alsharq

د. عادل القليعي

عدد المقالات 10

أما آن الأوان... أن تتوقف مذابح غزة وما حواليها؟

30 ديسمبر 2024 , 12:00ص

والله لن نتوقف عن الكتابة عنكم حتى آخر نفس في حياتنا. بداية نذكر بقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)، ونذكر بقوله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، ونذكر بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم ما معناه، لا يزال فريق من أمتى مرابطين على الحق لا يضرهم من خذلهم. ونذكر بيتا من الشعر لأحد الشعراء يقول فيه، نناديكم وقد كثر النحيب، نناديكم فهل من مجيب.! حرب ضروس قاربت على أكثر من عام وثلاثة أشهر منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر من العام الماضي، حرب غير متكافئة الأطراف، حرب بين الحق والباطل، بين أصحاب الأرض وبين مغتصب محتل مستوطن مجموع من الشتات، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. صور لهم خيالهم المريض وبروتوكولاتهم أنهم شعب الله المختار، وأنهم أسياد الأرض وأن مملكتهم ستقوم وستمتد من النيل إلى الفرات فبانت نواياهم واتضحت معالم مؤامراتهم المرذولة بل وكشف بنو جلدتهم ألاعيبهم الشيطانية الماكرة (الصراع ليس صراعا حدوديا وإنما صراع وجودي)، يكونوا أو لا يكونوا. أن تتحقق طموحاتهم المتمثلة في السيادة والسيطرة متسترين خلف هيكلهم المزعوم الذي يخفون خلفه وخلف ما يعتقدونه دينا صحيحاً مآربهم السياسية وخير شاهد على ذلك، الصراع السياسي الدائر الآن في تل أبيب، والمظاهرات التي تجوب شوارعها، والنزاعات داخل الكنيست الإسرائيلي، والاتهامات المتبادلة بينهم وحربهم الضروس ضد رئيس وزرائهم مطالبين باستقالته أو إقالته. وتشبثه بمنصبه متخذا من القضاء على حماس وغزة ذريعة له للبقاء في الحكم بل وأبعد من ذلك خشية أن يتعرض للمحاكمة التي بات شبحها قريبا جدا منه، لاتهامه في قضايا فساد أو إلى جرجرة الكيان إلى مقتلة أصابت جيشه في صميمه أوشكت على هلاكه، فالاستمرار في القتال ضمانة بقائه في السلطة وعدم المساس به، أو ضمان خروج أمان له. لذلك كل محاولات الهدنة والتهدئة يقوم من خلال مفاوضات جهازه الاستخباراتي بإفشالها، وإجهاضها بل ليس هذا وحسب ووأدها في مهدها وهذا ما جعل الوسطاء يسأمونه. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إلى متى السكوت؟ إلى متى هذا الصمت الذي يشبه صمت القبور؟ إلى متى الكيل بمكيالين؟ إلى متى التماس الأعذار لهؤلاء؟ إلى متى وصفهم بالمقهورين؟ إلى متى تستمر نغمة من حقهم الحياة، من حقهم وطن يعيشون فيه في سلام؟ نحن لا نرفض السلام، لكن سلام يقوم على أشلاء الأطفال والشيوخ والعجائز، سلام يقوم على الجنائز، سلام يقوم على آلاف الأطنان من المتفجرات التي تلقى على رؤوس النساء فتهدم البيوت وتأتي على الأخضر واليابس، سلام يقوم على سياسة الطرد والتهجير القسري، سلام يقوم على تجويع الأطفال وموتهم جوعا وعطشا، ما لكم كيف تحكمون أيها المأفونون، تتهمون المدافعين عن أوطانهم المرابطين على ثغورهم، العاكفين، الراكعين، الساجدين، في باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك، تتهمونهم بالإرهاب. قد تكون فلسفات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والمساواة والعقد الاجتماعي عند فلاسفة الحرية أمثال جان جاك روسو وكانط ومشروعه الدائم للسلام العالمي وميشيل فوكو وجادنر قد أتت بنتائج طيبة عند الشعوب الغربية فوجدنا المظاهرات تجوب بلاد الغرب رافعة شعارات مناهضة للعنصرية وللإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة. لكن لم تأتِ بثمار طيبة وذهبت وقبرت مع أصحابها عن حكام هذا الغرب. حتى قوانين توماس هوبز الأخلاقية ضربوا بها عرض الحائط، ألم يتحدث هوبز عن قوانين نشر السلام، والتسامح والوفاء بالعهود، أين هؤلاء الحكام من هذه القوانين؟! يبدو أنهم أخذوا ما راق لهم من فلسفة هوبز وتركوا الباقي، أخذوا فكرة الهمجية وشريعة الغاب وأن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان وبنوا عليها، فبات القوي يستأسد على الضعيف، فراحوا يجيشون الجيوش ضد شعب أعزل ضعيف، صنع بندقيته من قوته الذي يقتات به الأطفال ليضربوا في اتجاهين أولهما، بسط هيمنتهم على الشرق الأوسط بل وبات من مصلحتهم أن تظل الحرب مستعرة ففي حل الدولتين وأد لمخططاتهم مستخدمين الصهاينة لتنفيذ هذا المخطط التقسيمي، أو ما يطلقون عليه شرق أوسطي جديد. أما الاتجاه الثاني، بيع الأسلحة المنتجة حديثا لتجربتها على الشعب الأعزل، وبيع الأسلحة القديمة التي أوشكت على الصدأ لمن يدفع، وللأسف وقعنا نحن العرب فريسة في هذه الشراك. إن هذه الحرب المجنونة على قطاع غزة وما حواليه لن يوقفها أحد من هؤلاء المنتفعين، وإنما لن يوقفها إلا نحن، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فأفيقوا أيها العرب وتحركوا قبل فوات الأوان، فبالأمس كانت العراق قوة عظمى وانهارت العراق، ثم سوريا، ثم فتن كقطع الليل المظلم في السودان فأصبح الأخ يقتل أخاه بسلاح يشتريه من العدو الحقيقي. وها هي المخططات والمؤامرات تدبر بليل لمصرنا الحبيبة وأذرعهم يحركها الشيطان الذي يريد جرنا إلى حرب لا يعلم نهايتها إلا الله، بل سيظل هذا العدو ينفث سمومه ليظل هو المهيمن والمسيطر. فيا أيها العرب أفيقوا من سباتكم قبل فوات الأوان فقوتكم وثرواتكم المادية والبشرية لا يستهان بها، فإذا ما اتحدتم فستكونون قوة رادعة ولن يقف في وجهكم أحد. الفرصة لا تزال سانحة لكم، اتحدوا واتركوا التشرذم والتفرق واجعلوا قضية أمتكم العربية فوق كراسيكم. وقتها فقط سيحسب العدو لكم ألف حساب قبل أن يقترب منكم، فحركوا الدماء التي تجري في عروقكم واجعلوا وقودا لانتفاضتكم من أجل نصرة دين الله القائل (ولينصرن الله من ينصره).

