


عدد المقالات 10
بعد أن تمت تصفية أبو العبد هنية رحمه الله تعالى، ظن العدو الصهيوني المتغطرس أنه سيهنأ ولو قليلا وسيستريح، لكن هيهات هيهات أنى لهم هذا، تلك أضغاث أحلام، وما أن تم تشييع جثمان الشهيد وعن طريق ظروف الطوارئ تم اختيار مهندس السابع من أكتوبر، ليقود حماس فبعدما كان قائدا عسكريا، جمع إلى مهامه القتالية مهمة أخرى، القيادة السياسية. وتولى المهمة باقتدار فكان عسكريا قائدا لم يتعلم في كليات الحرب النظرية وإنما تعلم في أرض المعارك في ساحات النزال بالذخيرة الحية، قال عنه من كان يحقق معه في سجون الاحتلال، احذروا هذا الرجل إنه داهية العرب، لا تخرجوه من المعتقل هو من سيركعكم، وقد صدق وهو الكذوب، لكنها خبرة الشوباك والموساد فقد قرأ في عينيه ما لم يقرأه غيره، قرأ في عينيه مصيرهم المحتوم على يديه. قاد السنوار المعركة على الأرض حاملا مسدسه وبندقيته وقنابله بين يديه لم يهادن ولم يخن العهد حتى عندما وكلت إليه مهمة الأمن الداخلي ومحاسبة الخونة المرشدين لم تأخذه بهم رأفة، ذكرني بسيدنا سعد بن معاذ عندما سأله النبي، صلى الله عليه وسلم، ما قولك في من حارب الله ورسوله، رد واثقا من نصر الله ثابتا على دينه تاليا قول الله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)، فأمر السنوار بإعدام هؤلاء الخونة الذين عاثوا فى الأرض فسادا، أولئك الذين باعوا أوطانهم ورجالاته وأرشدوا عن القادة نظير أثمان بخسة. وقاد معركة سياسية لا تقبل الخنوع ولا الاستسلام، مفادها، من يريد سلاما فليخرج من أراضينا، سلاما لا استسلاما سلام الأقوياء، لا من تملى عليهم الايملاءات. من يريد افراجا عن الأسرى فليفرج عن كل المعتقلين، وليترك غزة ويرحل دون رجوع، ليس هذا وحسب بل وعليه إعمارها بعد إفسادها، وعليه تعويض المروعين ولو أن كنوز الأرض لا تساوي قطرة دم نزفت من شهيد، لا تساوي دمعة ذرفت من أعين ثكلى، ورعشة إصبع من يد طفل، ولا نفسا قطعته يد الخسة والنذالة عن حضانة خدج. هذا هو أرطبون العرب، الشيخ المجاهد الذي تقولوا عليه الأقاويل، ومنها يقاتل من الأنفاق، يقاتل من القاهرة، هرب وترك الميدان. أحد عشر شهرا من المطاردة ومن استخدام أحدث التقنيات العالمية في التنصت حتى أجهزة الرادارات التي تخترق الأرض تم استخدامها للوصول إليه، وفى رواية لا تنطلي إلا على سذج القوم، يقولون دورية راجلة تمشط المكان وجدت عددا من الجثث، اشتبهت في إحداها فوجدوها الشهيد البطل المجاهد وعلى حد زعمهم تبادلوا إطلاق النار معه وألقى عليهم القنابل، هل هذا يعقل، أن يجدوه بالصدفة، الرجل مطارد مرصود، ولا يعنينا إن كانت صدفة أو خلافه، المهم الرجل لقي ربه شهيدا لاحقا بركب القادة الشهداء، شأنه شأن قادة الميادين الذين لا يخشون الموت في سبيل الله، دوما ما كان يرددها الموت في سبيل الله اسمى أمانينا، أليسوا هؤلاء رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه. أليسوا هؤلاء يصدق فيهم قوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدقوا الله فصدقهم الله، واصطفاهم للشهادة، فالشهادة في سبيل الله اصطفاء، وليس أمثال هؤلاء يموتون موت البعير، ليس لهؤلاء أن يموتوا على فرشهم، لكن هؤلاء، يموتون شهداء ويصدق فيهم قوله تعالى (ويتخذ منكم شهداء). ظن العدو الغادر أنه سيذوق الراحة بعد قتله للقادة، فلسطين الأبية، غزة عز الرجال يخرج من أرحامها آلاف الأبطال، وإلا كانت انتهت القضية باستشهاد