


عدد المقالات 87
يتصور الكثير منا أن كل شيء يبدأ فائقاً للجمال، ثم يبدأ لمعانه بالبهتان شيئاً فشيئاً، ويقال انبهارنا بالأشياء يتلاشى بمجرد حصولنا عليها بشكل متكرر ولمرات عديدة، كما تفقد الكلمات صداها ومداها بعد ترددها في المدى طويلاً، نظن أن كل شيء يبدأ كبيراً ثم يزداد في الصغر حتى ينتهي وربما يختفي، إنها فكرة عابرة نستطيع تطبيقها على مشاعرنا المرتبطة بالحزن الدفين، وخاصة مشاعر الفقد التي عادةً ما تبدأ مُحملة بيقين يجعلنا نصدق أن كل شيء قد انتهى تماماً، وأن الحياة توقفت ولا يوجد من يعوض ويرمم ما تم كسره بداخلنا. الأمر مختلف تماماً إذا تم تطبيقه على العلاقات الإنسانية أو الأمور المادية على حد سواء، ففي معرفتنا بمن حولنا، نتداخل معهم رويداً رويداً، نتبادل معهم التحية والقليل من الكلام الجميل ونتحاور باحثين عما هو مشترك لنبحر معاً فيه ونظهر معرفتنا وخبراتنا، وهذه دائماً البداية الأصعب، فلا مساحة للحديث بل نتشارك فيه أو نذهب لاحتساء القهوة أو حضور فيلم وهكذا تقوى العلاقات، وقد لا تتفق أهواؤنا وأذواقنا ولا تجذبنا الموسيقى ذاتها، إلا أننا بالرغم من كل هذا نتشبث بشيء ما بداخلنا يجبرنا على التعمق بداخلهم والبحث مجدداً عن أرض تتوسط المسافة بيننا يمكننا أن نتخذها محلاً مناسباً لنحظى بالقليل من الود والمحبة، سنخطئ الطريق حتماً وسنتوهم الوصول وقد تحدد خطواتنا، حتى نعثر عن طريق الصدفة على خريطة تصف لنا الضفة الأخرى تفصيلاً وخريطة تسهل علينا الوصول، مرفقة مع مفتاح لألغازهم الأكثر صعوبة وتعقيداً على الإطلاق ونمتلك كل الحلول لهم ولثقافتهم ومعرفتهم وهنا نستطيع اختراق دواخلهم، فقط عند هذه اللحظة تبدأ المتعة الحقيقية، نصبح أكثر تفهماً للطرف الآخر، وأكثر استيعاباً لتقلباتهم المزاجية، واختلافاتهم الفردية، والأشياء التي ينظرون إليها بإعجاب وتجذبهم، وما ينفرهم ويزعجهم، الواقع لا أحد يفصح عن ذاته، فالأمر يحتاج إلى مجهود وإرادة حقيقية في أن تتخذ أحدهم صديقاً مقرباً، وأن تترابطا معاً، ستكون البدايات مليئة بالخلافات على أتفه الأمور، وتواجهك الصعوبات والعراقيل والعديد من النقاشات التي ستنتج عنها اختلافات عديدة تجمعكما، إلا أنها ستصبح فيما بعد سبباً من الأسباب التي تجعل منكما ثنائياً مثالياً بنسبة كبيرة، لأن التجربة تستحق كل العناء ولأن العلاقات لكي تستمر تستحق جهوداً ومثابرة وتضحيات. أما إذا كان الأمر متعلقاً بالأمور المادية كتعلم لغة جديدة، أو التدرب على آلة موسيقية للمرة الأولى، فستكون التجربة حتماً مخيبة للآمال، فلا شيء يكون سهلاً بل مصاحباً له بعض الخيبات والصعوبات، إذاً الأمر بحاجة للتفكير والعطاء، وتوفير الوقت، بحاجة للاستمرار ولشغف حقيقي وإيمان بالقدرة على الوصول، لأن الأمور دائماً تبدو أكثر صعوبة في بدايتها، وهذا التعب الذي ننفقه في بدايتنا السبب الحقيقي في استمرارنا وتمسكنا بأهدافنا حتى النهاية، لا أحد يضيع نتيجة تعبه، ولا أحد يتعب إلا لأجل الغالي والنفيس، ولكل مجتهد نصيب وخير. همسة أخيرة.. الحياة لا تتعلق فقط بمعرفة الأشياء أو اكتسابها وامتلاكها بل بمعرفة قيمتها مع مرور الوقت والوقت وحده هو الذي يعطي الأشياء قيمتها الحقيقية ويبرز أجمل ما فيها وكما يقال (قديمك نديمك) لذلك جمال البدايات يزهو براحة النهايات.
