alsharq

كتاب العرب

عدد المقالات 117

الرؤساء مقابل الصحافة

31 ديسمبر 2019 , 02:35ص

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسائل الإعلام الرئيسية بأنها «عدو الشعب»، ووصف الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الصحافيين بـ «الفاسدين» و»عديمي الأخلاق»، واتهمهم بشنّ «هجمات مثيرة» ضده، من جهته، الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور -المعروف باسم أملو- وصفهم بأنهم «نكرة، ومحافظين، ومُدعين، ومنافقين»، وكذلك «FIFI» والذي يعني «برجوازيين» و»chayoteros» «وهو مصطلح يعني ضمناً أنهم يأخذون الرشوة». يحب القادة الشعبويون وسائل الإعلام، حيث تمكّنهم من نشر أفكارهم الخاصة، لكنهم يكرهون الصحافة التي تطرح أسئلة صارمة وجريئة، وتهدف إلى إخضاعهم للمساءلة، لهذا السبب يجب أن ندافع عنها. لم يقتصر ترمب وبولسونارو وأملو -الذين، على الرغم من خلافاتهم، يتبادلون الآراء القومية والتكتيكات الشعبوية والتوجهات المناهضة للديمقراطية- على الهجمات الخطابية، لقد قلّصت إدارة ترمب بشدة وصول الصحافة إلى البيت الأبيض، كما ألغت أوراق اعتماد العديد من الصحافيين، استناداً إلى التفكير الخاطئ أو الغامض، وقد أمر القضاة باستعادة أوراق اعتمادهم. واليوم، قام ترمب بكسر التقاليد مرة أخرى، كان يتم إرسال نسخ لمجموعة متنوعة من المجلات والصحف، من صحيفتي فايننشيال تايمز ونيويورك بوست، إلى البيت الأبيض يومياً ولفترة طويلة. هذا هو الإجراء التشغيلي المعتاد في الديمقراطية: يجب أن تكون مراكز القوة على دراية جيدة، وهذا يعني الاشتراك في جميع أنواع وسائل الإعلام، بغضّ النظر عن خطوطها التحريرية. ومع ذلك، قرر ترمب في أكتوبر أنه لن يقبل أي نسخ من صحيفة واشنطن بوست أو صحيفة نيويورك تايمز -والذي اتهم كلتيهما بالتحيز والخيانة- في البيت الأبيض بعد الآن، وقد أكد في مقابلة مع قناة فوكس نيوز حيث أعلن عن نواياه، قائلاً: «إنهم مزيّفون»، تحثّ إدارة ترمب الوكالات الفيدرالية الأخرى أيضاً على إلغاء اشتراكاتها. بعد أسبوع من قرار ترمب، قام الرئيس البرازيلي بولسونارو بإلغاء جميع الاشتراكات الحكومية في صحيفة فولها دي ساو باولو، واحدة من أكثر الصحف مبيعاً في البرازيل، قال بولسونارو: «لا أريد أن أعرف شيئاً عن فولها دي ساو باولو، لأن مقالاتها «تسمّم حكومتي»، وأضاف: يمكن للمستشارين التوجه إلى كشك بيع الصحف وشراء نسخة -»آمل ألا يتهموني بالرقابة»- لكن لن يكون لها أي دعم من الحكومة، واختتم قائلاً: «من المؤكد أن الذين ينشرون الإعلانات في فولها دي ساو باولو يستمعون». وفي الوقت نفسه، في المكسيك، خفّض أملو ميزانية الإعلانات الإعلامية الحكومية، حيث وُجّهت التخفيضات إلى الصحف التي تنتقد الحكومة، مثل صحيفة «ريفورما»، كما قام أملو بتوجيه اتهامات غير مدعومة ضد صحيفة «ريفورما»، بأنها تفضّل الإدارات السابقة وتعمل من أجل مصالح سرية. ستكون لهذه الخطوة آثار سلبية في المكسيك، حيث تعتمد وسائل الإعلام غالباً على الإعلانات الحكومية. تُعدّ المكسيك أيضاً من بين أخطر دول العالم بالنسبة للصحافيين، من غير المرجح أن تصبح أكثر أماناً في عهد رئيس يعتبرهم خصوماً. إن استخدام الدولة لمعاقبة بعض وسائل الإعلام على نشر مقالات غير مغرية هو من فعل الديكتاتوريين، إن تحويل اشتراكات الصحف والإعلانات الإعلامية ووصول الصحافيين إلى سلاح يُعدّ بمثابة اعتداء على حرية الصحافة والتعبير والمعلومات، وهو ما يمثل بوضوح تهديداً خطيراً للديمقراطية. على سبيل المثال، قام هوجو شافيز، الذي حكم فنزويلا لمدة 14 عاماً، بمهاجمة الصحافة باستمرار، محاولاً تقويض مصداقيتها وجعلها عدواً للشعب، من خلال تعزيز روايته للأحداث وخلق بيئة معادية لوسائل الإعلام المستقلة، تمكّن من تحقيق «هيمنة التواصل».. يمكن للمنظمات غير الحكومية أيضاً أن تساعد، ليس فقط من خلال التعبير عن معارضتها، ولكن أيضاً عن طريق جمع ونشر البيانات المتعلقة بحرية الإعلام، يجب أن يساهم المجتمع المدني في الدفاع عن وسائل الإعلام، حيث يشارك المواطنون في مبادرات مشتركة مع وسائل الإعلام والمدافعين عنها. عدو الصحافة الحرة هو عدو للديمقراطية، لا يمكننا القول إنهم لم يحذّرونا.