عز الدين القسام وأحمد ياسين والرنتيسي، يموت واحد، يأتي خلفا له آلاف القادة إلى أن ينجز الله وعده، والأرض تتأهب لحدث جلل، ألا وهو دحر هؤلاء اللقطاء وتشتيتهم في البلاد، فهذا وعد الله تعالى. يحيي السنوار لا ننعاه بل ننعى الأمة كلها إليه، لا نبكي عليه بل نزفه إلى السماء فقد أقام الحجة علينا جميعا. السنوار كان نارا على أعداء الله، أعداء الإسلام فرجمهم براجمات من سجيل فدك حصونهم وأربك حساباتهم. ونور على أهله وبني عروبته، فقد أضاء لنا الطريق، ونور عقولنا وقلوبنا بنور الإيمان بقضيتنا العادلة، فاستشهاده سيكون أيقونة نصر مبين وإن غدا لناظره قريب. لله درك أبا إبراهيم يحيي بن إبراهيم السنوار. لله درك فقد قضيت جل عمرك مجاهدا، اثنا وعشرون عاما جهاد، أسير في سجون الاحتلال، حتى بعدما خرجت لم يغمض لك جفن بل قدت المعارك من عام ألفين وأحد عشر في غزة إلى أن لبيت نداء ربك ممسكاً بسلاحيك فيد بها مسبحة والأخرى بها بندقية وهذا هو الإعداد بنوعيه الإعداد العسكري والإعداد العقدي. لله درك فقد ارتقيت لتفوز مع الفائزين، ويخلد اسمك مع الخالدين، فهيا يا أسد الله اذهب إلى رفاقك في الجنة.
بداية دعونا نتفق على أمر مهم هو أن الشعبين القطري والمصري تجمعهما علاقة حب متبادل، علاقة تسودها المودة والاحترام.. لماذا؟! لأسباب رئيسة أذكر منها: أول الأسباب: أن لنا أحبة كراماً من أهل مصر يعيشون في...
والله لن نتوقف عن الكتابة عنكم حتى آخر نفس في حياتنا. بداية نذكر بقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)، ونذكر بقوله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ...
بدون ألقاب قبل أسمائنا، فما قيمة الألقاب أمامكم أبدأ مقالتي بأبيات شعرية للسهروردي المقتول أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح فما أجملها معانقة الأرواح بعد مفارقتها الأجساد، فالجسد حتما سيبلى طال بقاؤه أم قصر،...
أستهل مقالتي بقوله تعالى ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون: 52، ثم حديث رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو...
لا أود أن أحصر الإشكالية في الشخصية المصرية وحسب، فالمصري شأنه شأن الأوروبي والأمريكي والآسيوي مع فارق في مقومات سمات الشخصية فنجد عادات وتقاليد وقيماً ومبادئ قد تضبط الشخصية المصرية وقد يكون للدين دور فاعل...
أصدقكم القول لا أدري ماذا قد يخط بناني والأفكار تطاردها آهات الثكلى وصرخات الجرحى، ونعوش الموتى، الشهداء، ماذا ستكتب للتاريخ والكل يكتب والكل يسارع ويتسابق في الكتابة عن هذه القضية التي فصل الله تعالى فيها...
بداية لعل ثمّ دوافع دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع. نعم ثمّ دوافع دفعتني للاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع، أهمها ما يلي: - الحالة المزرية التي وصلنا إليها في معظم مجتمعاتنا العربية من إهمال شبه تام...
عنوان يحمل ما يحمله من الأنين والشوق والحنين، نعم يا بني عروبتي، يا أيها العرب عروبتكم تناديكم فهل لبيتم النداء؟. نناديكم وقد كثر النحيب، نناديكم فهل من مجيب؟. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ...
ليس من عادتي أن أشخصن قضايانا واختزلها فى شخوص بعينها، لكن عندما تكون هذه الشخوص رموزا وأيقونات ووقودا يشحذ همم الرجال ويحرك الجبال الرواسي، فحقيق علينا أن نكتب لا مادحين لأحد ولا متملقين لأحد، وإنما...