alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

الساحرة!

05 أبريل 2013 , 12:00ص

عرضت إحدى القنوات الفضائية منذ أيام فيلماً سينمائياً تدور قصته في ولاية ماساتشوستس الأميركية في القرن الثامن عشر. والقصة تقول إن فتيات مراهقات خرجن للبرية مع امرأة سوداء البشرة تعتبر من الرقيق المستعبد في ذلك الوقت، وإن المرأة مارست بعض طقوس الرقص والتظاهر بأنها ساحرة وأنها ستحقق لكل فتاة ما تحلم به. فصارت كل فتاة تذكر اسم الرجل الذي تريد أن تتزوج منه من أبناء القرية (سيلم). إلا أن هذا العبث لم يمر بسلام فقد رآهن والد (أبيغيل) وهي واحدة من بين تلك الفتيات، فعاقب ابنته وأخبر قسيس القرية، فما كان من القسيس إلا أن قال: إن الشيطان قد حل بالقرية ولا بد من تدخل الكنيسة!» فأرسلت الكنيسة الكبرى مفتشين دينيين للتحقق من الموضوع، فلما استشعرت بطلة القصة، وهي إحدى تلك الفتيات الخطر، ألقت اللوم على المرأة السوداء وقالت إنها قد سحرتها وأجبرتها على اقتراف أفعال مشينة، فما كان من تلك اللجنة إلا أن أعدمت المرأة السوداء والتي كانت الحقيقة هي عكس ما قالته الفتاة، فالبطلة (أبيغيل) هي من كانت تجبرها على التظاهر بأنها ساحرة. (أبيغيل) كانت فتاة شريرة، وهي تحب «جون بروكتر» رجل متزوج، وعلاوة على ذلك فهي تشعر بالخطر الآن، فما كان منها إلا أن سيطرت بقوة شخصيتها على كل الفتيات، وأصبحن يكررن ما تقوله، وهذا كله قد قادها لتدمير القرية بأكملها بتهمة ممارسة السحر. بدأت ورفيقاتها بالقول إن الشيطان قد حل بهن ثم خرج منهن لكنهن الآن يملكن قوة روحية تستطيع أن تميّز الأشرار الذين يمارسون السحر في القرية وكل من له اتصال ما بالشيطان. وهكذا تحول كل من تكرهه أبيغيل، لضحية توضع رقبته في المشنقة بتهمة السحر، ومن ضمن هؤلاء أناس أبرياء وشيوخ حتى وصل الأمر لجون بروكتر وزوجته، فاتهمتها بأنها ساحرة وقُدمت للمحاكمة. كما أن حمى الاتهام بالسحر قد سرت في القرية ولم تعد قاصرة على أصابع أبيغيل، فمن صادف قدومه اشتعال نار اتهم بأنه ساحر يتعامل مع الشيطان، وهكذا أصيبت القرية بلعنة من الجنون. الظريف أن بطل القصة عندما توجه له تهمة الهرطقة، وأنه لا يؤمن أصلاً بوجود السحرة والساحرات قال: كيف لا أؤمن بالسحر وهذا كله مذكور في كتبنا المقدسة؟! إلا أن هذا الجواب لم يشفع له ودُنّس اسم الرجل بهذه التهمة الخطيرة. هذا الجنون الذي تابعته في هذه القصة على مدى ساعتين، والذي ربما مارس سرد المأساة بنوع من الهزل والظرف، أكتب اليوم عنه لأنني أرى تشابهاً بين قصتنا وقصتهم. فكلنا متهمون، ومن يتهمنا قد لا يكون صادقاً بريئاً في اتهامه، فكلنا يعلم أن من يرمي التهم يعلم من نفسه أنه يتهم الآخر بتهم كبيرة، لا يدري هو –نفسه- هل هي صحيحة أم لا؟ ولا يدري هو ما هي دوافع نفسه لاتهام الآخرين بهذه التهم؟ ولا يدري أبناء المجتمع الذين يكررون الاتهامات باستعجال كبير ما مدى انطباق تلك التهم على المتهمين؟ ولا ندري متى ستنتهي هذه الدراما التي نعيشها كل يوم فهي (ولا في الأفلام!). • www.salmogren.net

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...