


عدد المقالات 10
بدون ألقاب قبل أسمائنا، فما قيمة الألقاب أمامكم أبدأ مقالتي بأبيات شعرية للسهروردي المقتول أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح فما أجملها معانقة الأرواح بعد مفارقتها الأجساد، فالجسد حتما سيبلى طال بقاؤه أم قصر، أما الذي يبقى ويخلد أبد الآباد فهو الروح. وكأن الرجل على موعد يترقب قدومه حتى يلتقي بحبيبته ومعشوقته (ريم - روح الروح) أيقونة النصر القادم إن شاء الله تعالى. روح الروح، الشهيدة البريئة التي ستختصم أمة بحالها أمام الله، على تقصيرها في أخذ حقها، ريم شأنها شأن محمد الدرة، شأن كل أطفال غزة، وأطفال سوريا الذين ارتقوا شهداء بعد أن قتلهم البرد القارص في خيام أغرقتها مياه الأمطار، فتجمدوا مع الثلوج المتساقطة من السماء - ألا لعنة الله على الظالمين. نعم يا ريمااااه، أنت شاهدة على خسة ونذالة المعتدي الغاشم، قتلوك بدم بارد وآلاف الأطفال ما بين قتيل وجريح ومبتور، وخدج في حضاناتهم، بأي ذنب قتلت بنيتي، صغيرتي، ما الذي اقترفته حتى يأدوا فيك براءتك، أي جسد نحيل هذا الذي سيحتمل آلاف الأطنان من القنابل. ماذا سنقول وأنت واقفة أمام الله قائلة، خذ لي حقي وآلاف الأطفال مثلي من هؤلاء الذين شاهدونا نذبح ولم يتحرك لهم ساكن...لقد أقمتم علينا الحجة جميعا. خالد النبهان أبا ضياء، ابن غزة، ابن مخيم النصيرات، رجل طيب مشهود له بطيب الخلق، لين الجانب، ودود، محب للخير، نشأ وعاش في ظل ظروف صعبة فرضتها عليه وعلى آلاف الأسر مثله، ظروف الحصار غير الآدمي. لكنه لم ييأس واستمرت حياته واحتمى بحمى أسرته الصغيرة إلى أن كبرت ابنته فتزوجت وسافر زوجها طلباً للرزق، وانجبت ريم ذات الوجه القمري، ذات الضفيرتين الحسناوتين. الجد كل صباح يركب دراجته ليشتري الموز والتفاح لحفيدته ريم. وذات صباح خرج وتأخر، وعاد إلى منزله، وإذ بالمنزل مهدم على كل من فيه، يبحث عن ريمته، لا يجدها، ما وجده فردة قرطها وسط الركام، يسأل عنها، قالوا له في المشفى، ذهب مسرعا، وإذ بريمته، غارقة في دمائها، شهيدة، عانقها وكأنها تنتظر عودته كالمعتاد، يمشط شعرها، يزيح التراب ليظهر براءة وجهها، يردد، هي والله روح الروح. صار النبهان حديث الناس، بلحيته، بابتسامته الهادئة، بسكينته، بفردة حلق حفيدته، رسم صورتهما الرسامون، قص قصتهما القاصون. نعم صار النبهان حديث العالم يروي قصة مأساة آلاف الأطفال في غزة من طالتهم يد الجبناء، والله لا نامت أعين الجبناء. لله درك شيخنا أبا ضياء، لله درك وأنت تداعب حفيدتك، لله درك وأنت تمشط لها شعرها، لله درك وهي تمشط لك شعرك ممسكة بجلبابك. لله درك وأنت تحكي استعدادك للاحتفال بعيد مولدها، لكن حال الجبناء بينك وبين الاحتفال بعيد مولدها. خالد النبهان لم يستسلم للحزن على شهيدته، وإنما حول كل ذلك إلى مواساة الجرحى والمصابين وتطبيبهم داخل المشافي، بل ومساعدة المسعفين وتقديم المعونات المادية لأسر الشهداء، وتقديم الدعم المعنوي عن طريق بث روح التفاؤل بين المصابين ومن فقدوا عوائلهم. وتشاء الأقدار أن يرزق النبهان بحفيدة أخرى، لكن في القلب ريم، روح الروح لا يمكن أن يسلاها أبدا. يؤذن في أذنيها ويكبر ويقيم الصلاة، وكأنه يهمس بحديث خاص جدا. استودعك الله فريم فى انتظاري هناك، حيث ليس بعد هناك هناك. وفي ليلة دامية كالمعتاد، فباتت كل الليالي في غزة متشابهات- لا والله، في كل أمتنا العربية والإسلامية متشابهات، وفي غارة فاقت همجية التتار والمغول، ارتقى الشيخ خالد شهيدا. فعانقت الأرض السماء، وفارقت الروح الأجساد لتلتقي روحه بروح الروح ريحانة الجنان. وسلام على روحيكما وكل الشهداء في الخالدين.
بداية دعونا نتفق على أمر مهم هو أن الشعبين القطري والمصري تجمعهما علاقة حب متبادل، علاقة تسودها المودة والاحترام.. لماذا؟! لأسباب رئيسة أذكر منها: أول الأسباب: أن لنا أحبة كراماً من أهل مصر يعيشون في...
والله لن نتوقف عن الكتابة عنكم حتى آخر نفس في حياتنا. بداية نذكر بقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)، ونذكر بقوله (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ...
أستهل مقالتي بقوله تعالى ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون: 52، ثم حديث رسولنا المعصوم صلى الله عليه وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو...
لا أود أن أحصر الإشكالية في الشخصية المصرية وحسب، فالمصري شأنه شأن الأوروبي والأمريكي والآسيوي مع فارق في مقومات سمات الشخصية فنجد عادات وتقاليد وقيماً ومبادئ قد تضبط الشخصية المصرية وقد يكون للدين دور فاعل...
بعد أن تمت تصفية أبو العبد هنية رحمه الله تعالى، ظن العدو الصهيوني المتغطرس أنه سيهنأ ولو قليلا وسيستريح، لكن هيهات هيهات أنى لهم هذا، تلك أضغاث أحلام، وما أن تم تشييع جثمان الشهيد وعن...
أصدقكم القول لا أدري ماذا قد يخط بناني والأفكار تطاردها آهات الثكلى وصرخات الجرحى، ونعوش الموتى، الشهداء، ماذا ستكتب للتاريخ والكل يكتب والكل يسارع ويتسابق في الكتابة عن هذه القضية التي فصل الله تعالى فيها...
بداية لعل ثمّ دوافع دفعتني للكتابة عن هذا الموضوع. نعم ثمّ دوافع دفعتني للاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع، أهمها ما يلي: - الحالة المزرية التي وصلنا إليها في معظم مجتمعاتنا العربية من إهمال شبه تام...
عنوان يحمل ما يحمله من الأنين والشوق والحنين، نعم يا بني عروبتي، يا أيها العرب عروبتكم تناديكم فهل لبيتم النداء؟. نناديكم وقد كثر النحيب، نناديكم فهل من مجيب؟. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ...
ليس من عادتي أن أشخصن قضايانا واختزلها فى شخوص بعينها، لكن عندما تكون هذه الشخوص رموزا وأيقونات ووقودا يشحذ همم الرجال ويحرك الجبال الرواسي، فحقيق علينا أن نكتب لا مادحين لأحد ولا متملقين لأحد، وإنما...