


عدد المقالات 13
في بحر الحياة لا تجري إلا سفن العظماء، والتي دائماً ما تكون عكس اتجاه الريح. والعظماء هم الصابرون الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، فالحياة بحاجة لمن لديه القدرة على أن يجدف في بحرها دون هزيمة أو انكسار، ومهما كان البلاء فقد بشر الله الصابرين بالفرج لقوله تعالى: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين»، وهنا قال «بشّر»، ولا يوجد أجمل من بشائر الله -عز وجل- لعبده. ومُنذ أن خُلِق البشر على الكرة الأرضية لم تكن حياتهم تمشي بخط مستقيم، فكانت وما زالت حياتهم أشبه بتخطيط القلب بين النزول والصعود، وكان البشر -وما زال- أنواعاً، منهم من يصبر ويظفر، ومنهم من يجزع ويغلبه اليأس، ومنهم من تراه بين هذا وذاك. ويستحيل أن ترى من الناس من يعيش سعيداً دون شقاء، لأن الدنيا هكذا لقوله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، أي إن الإنسان خُلق في شقاء يكابد في ضيق الدنيا وشدائدها، ولم يكتف القرآن الكريم بذلك، فجاءت آيات تنصف العبد وتبشره بالخير، ولله في خلقه شؤون، فلم يُخلق الإنسان على وجه الأرض ليشقى دون نعيم، أو لينعم دون شقاء، فحكمة الله أن يختبر العبد، وما الدنيا إلا امتحان. تمر بنا الأيام ونحن بين الحلم والحقيقة، أو ربما بين التفاؤل واليأس نتفكر في حوادث الأيام، نخشى من المستقبل، وننسى أن هناك رباً يدبر لنا الأمور كلها، جعل من كل أمر حكمة، فلو سألنا أنفسنا لماذا أنزل الله علينا البلاء، فقد يكون الجواب الصحيح أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ليقترب أكثر منه، أو ابتلاه ليعطيه، أو ابتلاه ليختبر صبره، هل يصبر أم يجزع ويقنط من رحمة الله؟ وكل الشدائد التي نمر بها نؤجر عليها في الدنيا والآخرة، ولكن من المؤسف أنه في مجتمعاتنا الإسلامية -وبالأخص الخليجية- أنه إذا حل البلاء على أحد يردد البعض تلك المفردات «سياقه»، «عين ما صلت على النبي»، «منظول»، «حروله من كثر ما يهاذون به»، قد تكون تلك الإجابات صحيحة، ولكن هناك رب، وهناك دين قائم على أسس، ويوجد في ديننا العظيم ما يسمى بالرقية الشرعية، لو أن الإنسان تمسك به لخرج من وهم العين والحسد والسحر وغير ذلك، وشق طريقه دون أن يضع لنفسه تلك الخزعبلات التي أصبح الكثير يراها سبباً لحزنه وجزعه وابتلائه وغير ذلك، وأنه من المؤسف أن يقول المبتلى لنفسه إذا ما حلت عليه كربة «يا شماتة فلان» و»يا فرحة فلان» تلك الأصناف من الناس قد ابتعدت عن الله، ومن أركان الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره، بعيداً كل البعد عن تحليل الناس لتلك الظروف وسبب وقوعها. فإن حل البلاء تمسك بالله واسأله الرحمة واللطف، وقل دائماً «اللهم لا اعتراض». ومهما بلغ بنا اليأس وتزايدت علينا الابتلاءات وتلاطمت أمواج الخوف والقلق بنا، فلا دواء لذلك إلا التفاؤل، فكلما تفاءل المرء وظن بربه خيراً سيجد ثمرة فكره أمامه يوماً ما، أيها الإنسان أنت من تحدد ماذا تريد إذا تنفست التفاؤل بالطريقة السليمة، وأنت الوحيد القادر على تخطي جميع مشكلاتك بزفرة واحدة فقط، إذا كنت من أهل الصبر والعزم، وإن لم تكن فعليك التمسك بتلك الصفات والتحلي بها، فهي غذاء للروح، وتهذيب للنفس، تعين المرء على الثبات، فكلما تحلى المرء بالصبر كان قادراً على التمسك بانفعالاته، وطالما أننا من أمة محمد وديننا الإسلام وربنا واحد ولا شريك له، فعلينا أن نكون عظماء، نجتاز كل ما هو صعب، ولا نيأس فلنا رب عظيم، رحيم بعباده، لطيف عليهم، ولعلنا نعلم وعد الله لنا «ولسوف يعطيك ربك فترضى» تلك الآية كفيلة بأن تجعلنا من أولي العزم، ونتحلى بالصبر والقدرة على تخطي المحن، كيف لا؟ وذو الجلال والإكرام وعدنا بالعطاء، عطاءً في الدنيا والآخرة، وفوق ذلك العطاء يرضينا!! تفكر أيها الإنسان بتلك الآية ربما تعطيك الأمل من جديد، واعلم بأنه من كان بقرب الله وتمسك بحبله فلا خوف عليه أبداً لقوله تعالى: «فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون»، فلا تخشَ أيها الإنسان من الماضي ولا من الحاضر ولا من المستقبل، فكل ما هو قادم خير بإذن الله، فقط ثق بمن قال: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء». سيفتح الله باباً كنت تحسبه من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاح.
