


عدد المقالات 115
استكمالاً لحديث الأسبوع الفائت حول حقبة زمنية وتدرج تاريخي، أفرز من بين تموجاته فكراً متطرفا، أعود حيث توقفت في الجزء الأول من هذا المقال إلى أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من تغيرات فكرية، إذ بدأ ينضج الفكر المجتمعي الذي غُيب كثيراً إبان تلك الصدمات الفكرية التي ارتفع فيها صوت الكاسيت الناهي والمنكر والرافض لأوجه الحياة، الكاسيت ومكبر الصوت القائم على التخويف والترهيب، الخارج بثقافة دينية جديدة جاءت تحت مسمى (الصحوة) التي بدأت تحتضر منذ عقد تقريباً بعد أن وعى الناس على بلاهة هذا الخطاب. وصار المجتمع بكل فئاته يُدرك حقيقة منبت هذا الإرهاب. المهم فيما أسرد أن رموزاً منها إرهابية ومنها نفعية ظهرت واعتلت المنابر وألفت الكتب وألقت الخطب ووزعت الكاسيتات وحرضت على الجهاد في غير محله، أقصد هنا بالجهاد الخارج على ولي الأمر، أحد هذه الرموز ذاق من نفس الكأس المر الذي أسقى به أهالي هؤلاء الشباب فأستنجد برجال الأمن وابنه على حدود الجهاد، فما حرّض عليه وراح ضحيته زرافات من الشباب أذاقه إياه رب العالمين في ابنه –اللهم لا شماتة- وبعد تلك الحقبة الغابرة، استغل منابرنا مجدداً لكن هذه المرة بلون جديد «نيو لوك» يتواءم مع المنبر المتمدن، بصورة الشيخ المتحضر المتسامح الذي يغاير في شكله وأفكاره رجل الدين التقليدي، بشكل متلازم مع الانفتاح العالمي والإعلامي بكل أشكاله. مع ذلك وعند أول فرصة انتهز شكله الجديد لتفريغ أحقاده على هذا الوطن تحت ذريعة الربيع العربي، نفس الفرصة التي استغلها أثناء أزمة الخليج وغزو العراق، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة بلوك جديد وبمظهر متمدن حتى إنه على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي ورغم أنه متستر بثوب الوسطية، وله جماهير على هذه الصفحات بمئات الآلاف، يحاول من خلالها استغلال الحدث الحزين الذي نعيشه ليُفرغ أحقاده ويُظهر شماتته، ولا شماتة في الموت فهو مصير الجميع! المتابع لهذه الشخصية يجدها لا تتوانى عن اقتناص أي حدث، تحب الظهور لدرجة الهوس، حتى إن إيقاف برنامج لظروف خاصة أوصل هذه الشخصية لمعاداة كل شيء. قبل عدة أشهر كانت والدتي وهي سيدة تعليمها لم يتجاوز المرحلة الابتدائية تناقش موضوع هذه الشخصية وعدوانيتها تجاه المجتمع بعد إيقاف ذلك البرنامج الممسوخ، روت لي والدتي ما دار في ذلك الحوار الذي جمعها بنساء بسيطات في تعليمهن لكنهن واعيات لم يُحاك، قالت لي بالحرف: «يا بنيتي اكتبي بالجريدة خليهم يرجعون برنامجه الله يكفينا شره، ذا راعي شر ويبي يسوي بديرتنا مشاكل!». طمأنت والدتي، وأبلغتها بأن الناس لديها القدرة على التمييز. إلا أن هذا يحتاج إلى التنبيه عن هذه الفئة التي تستغل الدين لمآرب شخصية، وتحشد لنفسها الجماهير مع اختلاف الزمان والظروف والشكل، هي نفسها التي خرجت من شجرة «داب السبلة»، والحذر من شجرتها ونسلها! وكما هي دعوة والدتي دوماً: «كفانا الله شر من فيه شر». www.salmogren.net •
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...