alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

الدول المتقدّمة وإدارة تنوّع الشعب

07 سبتمبر 2017 , 01:26ص

أكبر تحدٍّ يواجه الدول في الوقت الحالي هو التعامل مع الشعوب، والقدرة على احتواء الفئات المختلفة، وإسهام الحكومات أنفسها في دعم المطالبات السلمية، وتلمّس حاجات الناس لتحقيق الاحتياجات الرئيسية للمواطنين، بل والتطلع إلى مزيد من الرفاهية أسوة بدول العالم. فكيف تمكّنت الدول الناجحة في إدارة الاختلاف -على مستوى دول العالم النامي- من تحقيق هذا الإنجاز، بخلق مجتمع متلاحم يمثل نسيجاً واحداً، مختلف الألوان والأطياف، لكنه جميل الشكل وعميق في المضمون. تمكّنت ماليزيا خلال العقود الخمسة الماضية أن تنعم بحالة من الاستقرار السياسي، وانتظمت الانتخابات الديمقراطية بدون انقلابات، حيث شهدت حالة من التوافق والتعايش العرقي والديني، بالإضافة إلى التطور الاقتصادي الذي انعكست فوائده على المجتمع، وتعزيز الأمن الداخلي. لم يكن ذلك سهلاً؛ فقد واجهت تحديات لمواجهة محاربة الفقر والبطالة والتقدم، وتمكّنت من تحقيق قفزات في اقتصاديات التعليم. بالرغم من الاختلافات العرقية والدينية بين المسلمين والبوذيين والهندوس والمسيحيين، حيث تميّزت القيادات في ماليزيا بالثقافة والتعليم، ولذلك أصبحت قادرة على تحقيق المصالح الكلية للدولة، واستخدامات مواردها، وشهدت هدوءاً واستقراراً سياسياً. حيث أدرك أول رئيس وزراء (تنكو عبدالرحمن) أن الاستقلال لا يتحقق إلا بتوافق جميع فئات المجتمع الماليزي، وقد نجح في بناء علاقات وثيقة مع قيادات الصينيين والهنود، وبناء تحالفات مع الأحزاب الكبرى. وفي عهد مهاتير، أحدث تغييرات في البنية الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على حقوق الأقليات، ومن بعده أحمد بدوي الذي تابع سياسة مهاتير، وقدّم رؤية للإسلام الحضاري وقدّم نموذجاً للاعتدال، حيث حقق الماليزيون ذلك من خلال الاعتراف بالتنوّع والتوافق الذي حقق السلام بالاعتراف بحقوق الآخرين وليس مصادرتها. لقد تمكّن شعب قطر من صنع نموذج جديد، يُحكى في قصص الدول النامية التي تجاوزت الواقع، بقوة تطلعات القيادة، وكبر حجم الحلم العظيم، الذي يحمله كل من يعيش على أرض قطر، وهو أن تسمو المبادئ وتسمو بروح الأوفياء. وصنع قائدنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي، وسمو الأمير الوالد، شعباً واحداً، يدرك أهمية الاختلاف! ينشغل بالإنجازات! في الوقت الذي تنشغل فيه بعض الشعوب بالأقاويل، والافتراءات، وزيادة الخلاف والاختلاف! «قطر تستحق الأفضل من أبنائها» كلمة قالها صاحب السمو، وسنبقى نكرّرها لتصبح رسالة حلم كل من يعيش على أرض قطر؛ فأبناؤها هم: كل شخص عاش هنا اليوم منذ جدوده، أو جاء ليشارك في بنائها، أو ضيف حلّ على أهلها.. كلهم يشتركون في حب هذه الأرض، وبإخلاصهم جميعاً يستحق كل قطري ومن سكن قطر: قطري والنعم!

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...