alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

هويتنا صامل ومواصل

01 مارس 2017 , 12:24ص

كل استثمار يكبر ويتضاعف مع الوقت، حيث يكون الزمن هو فترة بناء القيمة، وبالمقابل فكل ما نفعله على المدى البعيد: سيكون هو الاستثمار الذي سيظهر على الفرد نفسه والآخرين. فالأولويات التي يضعها الإنسان في حياته وتوجهاته الفكرية والذهنية والسلوكية هي التي تحدد الذات التي سيكون عليها الفرد مستقبلاً. ومن هنا فإن تحقيق الرؤية للوصول لأفضل ما يمكن أن نكون، يتحقق بمراجعتنا لما نقوم به، هل سيؤدي للنتيجة المتوقعة، ففي الأحوال الطبيعية لا بد أن يحدث ذلك! إلا أنه يتحكم في هذه النتيجة عامل رئيسي. إنها القدرة على الاستمرار. فقوة الدافع تعزز القدرة على مواجهة التحديات، ويدعم ذلك الانضباط والالتزام. إذن الرغبة وحدها لا تكفي! وبالضرورة العمل على تطوير الذات بالتعلم المستمر والتدريب والممارسة. لا تقتصر هذه القواعد على الوظائف، بل هي البداية لجدول أعمال للطفل الصغير في الروضة أو المدارس والجامعات، ثم الوظائف، وعلى مستوى جميع الأهداف. فالنمو والتطور هو الرهان الأفضل، وهو النتيجة المتوقعة للانتقال من أفضل إلى أفضل، وصولاً «للأفضل» رؤيتنا الوطنية. بلهجتنا القطرية نقول إن النجاح وتحقيق الأهداف هو لأهل الصملة ومعنى صامل: هو الشخص الذي يعزم على أمر ما، بأنه ثابت راسخ غير متخاذل ولا ناكص، فيقولون عنه: (صامل) و(راعي صَمْلَة) ويراوح العامة في استخدامها لما يعقل وما لا يعقل، ويقال فلان صامل، أي راسخ ثابت القلب شجاع، فلا يتردد ولا يهاب المواقف التي ربما قصُر عندها غيره. ويساعد وضوح الرؤية في وضع العمل التنفيذي، ويشمل التعليم، والتدريب، والتمارين لفترة طويلة. ساعات وأشهر وسنوات، فكل عمل بناء تحدٍ! ولكن الاستمرار والمثابرة يضمنان تحقيق النتائج. الملاكم المسلم الأميركي محمد علي كلاي قال مقولة خالدة: «كرهت كل لحظة من التدريب، ولكني كنت أقول لا تستسلم، اتعب وعش بطلاً بقية حياتك». فجميعنا نعمل لتحقيق أهداف على المستوى الشخصي وعلى المستوى الوطني لتحقيق الرؤية، وللوصول للأفضل، بما يتناسب مع تطلعات الهوية الوطنية القطرية. ونستحضر في هذه السياق كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «يمكننا أيها الإخوة تلخيص أهداف التنمية بما في ذلك رؤية قطر 2030، بثلاث كلمات: بناء الوطن والمواطن. ومنها تُشْتَقّ المهمات الكبرى المنوطة بقيادة الدولة»، وقوله «تنشئته –المواطن- ليجد معنى لحياته في خدمة وطنه ومجتمعه»، خلك صامل ومواصل، وكلنا وياك نعم! ليستحق كل قطري ومن سكن قطر، قطري والنعم!

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...