تداعيات جائحة «كورونا»: مناعة القطيع أم مناعة الضمير؟

كل الدول تسارع في البحث عن سياسات صحية مناسبة لاحتواء جائحة «كورونا»، وفي غمرة البحث هذه يُطرَح سؤال حيوي: هل نحن بحاجة فقط إلى مناعة حيوية (بروتوكول علاجي) أم مناعة ضمير (بروتوكول أخلاقي/ وقائي)؟ الأمر...

هل الصين إمبريالية جديدة؟

خلف هذا السؤال هناك حقيقة ثاوية ومحرجة نوعاً ما، هل نحن أمام إمبريالية جديدة؟ وهل حضور الصين كقوة عالمية اليوم، يرشحها لأن تلعب هذا الدور بدلاً عن الريادة الغربية بقيادة أميركا؟ لكن قبل ذلك، ما...

مرحباً بكم لعالم ما بعد الفيروس (1-2)

نحن نعيش الآن في عالم ما بعد الفيروس، وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإن العبور لهذا العالم جاء على نحو مفاجئ أي قبل شهر. إن العالم كما عرفناه قبل وصول فيروس كورونا المستجد قد انتهى، ولن...

نظام عالمي جديد أم ما بعد الحضارة الغربية؟

يبدو أن جائحة كورونا قد خلقت وثبة حيوية في الفكر، ترجّح نهاية العولمة الاقتصادية والنموذج النيوليبرالي بكل مظاهر الهيمنة التي تحدد ملامح وجوده، والأمر في اعتقادنا ليس بهذه القدرية المتفائلة، هل يمكن الحديث هنا عن...

فشل سياسات ترمب في احتواء الوباء (2-2)

اقترحت إدارة ترمب تخفيضات في تمويل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها سنة بعد سنة «10% في عام 2018، 19% في عام 2019»، في أسوأ وقت يمكن تصوره، دعا ترمب في بداية هذا العام إلى خفض...

الولايات المتحدة تحتاج إلى تجنيد الشباب

عندما كنت جندياً شاباً في سلاح مشاة البحرية في فيتنام، خلال فترة اتسمت بانقسام داخلي عميق في أميركا، كان نحو نصف سكان البلاد يقولون إنهم يثقون في إخوانهم الأميركيين، كان ذلك أمراً محبطاً للغاية. واليوم،...

عندما تعطس الصين (1-2)

من الواضح أن الاقتصاد العالمي أُصيب بنزلة برد. كان تفشّي فيروس «كورونا» المستجد (COVID-19) متزامناً بشكل خاص مع مرور دورة الأعمال العالمية بنقطة ضعف واضحة؛ فقد توسّع الناتج العالمي بنحو 2.9% فقط في عام 2019،...

خطة الطوارئ في التصدي لوباء كورونا (1-2)

يسجّل تفشّي فيروس كورونا المستجد «COVID-19» الآن انتشاراً متسارعاً، ومع اقترابه من مستوى الوباء أو الجائحة، بات من المرجّح على نحو متزايد أن يكون تأثيره الاقتصادي شديداً. وإلى جانب استجابات الصحة العامة المكثفة، يتعين على...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (2-2)

في عام 1958، قرر ماوتسي تونغ أنه من أجل تحقيق التصنيع السريع، يجب أن ينساق القرويون قسراً إلى البلديات، حيث يقومون بأداء مهام صناعية، كانت ستعتمد في مكان آخر على الآلات والمصانع. فعلى سبيل المثال،...

«كورونا».. موضة الحروب الجديدة

اليوم، وأنا أقرأ في الصحف، وأتفقد الأخبار الصادرة من منظمة الصحة العالمية، هناك بعض الأسئلة في الموقع لفتت نظري: السؤال الأول: هل يوجد لقاح ضد فيروس كورونا؟ كانت الإجابة كالتالي: «قد يستغرق الأمر عدة سنوات...

التعايش الناجح بين السينما والأدب: «السينما بين الرواية والسيرة الذاتية: جاك لندن وجيمس فراي نموذجاً»

قبل حوالي نصف قرن، سأل أحد النقاد الفرنسيين «BFI» حول ما إذا كانت السينما قادرة على الوقوف دون أن تتكئ على عكازة الأدب، قفزت هذه العبارة إلى ذهني وأنا أسترجع بعضاً من أفضل الأفلام التي...

قفزة الصين العظيمة نحو الوباء (1-2)

قبل أن يكون العالم على علم بفيروس كورونا الجديد، الذي أثار حالة من الذعر في العالم، لاحظ طبيب العيون في ووهان لي وين ليانج، شيئاً غريباً في عدد من المرضى، إذ بدا وكأنهم أصيبوا بفيروس...