عدد المقالات 391
هل احتفظتم بأحد الدفاتر القديمة؟ في أحد الأدراج، أو حقيبة على الدولاب أو داخله؟ دفتر مدرسي، أو مذكرات، أو ربما قصاصات أوراق؟ وربما كان دفتر النسخ مكتوبًا فيه بعض كلمات المعلم، ربما كانت إيجابية وقد تكون سلبية، لكن حتمًا أنها تركت شيئًا ما، ليكون جزءًا من مستقبلك. وكأن هذه الدفاتر تحولت إلى فواتير واجبة الدفع، ليس بالضرورة الدفع بالنقد ولا البطاقة! ربما أصبحت فاتورة يجب أن تُقدَّم كلمات أحدثت فرقًا في حياتك، لتحدث فرقًا في حياة أحدهم. لذا لا عجب أن تكون للكلمات تأثير السحر في الإنجاز، ولو كانت الكلمات التي علم عنها الشخص تختلف عن المكتوبة. فربما بعض المكتوب مجرد ضعف ممن كتبه، لا ضعفًا فيمن كُتب عنه أو له. وملهم هذا المقال هو قصة توماس إديسون، الذي أطفأت أمريكا كل مصابيحها يوم وفاته في 18 أكتوبر 1931 حزنًا عليه. فهو من أضاء لبلاده، بل للعالم، حين اخترع المصباح الكهربائي. في طفولته، كان إديسون طفلًا ذكيًا وكثير الأسئلة، يسبق من حوله إدراكًا وفضولًا. وقد نشأ على كلمات صنعت مستقبله؛ كلمات قرأتها له أمه من رسالة معلمه، لكنها لم تكن كما كُتبت، بل كما ينبغي أن تُقرأ. قالت له إن المدرسة لا تليق بقدراته العالية، وأنه يستحق تعليمًا أفضل. فصدقها، ومضى. وبعد سنوات، وجد الرسالة الحقيقية، وفيها أن المدرسة تراه بليدًا متأخر الفهم. لكنه لم يُربَّ على هذه الكلمة، بل على الكلمة التي اختارتها أمه له، فكان العالم المخترع، وكانت أمه صاحبة أول فاتورة نجاح دُفعت بالكلمة لا بالمال. دفاتر الماضي ليست أوراقًا فقط، بل هي مرآة زمن كانت الكلمة فيه تبني وتربّي. كلمة في دفتر النسخ، علامة حمراء على طرف الصفحة، أو “أحسنت” صغيرة بخط المعلم، أو كلمة سلبية قرأتها أم حنونة بطريقة إيجابية فغيّرت حياة إنسان. ابحث اليوم في الأوراق التي لا زالت تحفظ الذكريات، وابحث عما حملته للمستقبل، وماذا تريد أن تخبرك عن اليوم. فالأمر الأكيد هو خطورة الكلمة وأهميتها. فكما أن الكلمات تُحيي، فإنها تُمِيت. وكما أنها تُشجّع، فإنها تُعيق. وكما أنها تُحرر، فإنها تُقيد. فالكلمة ليست مجرد وصف، بل هي قرار يوجّه المصير. فاكتب كل جميل، فكل كلمة فاتورتها هي الحياة: مستقبل وعمل وأمل. مسؤوليتنا جميعًا، أفرادًا وكُتّابًا، أن نحرص على الكلمة التي نختارها. نكتبها بوعي، وننطقها بحساب، ونعلم أن ما نقوله اليوم قد يُصبح يقينًا عند شخص ما غدًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم”. .. نحن نُشكَّل بالكلمات… بدون عمد، فلنحرص على أن تكون الكلمة بداية بناء بعمد وترصد! @maryamhamadi
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...