده حكم مملكة إشبيلية، عُرف بحبه للشعر ومجالسة الشعراء، عاش حياة الملوك من نعيم ورفاهية وترف، وعُرف بكرمه فكان شديد الكرم، وكان للشعراء منزلة رفيعة عند المعتمد، وبعد أن دخل في مناوشات مع ألفونسو الذي استولى على طليطلة، وكان يهدف للاستيلاء على إشبيلية، استعان المعتمد بدولة المرابطين، وكان أميرها يوسف بن تاشفين، الذي وضع كفه بكف المعتمد حتى ينتصر على النصارى في معركه اشتهرت بالزلاقة، إلا أن الشخص الذي عاونه وحمى مملكته هو نفسه الشخص الذي كان سبب نفيه وسجنه بعيداً عن بلاده، حتى انتهى حكم المعتمد، وقضى بقية عمره في السجن، وهذا هو الدهر، من تطلب العون منه لا بد أن يفاجئك يوماً ما ويكون سبباً لسقوطك، وقال المعتمد وهو في سجنه: قد كان دهرك أن تأمرهُ ممتثلاً ** فردك الدهر منهياً ومأموراً. وكان من المؤلم أن تكون نهاية المعتمد، هكذا بعد أن كان في عز ورخاء وترف، حتى أنه صار لا يملك قوت يومه، وكان يؤلمه حال أبنائه الذين تشتتوا وقضوا حياتهم بين الفقر والجوع، بعد أن كانوا أسياد قومهم. ومثله تماماً أبو فراس الحمداني الذي عاش عيشة الترف والرفاهية، وكان سيد قومه، ومن أسرة حكمت شمال سوريا والعراق. ترعرع أبو فراس الحمداني في منزل الحكم عند عمه سيف الدولة، كان فارساً مقداماً وشجاعاً ولاه عمه مقاطعة المنبج فدافع عنها وأحسن حكمها، وكان يدافع عن البلاد من هجمات الروم، عُرف بحبه للشعر وكان شاعراً فصيحاً صاحب رائعة: «أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟ بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يُذاع له سر» اشتهر بعشقه للشعر ووفائه لأهله إلا أن تصاريف الزمن شاءت لأبي فراس أن يُغدر به، ولشدة الاشتباكات التي كانت بين الحمدانيين والروم وقع أبو فراس أسيراً على يدهم، وكان باستطاعة سيف الدولة أن يدفع الفدية ليُخرج ابن أخيه، إلا أن سيف الدولة كان يُماطل في ذلك لحاجة في نفسه، وكما أرخ المؤرخون أن سبب ذلك هو غيرة سيف الدولة من ابن أخيه لكثرة ذكره بالمجالس بالخير ومدحه وإعجابهم بشجاعته، فكان يخشى أن يرتفع شأنه ويأخذ مكان عمه.. وكان أبو فراس يرسل قصائد لعمه يلومهُ بأنه لم يدفع الفدية، لكن للأسف لم تصله، وكان أيضاً باستطاعة أبي فراس الهروب من سجن الروم، ولكنه كان يؤمن بأنها ليست من أفعال الشجعان، وبعد أن أطلق صراحه وقعت معركة في حلب، قُتل بها أبو فراس، وكانت من تخطيط وتدبير بطانة ابن سيف الدولة، بعد أن تولى مقاليد حكم البلاد. خلاصة الموضوع أن النعم تزول ولا شيء يبقى كما كان، ومن الصعب جداً أن يتقبل المرء الذل بعد المعزة، ولكنه يستطيع أن يتقبل بل ويرحب بالنعيم بعد الفقر، هي هكذا الدنيا والطبيعة هي إنسان قاسٍ لا يرحم، تصاريف الحياة إذا أقبلت لا تعرف ملكاً ولا خادماً.. وإذا دار الدهر وجهه للمرء تجمعت عليه المآسي وصارت كالأنصال والرماح. من بات بعدك في ملك يسر به فإنما بات بالأحلام مغروراً

المجلس الأعلى للتعليم.. يجعجع بلا طحين

«إني لا أتوقف حتى أنجز العمل»، هذا بالضبط ما قاله «جون هانتر» أحد الجراحين المحترفين الذين آمنوا وأيقنوا بفكرة الإتقان والإنجاز بالعمل.. هو يؤمن بأننا طالما قررنا أن نعمل فلا يمكن أن نتراجع، وأن نقف...

