alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 393

حديث رأس السنة

04 يناير 2025 , 11:47م

من أكثر المواضيع رواجاً في وسائل التواصل الاجتماعي مع نهاية ديسمبر. الجدل المستمر حول الاحتفال برأس السنة، وتحتفل العديد من الدول والثقافات بسنوات يتم خلالها الاحتفاء بأعيادهم. مثلا العام الهجري فيه أعياد المسلمين والعام الميلادي فيه أعياد المسيحيين وغيرها. فالزمن هو أحد المفاهيم التي شغلت البشر منذ القدم، فسعى الإنسان لإيجاد وسيلة لقياسه وربطه بالأحداث من حوله. في حين أن التقويم الميلادي هيمن على حساب السنوات في معظم أنحاء العالم، إلا أن الطرق القديمة والمتنوعة لحساب الزمن لا تزال تحمل قيمة حضارية ودينية عظيمة. قبل اعتماد التقويم الهجري على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 17 هـ، كانت الشعوب المختلفة تعتمد طرقًا متعددة لحساب السنوات. العرب، على سبيل المثال، كانوا يربطون حساب السنوات بأحداث بارزة مثل عام الفيل، الذي شهد محاولة أبرهة هدم الكعبة، ويقولون: « ولد فلان بعد عام الفيل بعدد السنوات أو قبل عام الفيل بعدد سنوات. واستخدموا في ذلك دورة القمر لتحديد الأشهر، لكنهم لم يعتمدوا تقويماً موحداً. بدلاً من ذلك، كانوا يربطون الأعمار بجيل أو حقبة زمنية معينة. وفي الحضارات الأخرى، مثل الفرس والرومان واليهود، فقد اعتمدوا على تقاويم شمسية وقمرية خاصة بهم. الفرس استخدموا تقويمًا يعتمد على فترات حكم الملوك، بينما اعتمد الرومان على التقويم اليولياني الذي بدأ عام 45 قبل الميلاد. أما اليهود فقد استخدموا تقويماً يبدأ من خلق العالم حسب عقيدتهم، في حين اعتمد المصريون القدماء على فيضان النيل وربطوا الأحداث بفترات حكم الفراعنة. وفي قصة نبي الله يوسف عليه السلام، في حلم الملك، سبع بقرات سمان وسبع عجاف، ففسره يوسف عليه السلام بأن البلاد ستشهد سبع سنوات من الخصوبة والرخاء تتبعها سبع سنوات من الجفاف والمجاعة. تم حساب السنوات في هذه القصة بناءً على نظام زمني يرتبط بالزراعة والفصول، مما يعكس ارتباط الناس آنذاك بالطبيعة والتقويمات الطبيعية. ومع ظهور الإسلام، برزت الحاجة إلى تقويم موحد يربط الأمة الإسلامية بأحداثها الكبرى. في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم اعتماد هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة كحدث يبدأ منه التاريخ. وهوالتقويم الهجري، يعتمد على السنة القمرية المكونة من 12 شهرًا، لكنها أقصر بحوالي 11 يومًا من السنة الشمسية، مما يجعل الأشهر الهجرية تدور عبر الفصول على مدار السنوات. أما التقويم الميلادي، بدأ مع تاريخ ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، وتم تعديله لاحقًا في القرن السادس عشر ليصبح التقويم الغريغوري. مع توسع الاستعمار الأوروبي، فرضت الدول الغربية هذا التقويم على العالم، واعتمد عالمياً في التجارة والاقتصاد والعلاقات الدولية. استخدامه الواسع جعله الوسيلة الأساسية لتحديد بداية ونهاية العام. وكما هو معلوم يتدخل الاقتصاد والثقافة بناء على انتشار وسيلة تتكرر سنوياتً، ليكون فرصة لاجتهاد الكثيرين بطرق سياحية قد تكون مناسبة وبعضها مخل ومخالف للعادات والتقاليد والأديان السماوية على اختلافها وتنوعها. الاحتفالات باتت تُعبر عن توديع عام مضى واستقبال عام جديد، وهي ممارسة تجذرت في عصور ما قبل الميلاد واستمرت حتى اليوم، لكنها اكتسبت طابعًا عالميًا مع العولمة وانتشار الثقافة الغربية. الفكرة أننا نستمر في العد بالتقويم الميلادي الذي أصبحت كل أوراقنا مرقمة بأيامه وأشهره وسنواته، لينقلنا من أيام تعد من اعمارنا، نتمنى للجميع عمرا مديدا وسعيدا وحافلا بالإنجازات. بالمناسبة إذا كنت ترغب في أن تكون أصغر عد بالسنوات الشمسية عمرك أصغر ما يقارب 11 يوما أصغر في كل سنة، مثلا عمر شخص 52 ميلادي سيكون 54 هجري! أتمنى لكم عمراً طويلا وسعيداً @maryamhamadi

الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري

بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...

توجيهات القيادة

قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...