عدد المقالات 385
يهلُّ علينا عيد الأضحى المبارك كل عام، وتعود معه نفحات الحج، تلك الفريضة التي شرّف الله بها عباده. في هذا الموسم المبارك، يتجمّع المسلمون على اختلاف ألسنتهم وألوانهم من شتى بقاع الأرض، في مناسبة تتعمق فيها الحالة الروحية، وتتجرّد الإنسانية من التعلق بالأرض لتنظر إلى السماء، حيث نزل كبش الفداء، فارتبط العيد بأسمى قصص الفداء في التاريخ الإنساني: قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. إنها حكاية الإيمان واليقين، حين رأى سيدنا إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل. استجاب لأمر الله، وأخبر ابنه بما رأى، فكان رد إسماعيل مثالًا للإيمان والتسليم: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾. وحين بلغ التحدي ذروته، فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، تكريمًا لصبرهما وطاعتهما. وهكذا، غدت الأضحية شعيرة مباركة نتقرّب بها إلى الله، ونعزّز بها قيم العطاء والتضحية. “من العايدين” عبارة تحمل أجمل الأمنيات وأحلى الدعوات، ليعود العيد علينا مرارًا وتكرارًا ونحن في أحسن حال. هي عبارة تختصر مشاعر كبيرة: التهنئة، والفرح، والتمنّي بأن يظلّ العيد رمزًا للألفة والمشاركة. عبارة تجمعنا دائمًا، وتدعونا لأن نجتمع معًا، ونفرح معًا، وأن تبقى أيامنا عامرة بالمحبة والوئام. وتتزامن مع مظاهر العيد أجواء الحج المباركة، حيث يقف الملايين من الحجيج على صعيد عرفات، يوحّدهم الدعاء، ويجمعهم التكبير، في مشهد مهيب يذكّرنا بوحدة المسلمين وتلاقيهم على قلب رجل واحد. إنها فرصة لتجديد العهد مع الله، والعودة بصفحة ناصعة، تُقبل فيها الدعوات وتُغفر فيها الذنوب. في العيد، يزدهر الفرح في وجوه الصغار قبل الكبار، ويتبادل الناس التهاني والدعوات، وتُجدّد صلة الرحم، وتُتبادل الزيارات، ويجتمع الأحبة في دفء العائلة. إنه عيد الفرح المشروع، القائم على مبادئ سامية: الطاعة، والبرّ، والإحسان. يربط العيد بين السماء والأرض، بين القيم الروحية والسلوك الاجتماعي، بين الأمل في الله والعمل الصالح في واقعنا. هو تذكير بأن التضحية ليست مجرد ذبح، بل هي روح تُحيي القلوب، وتزرع فيها الخير والمحبة. وأيام العيد ستمر سريعًا، فلنجعل منه ذكرى متجددة، تحملنا إلى عام قادم ونحن أكثر قربًا لله، وأكثر إحسانًا للناس. ففي كل عيد نكتب سطرًا جديدًا في سجل الحياة، سطرًا عنوانه الإيمان، ومحتواه المحبة والعطاء. فلنرددها من القلب: “من العايدين”. ولنردّدها ونحن نبتسم، نهنّئ بعضنا بعضًا، ونعاهد أنفسنا على أن نعيش كل يوم كأنه عيد: بطاعة خاشعة، وسعادة صافية، وقلوب متآلفة. كل عام وأنتم بخير، من العايدين والفائزين، أعاده الله عليكم باليمن والإيمان والسلام.
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...