alsharq

د. عادل القليعي

عدد المقالات 10

يا أمة اقرأ.... القراءة غذاء للعقول

25 سبتمبر 2024 , 10:22م

بداية لعل ثمّ دوافع دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع. نعم ثمّ دوافع دفعتني للاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع، أهمها ما يلي: - الحالة المزرية التي وصلنا إليها في معظم مجتمعاتنا العربية من إهمال شبه تام للقراءة، وإهمال للكتب، بل وبات الأمر أسوأ من ذلك، أصبحت الكتب تملأ المكتبات سواء في مكتبات الجامعات، أو دور الكتب، أو الهيئات المنوطة بهذا الأمر ولا أحد يهتم ولا أحد يبالي لا بالقراءة ولا بالكتابة، بل وزاد الطين بلة أن مكتبات البيوت أصبحت قطع ديكورات لتزيين البيوت الفاخرة، فكيف يكون قصرا أو فيلا أو حتى شقة فخمة وليس بها مكتبة. والأدهى والأمرّ من ذلك أن البعض يجعل هذه المكتبات خلفية لصورهم الضوئية لإيهام الناس أنه مثقف ومهتم بالقراءة. وإذا ناقشته وأجريت معه حوارا أو جلس في منتدى فكري تجده أجوف، صورة فقط. أما جوهره، خاو على عروشه، كريشة في مهب الرياح لا يستطيع أن يتفوه بكلمه وكل الذي يفعله هو أن يهز رأسه كأنه مدرك ما يدور حوله من حوار. فبدل أن تزينوا بهذه الكتب وتتخذوها خلفيات لتصاويركم، زينوا بها عقولكم، فالقراءة غذاء للعقل، وشفاء للسقم، وراحة للنفس ورياحين الأرواح. - أما الدافع الثاني، وهذا دافع جد مهم، ألا وهو ما نسمعه في الإذاعة أو نشاهده في التلفزيون على بعض المحطات الأرضية والفضائيات المصرية والعربية، أو ما نقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي، أو نقرأه في الصحف، من موضوعات هزيلة ركيكة العبارة، بألفاظ لا تمت للغة العربية لا من قريب ولا من بعيد بصلة. موضوعات تكاد أن تكون منعدمة الفكرة، لا من المعد ولا من المحاور المذيع ولا المحاور الضيف، الجميع يدور في فلك ألا فلك، (معدومية الفلك) تستمع وتشاهد ساعة أو أكثر ويضيع وقتك محاولا أن تلتمس خيطا تنسج عليه فكرة موضوع فلا تجد، والسبب هنا وللأسف الشديد ضعف في الثقافة التي تكون القراءة والاطلاع مكونا رئيسا لها، فضلا عن مكونات أخرى كثيرة للثقافة لا مجال للحديث عنها الآن. وطبعا كعادتي وبموضوعيتي لا أعمم الأحكام ولا أصدرها على عواهنها. لذلك نطالب المسؤولين عن الإعلام في بلداننا العربية المتابعة الجيدة لهؤلاء وعقد دورات تثقيفية، لا دورات ترفيهية، وإنما ترفيهنا هنا يكون روحوا عن أنفسكم ساعة واجعلوها في القراءة والدرس والتثقيف، وهذا هو التثقيف غير الذاتي بمعنى تثقيف موجه، لكن لا مندوحة عنه، لأن من سيفعل ذلك جبرا سيحبه مختارا لأنه سيشعر بسعادة عارمة تغمره وهو يزداد معارف ويزداد ثقافة من كثرة الاطلاع، وهذا ما نحتاجه لبلدنا، نريد مذيعا، ومعدا، وصحفيا واعيا مثقفا مستنيرا رابطا بين أصالته ومعاصرته، قارئا جيدا وغائصا في بطون الكتب، فكلما كان الغواص ماهرا كلما استطاع الغوص إلى أن يصل إلى القاع فيغرف ويغترف ويملأ عقله بكنوز المعارف، حتى يوظف ذلك لخدمة واقعه الذي يحتاج من يأخذ بيده ويقل عثراته. - ولعل دافعا ثالثا دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع، العصر ومتغيراته، من تقدم تقني وثورة معلومات واتصالات وفكر حداثي، وسموات مفتوحة، فهل يليق بنا ونحن أبناء القرن الحادي والعشرين أن نكون مقلدين وناقلين، نقلد ثقافات الآخرين دون أن يكون لنا دور في البناء الثقافي وتشكيل صورة العالم الجديد، كيف ذلك ونحن الأمة العربية والإسلامية، مهد القراءة وبحور العلوم، شتى صنوف المعارف والعلوم، في العلوم الطبيعية، والعلوم النظرية والعملية، هل سيرضى عنا أسلافنا من العلماء والفلاسفة والأدباء والمفكرين، هل سترضى عنا دياناتنا، التي جميعها تدعو إلى العلم والقراءة، هل سيرضى عنا الله تعالى الذى بدأ الرسالة المحمدية باقرأ، إشارة صريحة لأهمية القراءة. إذا أردتم حقا