«إني لا أتوقف حتى أنجز العمل»، هذا بالضبط ما قاله «جون هانتر» أحد الجراحين المحترفين الذين آمنوا وأيقنوا بفكرة الإتقان والإنجاز بالعمل.. هو يؤمن بأننا طالما قررنا أن نعمل فلا يمكن أن نتراجع، وأن نقف...
بعد الهجوم الإعلامي حول استضافة قطر لكأس العالم 2022، والتشكيك بقدرة قطر على تلك الاستضافة، أعجبتني ردة الفعل القطرية حول ذلك، فهي دائماً في هدوء.. والأجمل هو وقوف الدول الشقيقة مع قطر لكسر جميع الشكوك...
في كتب التاريخ تُروى لنا حياة الأبطال بالتفصيل منذ النشأة إلى أن يلقوا حتفهم، وتمر بهم مراحل الحياة كما تمر بنا الآن، وتختلف باختلاف أصحابها ووجهاتهم، وتنقلب تصاريف القدر بالإنسان بين الطلوع والنزول، ولكن من...
تسير عجلة الحياة بنا، ولا شيء يتم كما هو، ففي كل لحظة وثانية وساعة ويوم تتغير الأشياء وتتسع وتتطور وتكبر، ومثل هذه الأشياء خلفها من أبى أن يكون من العاطلين، فتراه يقفز قفز العظماء دون...
التخرج بمثابة خط فاصل بين الحياة الدراسية والحياة العملية، وكانت الدراسة بمثابة الخروج من بحر التعليم للسباحة في محيط الحياة المتلاطمة أمواجها، لقد كانت فترات الدراسة وتحصيل العلم من أهم الفترات التي أصقلت حياتنا اليومية،...
إننا بحاجة إلى صحوة عربية.. بل نحن بحاجة لنهضة علمية نابعة من إيمان راسخ بأن نهضتنا وتقدمنا لن يأتي إلا بعلمنا وثقافتنا.. إن قيمة القراءة لدى العرب ضعيفة جداً وهذا ظلم بحد ذاته للتاريخ العربي...
قيل إن موسى عليه السلام بينما كان واقفاً بين يدي ربه يحادثه فإذا به يتساءل ويسأل ربه! ما علامة رضاك على عبادك؟ وما علامة سخطك على عبادك؟ كان موسى عليه السلام يبحث عن إجابة لهذا...
بين نسج الخيال والواقع كانت حروفه تتناثر في صفحات الأدب، وبأسلوبه السحري امتازت نصوصه بالإبداع والسلاسة، فكان يقول كل ما يجول في خاطر البشر.. حتى في خرافاته كان يتفنن بتشكيل الحروف لتصل الفكرة، فكان القارئ...
التفكير الحالي عند البعض لبناء المستقبل «أبغي أمسك منصب» ليس عيباً، ولكن الوصول للمنصب له معايير، فالوصول أعزائي غير مشروط بالمنصب، لأن المنصب لا يدوم، والكراسي تتغير.. لكن الموهبة تدوم، والإبداع لا حدود له، والوصول...
نحن أمة أكرمها الله عز وجل بالإسلام، نتحلى بالقيم التي أهدانا إياها ديننا الحنيف من الحلم والصبر والمثابرة والهمة وغير ذلك، يقول الله في كتابه الكريم: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). أي ينال العبد...
أصبحت عادة يتملكني اقتناء الصور التي تكون بلادي موضوعها، وصار عندي أرشيف أرتاح عندما أغوص في تأمله كل حين من الوقت. إنها لقطات بكاميرا التاريخ تحكي لنا عن لحظات عاشها أهالينا، من تلك الصور التي...
عندما قاربت شمس الإمبراطور نابليون بونابرت على المغيب في جزيرة نائية وسط المحيط أطلق زفرة المكلوم قائلاً لذاته «أنا وحدي المسؤول عن هزيمتي» فكر أنت لو كنت بمثل موقف الإمبراطور هل أنت قادر على توجيه...