رتبة العلم أعلى الرتب

ليلة من عمري انتظرتها بحر الشوق احتريتها وبأحلامي نسجتها وفي داخلي احتويتها ليلة كنت اظنها بعيدة وها هي قريبة ليلة من الفرح استشعر بحلاوتها وبمذاقها وبعذوبتها.. ليلة طالما تعبت وسهرت وعانيت لأصل إليها ليلة ألبستني حللا من الفخر والاعتزاز ليلتي هي اليوم وغداً حلمي الذي تحقق انها فرحة قلبي وروحي انها فرحة تحلم بها كل أم ويحلم بها كل أب.. خاصة من المغتربين.. ومن فئة الدبلوماسيين.. والده لظروف عمله وواجبه الوطني لم يستطع الحضور وكان في لهفة وشوق لابنه الخريج.. سعادة السفير طارق. انه النجاح هو من أجمل الأشياء التي ينتظرها الإنسان بحياته وخاصة من ابنائه وبكل أمر من أموره الشخصية ولكن عندما يتعلق النجاح بالأولاد فهو له مذاق خاص، ونجاح الأبناء فرحته لا تقدر بثمن أو تقاس بمكيال.. كنت أسمع عن فرحة الوالدين بنجاح فلذات أكبادهم ولكن عند تخرج ابني من الثانوية ومن ثم من الجامعة هنا استشعرت هذا الإحساس الذي يجعل الدمع ينهال فرحاً ويتهاوى على الوجنتين كاللؤلؤ المنثور يذكرني بشريط الطفولة منذ الولادة حتى هذه اللحظة وخاصة ان لي بالتربية خبرة مع الغربة والوحدة كوني زوجة لدبلوماسي قطري.. ها هي الحياة الصعبة بحلوها ومرها عزفتها في داخلي وتذكرت والدتي رحمها الله وكأنها معي تنظر له بحب لانه حفيدها الغالي.. وكانت معي تشاركني الفرح جدته ام والده وكيف لا؟ وهو الحفيد الأول والغالي وخالته الحبيبة كذلك..حين رأيت ابني الغالي وهو ينادى على اسمه كخريج على المسرح.. لحظات وكأنها الدنيا توقفت وانا أراه يتوج بتفوّقه ونجاحه انه ابني.. نعم الفرحة تعدت الحدود وطارت خارج المدار والحروف تناغمت بالألحان.. هاذي قطر التي سعت من اجل مستقبل ابنائها.. هنا ايضا استرجعت بذاكرتي للوراء وكأني احضر فيلماً تاريخيا عن سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله ورعاها.. أم جاسم التي فكرت وخططت وحلمت وأنجزت الحلم لواقع لأني عاصرتها خلال عملي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، هكذا هي القيادة وهذا هو التخطيط شاهدت سموها وهي تجتمع وهي تعمل وهي تبذل كل ما بوسعها من استقطاب الخبرات من الخارج والاستعانة بمن هم في الداخل من اجل هذا الصرح الذي نفخر به كقطريين.. مؤسسة قطر.. بكل جامعاتها ومدارسها.. وشاهدت سموها وهي تعتلي المنصة بكل تواضع وحضور ولباقة ها هي حقاً شيختنا التي نعتز ونفخر بها والتي لولاها ما تحقق كل ذلك هي أيقونة قطر وهي التي تستحق ان تكون السيدة التي نتمنى من كل بناتنا اتباع نهجها بالتفكير والعمل والتخطيط … وشكرا سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني.. لن يستطيع أي منا تحقيق النجاح لوحده ولكنه عمل مشترك من الذين ساهموا ودفعوا بك لعجلة التتويج.. ومن الجيد الاحتفال بالنجاح ولكن لا ننسى أنه بوابة العبور التي مرت بشوارع ومحطات من الفشل والخيبة ولأنك أيها الناجح صاحب إرادة قوية تخطيت تلك الشوارع والمحطات هكذا هي الحياة ستكون ولا تنسى بوابة العبور التي خرجت منها لمنصة التتويج التي تقول (( رتبة العلم أعلى الرتب )) والتي تتوافق حالياً مع معرض قطر الدولي للكتاب والذي شعاره هذا العام هو بالمعرفة تبنى الحضارات.. بإرثنا القطري ومعرفتنا سنبني هذا الوطن المعطاء الذي دائماً يبهرنا في عطائه وسخائه وقدرته على التميز وتخطي المستحيل ليصل بنا إلى ما نصبو له ونحلم بل ويتعدى الحلم والواقع. كل التوفيق لكل خريج تعب واجتهد وعمل. مبروك خاصة لطلال بن طارق الأنصاري هذا التفوق والنجاح من جامعة نورث ويسترن وأتمنى لك مزيداً من العلو في خدمة قطر وشعب قطر ولا تنسى «قطر تستحق الأفضل من ابنائها».