alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

يداك أوكتا وفوك نفخ

01 يونيو 2012 , 12:00ص

بعد مجزرة الحولة، تأكد لي ما يتردد حول الوضع المزري الذي وصل له حال النظام الفاشي في سوريا، فهذه المجزرة المؤلمة حملت دلالات متنوعة عن الوضع هناك، وما يقاسيه إخوتنا السوريون رفع الله عنهم الضر. أولى الدلالات أن من قاموا بهذا العمل هم من الطائفة العلوية، وهم في الأساس من جنود النظام، سواء في أفرع المخابرات المتعددة، أو من الشبيحة والقطاعات العسكرية والأمنية الأخرى. والدلالة هنا أنهم قاموا بهذه المجزرة دون الرجوع لأوامر عسكرية، وهذا ما يتضح من طريقة التنفيذ وصور العمل الإجرامي، وطالما أنه أصبح هناك انفصال بين النظام ورجاله الشبيحة فهذا «انشقاق» عن النظام لمصلحة النظام، أو كالدب الذي قتل صاحبه، فالحالة السورية تعج بالفوضى، وكل صار يجتهد من عنده في ارتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر والقتل والتنكيل! أيضاً، كثرة الأعمال الإجرامية أمام أعين المراقبين الدوليين جعلت النظام يقف حائراً، بعد غياب الخطة العسكرية والتوجيه النظامي لتنفيذ مسلسل التمثيليات المُحكمة، مما وضع الأسد وزبانيته في موقف حرج وتقديم الأكاذيب التي يعلمون أن لا أحد يصدقها، خصوصاً مع ازدياد حالات سحب السفراء في عدد من دول العالم، حتى إنه وفي القريب لن يبقى في سوريا سوى سفيري الصين وروسيا! لذا فإنه ليس أمام من هم في موقف النظام الأسدي وزبانيته مع هذا الموقف الحرج، سوى الكذب كحل سياسي ونفسي عاجل لتهدئة الأمور، وبما أن كثيراً من القوات أصبحت تواجه المتظاهرين بمزاجية ودون رجوع لأوامر فهذا أمر «دوّخ» العصابة وفتح عليها جبهة جديدة. وهنا -تحديداً- دلالة مهمة، إذ إن توحش الجنود العلويين بهذه الصورة الهستيرية، وهم المقربون من النظام العلوي، وقربهم من مركز الإدارة، فهنا نعلم ما هي الأخبار التي تصلهم وأوصلتهم إلى هذه المرحلة من الجنون، وتقييمهم للوضع، وبالتالي اتخاذ إجراءات سريعة بتنفيذ مجازر تحت حماية عائلات علوية سبق وأن أعلن بشار الأسد بنفسه أمام جمع من العلماء والمثقفين أنه يعلم عن أعمال هذه العائلات، ولكن لا يستطيع عمل شيء أمامها، كذلك تلك العائلات العلوية المتنفذة لديها علم تام بضعف الرئيس الصوري، وأن عليها اتخاذ إجراءات فردية لوقف الثورة. النظام السوري يتداعي، أمس الأول انشق قنصل سوري في أميركا، وقبله كُثر وسيلحق به الكثير، والعزلة الدولية تزداد، والجيش الحر يرتفع تنظيمه وتتزايد عملياته النوعية، والشعب السوري كسر آخر حواجز الرهبة ووصل إلى مرحلة اللا خيارات (الموت - الموت)، والأهم هنا أن نظرات الرعب التي نشاهدها في عيون المسؤولين السوريين تضاعفت وبدت ملحوظة، والبريق المتطاير بشرر زال، والآن ننتظر النظرة الأخيرة من عيني بشار الأسد كتلك التي شاهدناها في عيني معمر القذافي وهو يُسحل، وهذا أو ذاك كلاهما ينطبق عليه المثل العربي الشهير: «يداك أوكتا وفوك نفخ!».

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...