


عدد المقالات 301
الحبّ ممنوع وملعون ومُعاقب.. والقتل مسموح ومدعوم ومُموّل.. فمن أحبّ امرأة جميلة حسناء من غير دينه أو طائفته أو حتى مجتمعه وأحبّ فيها الحياة، هو محروم من الإرث ومقاطع من الأهل والأصدقاء ومذموم اجتماعياً وقانونياً.. ومن امتلأ قلبه حقداً وعُنفاً، وجاهر وأفتى بقتل الناس، مدعوم وممّول ومُكرّم اجتماعياً. التعطش للدم بات ظاهرة طبيعية، والمحبّة والرحمة أصبحتا ظاهرة استثنائية نُمارسها في الخفاء. هذه المعادلة المقلوبة ما هي إلا مؤشر على خلل في التوازن العقلي لدى الإنسان العربي، وهذا الخلل لم يأت عن عبث كما أنه لم ينشأ من فراغ، فمن فقد عقله، فقد دينه، ومن فقد دينه، فقد إنسانيته. والسؤال هنا؟ في أي حالة يفقد الإنسان عقله، الإجابة هي: عندما يعجز الشخص عن التمييز بين السلوك الطبيعي العاقل وبين السلوك الشاذ.. فيصبح هذا الشخص خطراً على نفسه وعلى المجتمع.. ومن هنا يُسجن «المجنون» في مصحات للعلاج النفسي والعقلي.. تماماً كما يُسجن من يتعاطى الحبوب المخدرة إلى أن يتوفاه الله بين القضبان أو على قارعة الطريق. لستُ بمجنونة -حتى الساعة- كما أني لا أحاول ابتكار فلسفة جديدة.. الفكرة ببساطة أن العنف الدموي والتعطش للدماء الحاصل اليوم والذي يعتبر سلوكاً شاذاً غير طبيعي -على عكس الحبّ والمحبّة- هو التحدّي الحقيقي والأخطر الذي تواجهه السياسية في العصر الحالي. السياسة تواجه الجنون، وعليه لا يمكن لعقلاء السياسة والمبعوثين الأُمميين معالجة حالات العنف البشع الواقع الآن. نعم أتفق معكم أن السياسة غير العادلة تولّد العنف، وأن الظلم يولّد العنف، وأن الفقر يدفع بالشخص إلى الانتحار وإلى قتل النفس بغير حقّ.. لكن ابحثوا أيضاً عن الحبوب المخدرة وعن السموم التي تُعطى للمقاتلين على أساس أنها حبوب منشطة، حبوب «الحرية» التي تُحرّك الغرائز الحيوانية والانتحارية. بين آونة وأخرى، يمرّ خبر مصادرة ملايين من حبوب الكبتاجون التي تقدر قيمتها بالملايين في مطارات الدول العربية.. قد تصحّ نظرية انتهاز تجار المواد السامة للفوضى الأمنية لتهريب الممنوعات.. ولكن ألا تصحّ أيضاً نظرية أن تاجر المخدرات والسياسي قد يكون هو الشخص نفسه.. فتراه يُصادق على اتفاقية الهدنة والسلام في اليُمنة.. فيما اليُسرى تُوزع «حبوب الدماء» إلى شباب يائس لا يعرف أي إله يعبد.. وأي كتاب يقرأ؟ العنف.. والدماء.. والجنون الأخلاقي والسلوك الحيواني في قتل النفس.. لا تُداويه السياسة ولا ينفعه القانون. فالتعامل مع مجنون يحتاج إلى طبيب نفسي وإلى خبير اجتماعي. أيها الأطباء النفسيون العاطلون عن العمل! أيها الخبراء الاجتماعيون! آن الأوان لكم بأن تصحوا من غفلتكم فالشباب أمانة في علومكم.. وما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا. المخدرات تتحدّاكم.. والعقول تحتاجكم.. أنقذوها!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...