alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 384

دفاتر الماضي.. فواتير الحاضر

03 مايو 2025 , 10:22م

هل احتفظتم بأحد الدفاتر القديمة؟ في أحد الأدراج، أو حقيبة على الدولاب أو داخله؟ دفتر مدرسي، أو مذكرات، أو ربما قصاصات أوراق؟ وربما كان دفتر النسخ مكتوبًا فيه بعض كلمات المعلم، ربما كانت إيجابية وقد تكون سلبية، لكن حتمًا أنها تركت شيئًا ما، ليكون جزءًا من مستقبلك. وكأن هذه الدفاتر تحولت إلى فواتير واجبة الدفع، ليس بالضرورة الدفع بالنقد ولا البطاقة! ربما أصبحت فاتورة يجب أن تُقدَّم كلمات أحدثت فرقًا في حياتك، لتحدث فرقًا في حياة أحدهم. لذا لا عجب أن تكون للكلمات تأثير السحر في الإنجاز، ولو كانت الكلمات التي علم عنها الشخص تختلف عن المكتوبة. فربما بعض المكتوب مجرد ضعف ممن كتبه، لا ضعفًا فيمن كُتب عنه أو له. وملهم هذا المقال هو قصة توماس إديسون، الذي أطفأت أمريكا كل مصابيحها يوم وفاته في 18 أكتوبر 1931 حزنًا عليه. فهو من أضاء لبلاده، بل للعالم، حين اخترع المصباح الكهربائي. في طفولته، كان إديسون طفلًا ذكيًا وكثير الأسئلة، يسبق من حوله إدراكًا وفضولًا. وقد نشأ على كلمات صنعت مستقبله؛ كلمات قرأتها له أمه من رسالة معلمه، لكنها لم تكن كما كُتبت، بل كما ينبغي أن تُقرأ. قالت له إن المدرسة لا تليق بقدراته العالية، وأنه يستحق تعليمًا أفضل. فصدقها، ومضى. وبعد سنوات، وجد الرسالة الحقيقية، وفيها أن المدرسة تراه بليدًا متأخر الفهم. لكنه لم يُربَّ على هذه الكلمة، بل على الكلمة التي اختارتها أمه له، فكان العالم المخترع، وكانت أمه صاحبة أول فاتورة نجاح دُفعت بالكلمة لا بالمال. دفاتر الماضي ليست أوراقًا فقط، بل هي مرآة زمن كانت الكلمة فيه تبني وتربّي. كلمة في دفتر النسخ، علامة حمراء على طرف الصفحة، أو “أحسنت” صغيرة بخط المعلم، أو كلمة سلبية قرأتها أم حنونة بطريقة إيجابية فغيّرت حياة إنسان. ابحث اليوم في الأوراق التي لا زالت تحفظ الذكريات، وابحث عما حملته للمستقبل، وماذا تريد أن تخبرك عن اليوم. فالأمر الأكيد هو خطورة الكلمة وأهميتها. فكما أن الكلمات تُحيي، فإنها تُمِيت. وكما أنها تُشجّع، فإنها تُعيق. وكما أنها تُحرر، فإنها تُقيد. فالكلمة ليست مجرد وصف، بل هي قرار يوجّه المصير. فاكتب كل جميل، فكل كلمة فاتورتها هي الحياة: مستقبل وعمل وأمل. مسؤوليتنا جميعًا، أفرادًا وكُتّابًا، أن نحرص على الكلمة التي نختارها. نكتبها بوعي، وننطقها بحساب، ونعلم أن ما نقوله اليوم قد يُصبح يقينًا عند شخص ما غدًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم”. .. نحن نُشكَّل بالكلمات… بدون عمد، فلنحرص على أن تكون الكلمة بداية بناء بعمد وترصد! @maryamhamadi

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...

البوصلة الثقافية

في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...

التلاعب الثقافي

من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...

أخضر أم أحمر: هل تختار الحقيقة أم توافق الجماعة؟

في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....

«إشادة»

على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...

تميم المجد... مؤسس الهوية الوطنية

أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...

المراجعة الذاتية

بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...

مواضيع من واتساب

هذه المرة لديَّ مواضيع أطرحها من خلال تصوراتي عنها. ربما لديكم تصور آخر، وربما تكون موضوعاً للمناقشة في كثير من مجموعات «الواتساب» التي تحوّلت إلى منصات حوارية هادفة، بالإضافة إلى كونها وسيلة توعوية. وهذا أمر...