بناء عقولكم وعقول أبنائكم فاهتموا بالقراءة، مثلما تهتمون ببناء أجسادكم، اهتموا ببناء عقولكم وعقول ذويكم. وليس بالضرورة أن تكون القراءة متخصصة، فثم نوعان من القراءة، أولهما القراءة المتخصصة، أقصد القراءة التعليمية الأكاديمية المتخصصة، كأن يستزيد المعلم من قراءاته حتى تتسع مداركه العقلية ويزداد استبصارا من أجل أن يصل بمعلوماته الغزيرة إلى عقل طلابه سواء أستاذ جامعي أو تلاميذه إن كان معلما إلزاميا قبل الجامعة، أو حتى من يقوم بإعداد بحث أكاديمي عليه بتوسيع دائرة قراءاته المتخصصة حول موضوع بحثه محل دراسته حتى يستطيع أن يحلل الآراء ويقارن بين الأفكار، ليكون من خلال ذلك وجهة نظره الناقدة التي تثري بحثه الذي يستفيد منه هو ذاته ويفيد الآخرين، أيا كانت مجالات هذه البحوث سواء كانت بحوثا نظرية في التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والاجتماع والفلسفة، أو بحوثا في المجالات العملية، الطب والهندسة والميكانيكا والكيمياء والفيزياء والأحياء، والعلوم الفيزيقية والجيوفيزيقية والعلوم الجيولوجية، أو العلوم النظرعملية كعلوم المسرح والموسيقى وفنون الباليه وفنون السينما والتمثيل، التي تحتاج إلى قراءات نظرية وتدريبات عملية. هذا بالنسبة للقراءات المتخصصة، أما غير المتخصصة فهي توسيع مجالات القراءة فى كافة الاتجاهات والمناحي فلا تكون مقصورة على قراءة في مجال واحد، فالإنسان بطبعه ميال إلى المعرفة بمعناها الواسع غير المتخصص، فجل اهتمامه أن يزداد معرفة فيقرأ عن كل شيء تقع عليه عينه، فيقرأ في كتب التراث، والكتب الدينية أيا كانت ديانته ليزداد علما ومعرفة بأمور دينه، ويقرأ في السياسة والاقتصاد، والاجتماع، ويقرأ في علم النفس والتاريخ وكتب الفلسفة، وحتى يقرأ في كتب التصوف والروحانيات. المهم لا يحتقر شيئا ولا يحقر من أمر شيء، ولا يحتقر كتابا وقع في يديه بل عليه قراءته فرب كتاب لا يعجبك شكله وإطاره الخارجي، لكن عندما تتعمقه ينمي ملكة الفكر داخلك. سبل القراءة كثيرة ومتعددة، فلم تعد القراءة مقصورة على الكتاب الورقي فقط، فهناك الكتاب المسموع الناطق، وهناك الكتب المحملة على الإنترنت عن طريق المكتبات الشاملة دون أن تكلفك عناء السفر لأماكن بعيدة بضغطة زر يأتيك الكتاب إلى سريرك وتتصفحه، وهناك القراءات الإلكترونية عن طريق المواقع التي تنشر مقالات لكتاب معتبرين. إذن بات الحصول على الكتاب والمعلومة التي بداخله أمرا بسيطا، إذن فلا نعيب على الكتاب، فالكتب موجودة وهي التي تعيب علينا ولسان حالها يقول لنا، نحن هنا، مدوا أيديكم إلينا وتصفحونا جيدا التراب غطانا على الأرفف، لا حجة لكم علينا، وفرت عليكم الآلة الحديثة مغبة الذهاب إلى المكتبات ونقلتنا إليكم في بيوتكم، فهل من حجة لكم علينا، نحن موجودون وأتينا إليكم فهل ستستغلون الفرصة وتواكبوا وتعاصروا أم ستتقاعسوا وتناموا نوما عميقا سباتا. علموا أولادكم، أطفالكم منذ نعومة أظافرهم القراءة واشرحوا لهم أهمية القراءة والكتابة، فليس ثمة أمة قامت على الجهل، والذي يقينا الجهل هو القراءة والكتابة. والحمد لله في كل مكان من بلدنا مكتبة، مكتبات الأسرة، مكتبات الجامعات، مكتبات المدارس، مكتبات رياض الأطفال، في كل الأحياء توجد مكتبات وتقام نوادٍ صيفية وتعقد مسابقات للقراءة وتعطي جوائز رمزية لمن يبرع وينبغ في القراءة. ليس هذا وحسب، بل توجد مكتبات في دور العبادة. إذن الفرصة ما زالت قائمة فهيا إلى الكتب، هيا إلى النشاط الذهني، هيا إلى الدواء الناجح الذي ينقلنا إلى عالم أفضل، إلى عالم نواكب فيه متغيرات العصر، ونكون فاعلين ولنا دور في تشكيل خارطة العالم الجديد، فلدينا آلة جبارة تفوق قدراتها قدرة الآلة العسكرية، فالآلات العسكرية آلات هدم، أما آلتنا فآلة بناء للعقول، هذه الآلة هي كتابنا وقلمنا سلاحنا الناعم الذي يقوم العقول ويهذب النفوس وتسمو به الأرواح.

