alsharq

نوره بنت محمد بن فهد آل مسلم

عدد المقالات 13

المجلس الأعلى للتعليم.. يجعجع بلا طحين

26 يونيو 2014 , 12:00ص

«إني لا أتوقف حتى أنجز العمل»، هذا بالضبط ما قاله «جون هانتر» أحد الجراحين المحترفين الذين آمنوا وأيقنوا بفكرة الإتقان والإنجاز بالعمل.. هو يؤمن بأننا طالما قررنا أن نعمل فلا يمكن أن نتراجع، وأن نقف حائرين في نصف الطريق «أو.. أو.. أو.. أو»، ومن يستوعب أهمية هذه المقولة فمن الطبيعي أنه سيدرك أن ما خلف سطورها الكثير من المعاني أهمها الإنجاز.. فما هو الدور الذي يلعبه المجلس الأعلى في العملية التعليمية؟ ربما المجلس مكان للجلوس أو أترك لكم الإجابة عن هذا السؤال من المنظور الذي ترونه على أرض الواقع! طالما أننا وضعنا رؤية وطنية فلا شك بأن التعليم هو أساس تلك الرؤية، ولكن السؤال هنا عن رؤية المجلس الذي وضع الممارسات الدولية أحد مبادئه، ناسياً أن هذا لم ولن يحدث إذا لم يكن هناك خط ثابت في مسار التعليم ووضع المناهج، في الدول المتقدمة يتم تغير المناهج إذا لزم الأمر كل عشر سنوات.. وفي المجلس كل دقيقة يتغير شيء ويحُذف شيء ويُضاف شيء وهذا لا يشكل بنية تعليمية قوية، ناهيك عن طريقة الامتحانات التي تحتم على الطالب أن يدرس لامتحان آخر السنة كتاب الفصلين.. لماذا؟؟ ما الهدف من ذلك؟ ماذا تريد أن تدخل في عقل الطالب؟ الذي وضع المناهج ما الذي يريد أن يوصله للطالب؟ من يضع المدخلات؟ من يضع المناهج.. كيف تسير الأمور؟؟ هل المجلس مقتنع بالآلية التي يتبعها؟ هل المجلس راضٍ عن أدائه؟ من يقيم المجلس الأعلى؟ لماذا يتم توفير كوبون تعليم للمدارس الخاصة لمن يرغب في ذلك؟ هل هو تقليل من شأن مناهج المدارس المستقلة؟ لماذا قائمة الانتظار في المدارس الأجنبية طويلة؟ لماذا في المدارس المستقلة لا يوجد قائمة انتظار.. لأن القطري يقول: «لا مب حاط عيالي في مدراس مستقلة وشلي بعوار الراس»، هل المدارس المستقلة التابعة للمجلس «عوار راس»؟ أو ربما يقول ولي الأمر «مدراس إنجليزية أقوى» هل المدارس الإنجليزية أقوى.. أو ربما يظن بأنها «أكشخ» أفيدوني بارك الله فيكم؟! المشكلة تكمن في الجذور، وينبغي مراجعة ذلك وإعادة النظر في سياسة المجلس الأعلى، نحن مجتمع صغير وتعدد المناهج وتنوعها لا يصب في مصلحة الطالب، فهي تؤثر على هوية الطالب.. نحن الآن في القرن العشرين، هل تم تأهيل الطالب ليتفاعل مع المجتمع الدولي؟ هل المناهج تنتج طالباً قوياً في اللغة العربية واللغة الإنجليزية؟ هل الطالب يعرف عن التاريخ شيئاً؟ هل الطالب متفقه في دينه؟ هل الطالب معد إعداداً تاماً شاملاً أم إنه يريد فقط أن «يفتك من الامتحانات»، القضية معقدة جداً وتحتاج من يقف وقفة صادقة لتعليم أفضل.. فلماذا الطالب يدرس؟ لماذا يتعلم؟ من أجل نهضة قطر؟ كيف تنهض بقطر وأنت لم تضع منهجاً يساعد على ذلك.. كلامكم جميل في المقابلات والمؤتمرات، ولكن عند تفعيل الأمور يذوب الكلام مثل الزبدة تحت أشعة الشمس.. هل يتم إعداد الطالب للقيام بالبحوث أم إن البحوث «كوبي بيست من جوجل.. وسويت البحث وجبنا عشرة على عشرة»؟ هل يتم تعليم الطالب ليكن مُطّلعاً وناقداً ومفكراً؟ أم تعليم عشوائي للنجاح ودخول المرحلة الثانية!! هل يتم إعداد الطالب للجامعة والتعامل معها؟ هل وهل وهل... ولن نخلص من الـ هل؟ ولا يوجد لتلك الأسئلة أجوبة، لأن القائمون على تلك الأمور لا يستطيعون مواجهة المشكلة واستيعابها.. فهي تشكل خطراً على الأجيال القادمة، فالمناهج التي يتم وضعها يجب أن تُوضع بدقة وتكون ثابتة، لا جدال عليها ولا تغيير، إن التعليم ومقاعد الدراسة ركن رئيسي يساهم في تنمية المواطن ونهضة البلد، ولا أعرف معايير النهضة عند منظور البعض.. ولكنني أعرف أن النهضة تكمن بالتعليم وتحديد الهوية الوطنية، لن يحدث ولن يتم إلا عن طريق مقاعد الدراسة، وفي أماكن العلم، فحبذا لو تتم مراجعة المناهج مرة أخرى من أجل جيل أفضل وأقوى.. الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في التعليم، فإذا كانت الدولة «تدفع» لماذا المسؤول «مقصر»؟ لماذا لا يتم الاتفاق على قرار واحد؟ لماذا لا يتم رسم خطة جديدة تعليمية أساس حركتها المعلم..؟ لا ينفع أبداً أن ترفع راتب المعلم لتغريه بالوظيفة وهو غير مؤهل لذلك، فالمعلم حتى يكن معلماً لا بد أن تتوافر به شروط معينة، ولا يستوي أبداً أن كل من يحمل شهادة جامعية ينفع أن يكون معلماً!! بعد حرب دامت بين فرنسا وألمانيا سبعين سنة انتصرت ألمانيا.. فكان سبب انتصارها أنهم قالو: «لقد انتصرنا على جاراتنا بفضل المعلم». إن من أركان التعليم الرئيسة المدرس فهو سيد الموقف.. يليه بعد ذلك دور المجلس الأعلى.. ودور الطالب.. وإلى الآن لا أرى رؤية واضحة للمجلس، كلام على ورق فقط!! إن التساؤلات التي تم طرحها تحتاج لمن يرد عليها، وبعيداً كل البعد عن حديث المجالس، فإنني لم أسمع إلى الآن ولي أمر راضياً عن المجلس الأعلى للتعليم.. ولم ألمس الرضا من الطلاب أيضاً!! وإليكم هذا المثل الصيني يا مجلسنا الموقر: إذا أردت أن تستثمر في مشروع لسنة ازرع نبتة، إذا أردت أن تستثمر في مشروع لعشر سنوات ازرع شجرة، وإذا أردت أن تستثمر في مشروع لمئة سنة استثمر في تعليم الإنسان عذراً.. ومن يكن حازماً يقسو أحياناً على من يرحم. وإلى لقاء آخر