حقنة لنتفهم مشكلتنا

بعد الهجوم الإعلامي حول استضافة قطر لكأس العالم 2022، والتشكيك بقدرة قطر على تلك الاستضافة، أعجبتني ردة الفعل القطرية حول ذلك، فهي دائماً في هدوء.. والأجمل هو وقوف الدول الشقيقة مع قطر لكسر جميع الشكوك...

مفاتيح للأبواب المغلقة

تسير عجلة الحياة بنا، ولا شيء يتم كما هو، ففي كل لحظة وثانية وساعة ويوم تتغير الأشياء وتتسع وتتطور وتكبر، ومثل هذه الأشياء خلفها من أبى أن يكون من العاطلين، فتراه يقفز قفز العظماء دون...

تخرج الدفعة السابعة والثلاثين لجامعة قطر

التخرج بمثابة خط فاصل بين الحياة الدراسية والحياة العملية، وكانت الدراسة بمثابة الخروج من بحر التعليم للسباحة في محيط الحياة المتلاطمة أمواجها، لقد كانت فترات الدراسة وتحصيل العلم من أهم الفترات التي أصقلت حياتنا اليومية،...

حال القراءة في العالم العربي

إننا بحاجة إلى صحوة عربية.. بل نحن بحاجة لنهضة علمية نابعة من إيمان راسخ بأن نهضتنا وتقدمنا لن يأتي إلا بعلمنا وثقافتنا.. إن قيمة القراءة لدى العرب ضعيفة جداً وهذا ظلم بحد ذاته للتاريخ العربي...

الثقة الكبرى

في بحر الحياة لا تجري إلا سفن العظماء، والتي دائماً ما تكون عكس اتجاه الريح. والعظماء هم الصابرون الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، فالحياة بحاجة لمن لديه القدرة على أن يجدف في بحرها...

اللهم اجعلنا ممن تحبنا شعوبنا

قيل إن موسى عليه السلام بينما كان واقفاً بين يدي ربه يحادثه فإذا به يتساءل ويسأل ربه! ما علامة رضاك على عبادك؟ وما علامة سخطك على عبادك؟ كان موسى عليه السلام يبحث عن إجابة لهذا...

حقاً المبدعون لا يموتون

بين نسج الخيال والواقع كانت حروفه تتناثر في صفحات الأدب، وبأسلوبه السحري امتازت نصوصه بالإبداع والسلاسة، فكان يقول كل ما يجول في خاطر البشر.. حتى في خرافاته كان يتفنن بتشكيل الحروف لتصل الفكرة، فكان القارئ...

أبي أوصل.. بس كيف؟

التفكير الحالي عند البعض لبناء المستقبل «أبغي أمسك منصب» ليس عيباً، ولكن الوصول للمنصب له معايير، فالوصول أعزائي غير مشروط بالمنصب، لأن المنصب لا يدوم، والكراسي تتغير.. لكن الموهبة تدوم، والإبداع لا حدود له، والوصول...

كبسولات معنوية

نحن أمة أكرمها الله عز وجل بالإسلام، نتحلى بالقيم التي أهدانا إياها ديننا الحنيف من الحلم والصبر والمثابرة والهمة وغير ذلك، يقول الله في كتابه الكريم: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). أي ينال العبد...

انتفاضة الخير: رسائل أرض اللؤلؤ

أصبحت عادة يتملكني اقتناء الصور التي تكون بلادي موضوعها، وصار عندي أرشيف أرتاح عندما أغوص في تأمله كل حين من الوقت. إنها لقطات بكاميرا التاريخ تحكي لنا عن لحظات عاشها أهالينا، من تلك الصور التي...

اهزم نقائصك

عندما قاربت شمس الإمبراطور نابليون بونابرت على المغيب في جزيرة نائية وسط المحيط أطلق زفرة المكلوم قائلاً لذاته «أنا وحدي المسؤول عن هزيمتي» فكر أنت لو كنت بمثل موقف الإمبراطور هل أنت قادر على توجيه...