في مرحلةٍ ما من الحياة، وخصوصًا عند مفترقات عمرية حسّاسة، يتشوش العقل ويضيع الاتجاه. نحتار، لا نعرف ما نريد، ولا لماذا نشعر بكل هذا الاختناق. نختنق من الزحام، من الناس، من الوجوه المتكررة، من الفضوليين...
مَن فهم وتمعن في حقيقة يوم عاشوراء، ستصغر في عينه كل الهموم والأحزان مهما عظمت واشتدت حلقاتها.. نعم ليس من العجب من قول موسى عليه السلام: «إن معي ربي سيهدين»، بل العجب من قوله: «كلا»....
ليس هناك ما يدعو للقلق، كونها مجرد عوائق لبعض الوقت سيمضي بلا شك.. فنحن من خُلقنا من رحم الصلابة، أقبلنا على الحياة ونحن خائفون نرتعد.. لم نكن يومًا ذوي ثبات، فمهما أرهقتنا الدُّنيا وأتعبتنا دروبها،...
بين الدموع على من فقدوا وعلى الضحايا الذين ارتقوا وعلى المجازر والأرض المغطاة بالدماء والأشلاء.. هذه غزة الجميلة الحزينة. أهلنا في غزة وبعد ثمانية أشهر من الحرب المدمرة، وكيف أنهم قضوا العيد وسط ركام وحطام...
ليلة من عمري انتظرتها بحر الشوق احتريتها وبأحلامي نسجتها وفي داخلي احتويتها ليلة كنت اظنها بعيدة وها هي قريبة ليلة من الفرح استشعر بحلاوتها وبمذاقها وبعذوبتها.. ليلة طالما تعبت وسهرت وعانيت لأصل إليها ليلة ألبستني...
هل حزمت أمتعتنا واستعددنا للسفر وجهزنا كل لوازمنا؟ وهل تجهزنا لرحلة معينة أو لقاء خاص.. ولكن موضوعنا هذا والسفر له واللقاء.. يأتي بغتة دون استعداد ودون موعد ودون استئذان!! فجاءة! ترى هل أفاجئُكَ بسؤالٍ؟ هل...
في عبق الحياة.. نحن البشر يكمن عالم كامل متكامل من شتى المشاعر، تتناغم فيه الأحزان بالأفراح، وتمتزج السعادة وتتعانق مع الألم - لذلك هي رحلة مليئة بالتجارب والمحطات المختلفة، تجعلنا نتذوق طعم الحياة بكل ما...
عن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ) رواه مسلم. فطريق السعادة والحياة الهانئة.. والوصول...
الكويت عز وفخر، الكويت مواقف الكويت سلام وأمان، الكويت استقرار، الكويت علاقة، الكويت جارة، الكويت أخت رجال، الكويت شموخ ورفعة وسمو وتضحيات. هاذي هي الكويت باختصار.. هذا هو ذا الكويتي. عندما تتحدث عنها أو تحاول...
قصص تدار وحكاوي هنا وهناك والأبطال من كل حدب وصوب، أينما تلتفت تستمع وأينما التفت ترى وتستغرب! وللأسف أغلب الناس تكون أحكامها على الآخرين من منطلق وجهات نظر وآراء تنسجها عقولهم، من هنا نقول إذا...
اليوم رحلتنا خاصة مع دولة عظيمة تخلصت من العنصرية ومن احتلال غادر ظالم وتعرف فعليا معنى الاحتلال وتعرف خباياه .. وقد يستغرب الكثير بأن تتصدى حكومة جنوب إفريقيا لجريمة الإبادة الجماعية الهلوكوست الممنهج الذي ترتكبه...
جميعاً مررنا بألم الفقد، اجترحنا مرارته ولكن هيهات أن نكون بربع ولو بذرة مما يتجرعه أخواننا الفلسطينيون.. وخاصة الصحفيين.. الذين يودعون موتاهم وبعدها يعودون وينقلون الحدث بمراراته وقسوته.. وبواقع مستمر من عدوان لا نجد مسمى...