حقنة لنتفهم مشكلتنا

بعد الهجوم الإعلامي حول استضافة قطر لكأس العالم 2022، والتشكيك بقدرة قطر على تلك الاستضافة، أعجبتني ردة الفعل القطرية حول ذلك، فهي دائماً في هدوء.. والأجمل هو وقوف الدول الشقيقة مع قطر لكسر جميع الشكوك...

دموع في عيون منكسرة

في كتب التاريخ تُروى لنا حياة الأبطال بالتفصيل منذ النشأة إلى أن يلقوا حتفهم، وتمر بهم مراحل الحياة كما تمر بنا الآن، وتختلف باختلاف أصحابها ووجهاتهم، وتنقلب تصاريف القدر بالإنسان بين الطلوع والنزول، ولكن من...

مفاتيح للأبواب المغلقة

تسير عجلة الحياة بنا، ولا شيء يتم كما هو، ففي كل لحظة وثانية وساعة ويوم تتغير الأشياء وتتسع وتتطور وتكبر، ومثل هذه الأشياء خلفها من أبى أن يكون من العاطلين، فتراه يقفز قفز العظماء دون...

تخرج الدفعة السابعة والثلاثين لجامعة قطر

التخرج بمثابة خط فاصل بين الحياة الدراسية والحياة العملية، وكانت الدراسة بمثابة الخروج من بحر التعليم للسباحة في محيط الحياة المتلاطمة أمواجها، لقد كانت فترات الدراسة وتحصيل العلم من أهم الفترات التي أصقلت حياتنا اليومية،...

حال القراءة في العالم العربي

إننا بحاجة إلى صحوة عربية.. بل نحن بحاجة لنهضة علمية نابعة من إيمان راسخ بأن نهضتنا وتقدمنا لن يأتي إلا بعلمنا وثقافتنا.. إن قيمة القراءة لدى العرب ضعيفة جداً وهذا ظلم بحد ذاته للتاريخ العربي...

الثقة الكبرى

في بحر الحياة لا تجري إلا سفن العظماء، والتي دائماً ما تكون عكس اتجاه الريح. والعظماء هم الصابرون الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، فالحياة بحاجة لمن لديه القدرة على أن يجدف في بحرها...

اللهم اجعلنا ممن تحبنا شعوبنا

قيل إن موسى عليه السلام بينما كان واقفاً بين يدي ربه يحادثه فإذا به يتساءل ويسأل ربه! ما علامة رضاك على عبادك؟ وما علامة سخطك على عبادك؟ كان موسى عليه السلام يبحث عن إجابة لهذا...

حقاً المبدعون لا يموتون

بين نسج الخيال والواقع كانت حروفه تتناثر في صفحات الأدب، وبأسلوبه السحري امتازت نصوصه بالإبداع والسلاسة، فكان يقول كل ما يجول في خاطر البشر.. حتى في خرافاته كان يتفنن بتشكيل الحروف لتصل الفكرة، فكان القارئ...

أبي أوصل.. بس كيف؟

التفكير الحالي عند البعض لبناء المستقبل «أبغي أمسك منصب» ليس عيباً، ولكن الوصول للمنصب له معايير، فالوصول أعزائي غير مشروط بالمنصب، لأن المنصب لا يدوم، والكراسي تتغير.. لكن الموهبة تدوم، والإبداع لا حدود له، والوصول...

كبسولات معنوية

نحن أمة أكرمها الله عز وجل بالإسلام، نتحلى بالقيم التي أهدانا إياها ديننا الحنيف من الحلم والصبر والمثابرة والهمة وغير ذلك، يقول الله في كتابه الكريم: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). أي ينال العبد...

انتفاضة الخير: رسائل أرض اللؤلؤ

أصبحت عادة يتملكني اقتناء الصور التي تكون بلادي موضوعها، وصار عندي أرشيف أرتاح عندما أغوص في تأمله كل حين من الوقت. إنها لقطات بكاميرا التاريخ تحكي لنا عن لحظات عاشها أهالينا، من تلك الصور التي...

اهزم نقائصك

عندما قاربت شمس الإمبراطور نابليون بونابرت على المغيب في جزيرة نائية وسط المحيط أطلق زفرة المكلوم قائلاً لذاته «أنا وحدي المسؤول عن هزيمتي» فكر أنت لو كنت بمثل موقف الإمبراطور هل أنت قادر على توجيه...