مصر وقطر روحان حلا جسداً

بداية دعونا نتفق على أمر مهم هو أن الشعبين القطري والمصري تجمعهما علاقة حب متبادل، علاقة تسودها المودة والاحترام.. لماذا؟! لأسباب رئيسة أذكر منها: أول الأسباب: أن لنا أحبة كراماً من أهل مصر يعيشون في...

وارتقاء النبهان..... تعانق الأرواح

بدون ألقاب قبل أسمائنا، فما قيمة الألقاب أمامكم أبدأ مقالتي بأبيات شعرية للسهروردي المقتول أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح فما أجملها معانقة الأرواح بعد مفارقتها الأجساد، فالجسد حتما سيبلى طال بقاؤه أم قصر،...

من أراد السلام.. فليعمل لأجله.. «مصر وقطر أنموذجا»

أستهل مقالتي بقوله تعالى ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون: 52، ثم حديث رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو...

سيكلوجية بناء الشخصية الناقدة في واقعنا المعاصر

لا أود أن أحصر الإشكالية في الشخصية المصرية وحسب، فالمصري شأنه شأن الأوروبي والأمريكي والآسيوي مع فارق في مقومات سمات الشخصية فنجد عادات وتقاليد وقيماً ومبادئ قد تضبط الشخصية المصرية وقد يكون للدين دور فاعل...

السنوار.. أيقونة النصر المبين

بعد أن تمت تصفية أبو العبد هنية رحمه الله تعالى، ظن العدو الصهيوني المتغطرس أنه سيهنأ ولو قليلا وسيستريح، لكن هيهات هيهات أنى لهم هذا، تلك أضغاث أحلام، وما أن تم تشييع جثمان الشهيد وعن...

والله غالب على أمره

أصدقكم القول لا أدري ماذا قد يخط بناني والأفكار تطاردها آهات الثكلى وصرخات الجرحى، ونعوش الموتى، الشهداء، ماذا ستكتب للتاريخ والكل يكتب والكل يسارع ويتسابق في الكتابة عن هذه القضية التي فصل الله تعالى فيها...

يا أمة اقرأ.... القراءة غذاء للعقول

بداية لعل ثمّ دوافع دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع. نعم ثمّ دوافع دفعتني للاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع، أهمها ما يلي: - الحالة المزرية التي وصلنا إليها في معظم مجتمعاتنا العربية من إهمال شبه تام...

يا بني عروبتي.. عروبتكم تناديكم

عنوان يحمل ما يحمله من الأنين والشوق والحنين، نعم يا بني عروبتي، يا أيها العرب عروبتكم تناديكم فهل لبيتم النداء؟. نناديكم وقد كثر النحيب، نناديكم فهل من مجيب؟. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ...

هنيئا هنية.. هنيئا أبا العبد... فزت ورب الكعبة

ليس من عادتي أن أشخصن قضايانا واختزلها فى شخوص بعينها، لكن عندما تكون هذه الشخوص رموزا وأيقونات ووقودا يشحذ همم الرجال ويحرك الجبال الرواسي، فحقيق علينا أن نكتب لا مادحين لأحد ولا متملقين لأحد، وإنما...