مصر وقطر روحان حلا جسداً

بداية دعونا نتفق على أمر مهم هو أن الشعبين القطري والمصري تجمعهما علاقة حب متبادل، علاقة تسودها المودة والاحترام.. لماذا؟! لأسباب رئيسة أذكر منها: أول الأسباب: أن لنا أحبة كراماً من أهل مصر يعيشون في...

أما آن الأوان... أن تتوقف مذابح غزة وما حواليها؟

والله لن نتوقف عن الكتابة عنكم حتى آخر نفس في حياتنا. بداية نذكر بقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)، ونذكر بقوله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ...

وارتقاء النبهان..... تعانق الأرواح

بدون ألقاب قبل أسمائنا، فما قيمة الألقاب أمامكم أبدأ مقالتي بأبيات شعرية للسهروردي المقتول أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح فما أجملها معانقة الأرواح بعد مفارقتها الأجساد، فالجسد حتما سيبلى طال بقاؤه أم قصر،...

من أراد السلام.. فليعمل لأجله.. «مصر وقطر أنموذجا»

أستهل مقالتي بقوله تعالى ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون: 52، ثم حديث رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو...

سيكلوجية بناء الشخصية الناقدة في واقعنا المعاصر

لا أود أن أحصر الإشكالية في الشخصية المصرية وحسب، فالمصري شأنه شأن الأوروبي والأمريكي والآسيوي مع فارق في مقومات سمات الشخصية فنجد عادات وتقاليد وقيماً ومبادئ قد تضبط الشخصية المصرية وقد يكون للدين دور فاعل...

السنوار.. أيقونة النصر المبين

بعد أن تمت تصفية أبو العبد هنية رحمه الله تعالى، ظن العدو الصهيوني المتغطرس أنه سيهنأ ولو قليلا وسيستريح، لكن هيهات هيهات أنى لهم هذا، تلك أضغاث أحلام، وما أن تم تشييع جثمان الشهيد وعن...

والله غالب على أمره

أصدقكم القول لا أدري ماذا قد يخط بناني والأفكار تطاردها آهات الثكلى وصرخات الجرحى، ونعوش الموتى، الشهداء، ماذا ستكتب للتاريخ والكل يكتب والكل يسارع ويتسابق في الكتابة عن هذه القضية التي فصل الله تعالى فيها...

يا بني عروبتي.. عروبتكم تناديكم

عنوان يحمل ما يحمله من الأنين والشوق والحنين، نعم يا بني عروبتي، يا أيها العرب عروبتكم تناديكم فهل لبيتم النداء؟. نناديكم وقد كثر النحيب، نناديكم فهل من مجيب؟. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ...

هنيئا هنية.. هنيئا أبا العبد... فزت ورب الكعبة

ليس من عادتي أن أشخصن قضايانا واختزلها فى شخوص بعينها، لكن عندما تكون هذه الشخوص رموزا وأيقونات ووقودا يشحذ همم الرجال ويحرك الجبال الرواسي، فحقيق علينا أن نكتب لا مادحين لأحد ولا متملقين لأحد، وإنما...