


عدد المقالات 115
أشعر في أحيان كثيرة بالإحباط، نتيجة تهميش قضايا المرأة ودفع الرأي العام إلى وجهات تثير وتستفز، وهي بالأساس ليست معركة المرأة، ولا تهمها ولا تضيف لها. وأستدل على هذا بالقضية التي تدور هذه الأيام في فلك الإعلام السعودي، بل وحتى العالمي، ألا وهي مشاركة المرأة السعودية في أولمبياد لندن المقبلة، وكأن كل القضايا انتهت وكل المشاكل تم حلها ولم يعد عالقاً إلا هذه المشاركة! لأن قضايا المطلقات العالقة بالمحاكم انتهت، ولم تعد تُحرم من حضانة أطفالها، بل صارت تأخذ نفقتها كاملة ومصاريف بيتها وأطفالها، والرجل -كان الله في عونه- مجبر بأمر المحكمة بدفع راتب الخادمة والسائق وبنزين السيارة، أما من الذي يتلاعب بالمرأة ويرفض تطليقها وتعليقها فالويل له، لأنه سيواجه قانوناً رادعاً يصل إلى الحبس والغرامة وقد يفقد وظيفته! أما الرجل «المجرم» الذي يُعنف زوجته ويضربها ويهشم جمجمتها فلم يعد له وجود، لأن الأحكام الرادعة لمن تسول له نفسه باستخدام العنف ضد المرأة، جعلته يكف يده حتى تقلصت عضلاته، ومعها لسانه. كذلك قضايا الأرامل اللاتي لا عائل لهن ولا رجل لديهن يقوم على حياة امرأة.. قضاياها واحتياجاتها «عالقة» داخل مجتمع ذكوري لا تمضي فيه حياة النساء إلا برجل، وإلا فإنها ستتوقف أو تلجأ إلى مخارج أخرى كزواج المسيار مثلاً، الذي تلجأ له كثيرات لهذا السبب وحتى لا تتعطل حياتهن! انتهت قضايا المرأة ولم يعد هناك سوى المشاركة في الأولمبياد، فلا بطالة بين النساء، ولا مخرجات تعليم بعيدة عن سوق العمل، وها هي المرأة تزاحم الرجل في كل القطاعات حتى إن المؤسسات فيما يبدو أنها صارت تعاني من بطالة النساء «المقنعة» بسبب تواجدهن المكثف، والشماغ والعقال لم نعد نراهم داخل تلك المؤسسات بسبب كثافة النساء العاملات! في حين يقول الواقع إن كثيراً من القطاعات لا تعمل فيها نساء، وإن تواجدن فعلى استحياء في مواقع هامشية عدا التعليم والصحة، ولعل المرأة تتمكن من الدخول إن كانت لها معاملة تريد تخليصها، ويعتمد هذا على «مزاج» من يستقبلها، فمن حقه أن يرفض وجودها دون أن يُحاسب، وليس من حقها أن تشتكيه، لأن دخولها غير شرعي! انتهت قضيا المرأة ولم يعد عالقاً سوى مشاركتها في الأولمبياد، فها هي تقود سيارتها بنفسها دون أن تقع تحت رحمة السائق، وبإمكانها السفر دون البطاقة «الصفراء»، ولها الحق في تقرير مصيرها، لأن الأنظمة والقوانين تقول إنها تنضج في سن 21 عاماً، في حين أن الواقع يقول إنه لا سن محدداً لنضج المرأة، وإنها طوال حياتها تحت الوصاية! ثم إن المرأة السعودية نشأت بطبيعتها «رياضية»، فهي تمارس الرياضة من الصفوف الأولى بالمدرسة، وها هي الشوارع تكتظ بالنساء اللاتي يمارسن المشي والهرولة، سبحان الله، ممنوعة في المدرسة من الرياضة لأنها (حرام) وصارت قضيتها الأولى الأولمبياد.. وفي النهاية الضحية هي المرأة نتيجة تسطيح قضاياها وإثارة زوابع تضرها ولا تنفعها! • www.salmogren.net
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...