عدد المقالات 87
في مرحلةٍ ما من الحياة، وخصوصًا عند مفترقات عمرية حسّاسة، يتشوش العقل ويضيع الاتجاه. نحتار، لا نعرف ما نريد، ولا لماذا نشعر بكل هذا الاختناق. نختنق من الزحام، من الناس، من الوجوه المتكررة، من الفضوليين وكثرة الأسئلة، من التعليقات السطحية، من الأحاديث المكرورة، ومن الواجبات الاجتماعية التي تُنهك الروح دون جدوى. بل نختنق أحيانًا حتى من أنفسنا، من بيوتنا التي لم تعد تشبهنا، من أعمالنا التي تستهلكنا، من كل ما يحيط بنا دون استثناء. وهنا فقط نكتشف الحقيقة التي تغيب عنا كثيرًا: أن النفايات ليست دائمًا شيئًا نلمسه أو نشمه. بل هناك نفايات من نوع آخر، نفايات لا تُرى، لكنها تعيش فينا: كلمات فارغة، مشاعر مستهلكة، أفكار مسمومة، علاقات متآكلة، صراعات لا تخصنا، وأدوار لم نخترها. كثيرٌ منّا يشعر بالقلق والخوف عند اقترابه من بعض الناس. أولئك الذين يثرثرون في المقاهي والحفلات، يتحدثون عن توافه الأمور، يستهلكون كل من حولهم، يعيشون على حساب غيرهم؛ مالًا، وجاهًا، منصبًا، أو حتى طاقة نفسية. وحين تصطدم بهم، تبدأ بالشعور بأنك لا تنتمي. كأنك من كوكب آخر، أو كأنهم ليسوا من جلدتك، ولا أنت من عالمهم. تتساءل: هل ما زلت الشخص الذي تعبت على بنائه؟ هل هذه فعلاً النفس التي سهرت الليالي لتربيتها؟ أم أنها تراكمات غريبة، تراكمات لا تمثلك؟ تمرّ بك لحظة تبدو فيها غريبًا حتى عن نفسك. كأنك ضيف في داخلك، كأنك لم تعد تميّز صوتك بين كل هذا الضجيج الداخلي. وتبدأ الأسئلة تثقل عليك: هل يجب أن أستمر؟ هل مطلوب مني الرد على الجميع؟ هل عليّ أن أكون دائمًا متاحًا؟ ولمن؟ ولماذا؟ وعلى حساب من؟ نعم، كثير منّا يفقد توازنه، ليس فقط من ضغوط الحياة، بل من الاستهلاك المتكرر الذي يفتك بنا بصمت: الاستهلاك العاطفي، الفكري، الاجتماعي، النفسي وحتى الروحي. النهاية: العودة إلى الذات وفي لحظة صدق مع النفس، تصل إلى قناعة قد تكون مؤلمة لكنها منجية: أن الحفاظ على نقائك الداخلي هو شكل من أشكال النجاة. أن تنظيف روحك من كل ما لا يشبهك هو أهم من تنظيف بيتك أو هاتفك أو خزانتك. أن الاعتزال المؤقت ليس ضعفًا، بل أحيانًا هو الدواء الحقيقي. في عالم مزدحم بالمظاهر والتسطيح، يصبح الصمت فضيلة، والانطواء نعمة، والاختلاف عن السائد شجاعة. فلا تكن متاحًا للجميع، ولا تستهلك نفسك لتُرضي من لا يراك. اختر أن تنتمي لنفسك، لا لزيف الآخرين. وابنِ لك عالمًا صغيرًا، لكنه يشبهك، يحتضنك، ويعيد إليك ملامحك. هناك، فقط هناك، ستجد نفسك التي ضاعت وسط الزحام.
مَن فهم وتمعن في حقيقة يوم عاشوراء، ستصغر في عينه كل الهموم والأحزان مهما عظمت واشتدت حلقاتها.. نعم ليس من العجب من قول موسى عليه السلام: «إن معي ربي سيهدين»، بل العجب من قوله: «كلا»....
ليس هناك ما يدعو للقلق، كونها مجرد عوائق لبعض الوقت سيمضي بلا شك.. فنحن من خُلقنا من رحم الصلابة، أقبلنا على الحياة ونحن خائفون نرتعد.. لم نكن يومًا ذوي ثبات، فمهما أرهقتنا الدُّنيا وأتعبتنا دروبها،...
بين الدموع على من فقدوا وعلى الضحايا الذين ارتقوا وعلى المجازر والأرض المغطاة بالدماء والأشلاء.. هذه غزة الجميلة الحزينة. أهلنا في غزة وبعد ثمانية أشهر من الحرب المدمرة، وكيف أنهم قضوا العيد وسط ركام وحطام...
ليلة من عمري انتظرتها بحر الشوق احتريتها وبأحلامي نسجتها وفي داخلي احتويتها ليلة كنت اظنها بعيدة وها هي قريبة ليلة من الفرح استشعر بحلاوتها وبمذاقها وبعذوبتها.. ليلة طالما تعبت وسهرت وعانيت لأصل إليها ليلة ألبستني...
هل حزمت أمتعتنا واستعددنا للسفر وجهزنا كل لوازمنا؟ وهل تجهزنا لرحلة معينة أو لقاء خاص.. ولكن موضوعنا هذا والسفر له واللقاء.. يأتي بغتة دون استعداد ودون موعد ودون استئذان!! فجاءة! ترى هل أفاجئُكَ بسؤالٍ؟ هل...
في عبق الحياة.. نحن البشر يكمن عالم كامل متكامل من شتى المشاعر، تتناغم فيه الأحزان بالأفراح، وتمتزج السعادة وتتعانق مع الألم - لذلك هي رحلة مليئة بالتجارب والمحطات المختلفة، تجعلنا نتذوق طعم الحياة بكل ما...
عن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ) رواه مسلم. فطريق السعادة والحياة الهانئة.. والوصول...
الكويت عز وفخر، الكويت مواقف الكويت سلام وأمان، الكويت استقرار، الكويت علاقة، الكويت جارة، الكويت أخت رجال، الكويت شموخ ورفعة وسمو وتضحيات. هاذي هي الكويت باختصار.. هذا هو ذا الكويتي. عندما تتحدث عنها أو تحاول...
قصص تدار وحكاوي هنا وهناك والأبطال من كل حدب وصوب، أينما تلتفت تستمع وأينما التفت ترى وتستغرب! وللأسف أغلب الناس تكون أحكامها على الآخرين من منطلق وجهات نظر وآراء تنسجها عقولهم، من هنا نقول إذا...
اليوم رحلتنا خاصة مع دولة عظيمة تخلصت من العنصرية ومن احتلال غادر ظالم وتعرف فعليا معنى الاحتلال وتعرف خباياه .. وقد يستغرب الكثير بأن تتصدى حكومة جنوب إفريقيا لجريمة الإبادة الجماعية الهلوكوست الممنهج الذي ترتكبه...
جميعاً مررنا بألم الفقد، اجترحنا مرارته ولكن هيهات أن نكون بربع ولو بذرة مما يتجرعه أخواننا الفلسطينيون.. وخاصة الصحفيين.. الذين يودعون موتاهم وبعدها يعودون وينقلون الحدث بمراراته وقسوته.. وبواقع مستمر من عدوان لا نجد مسمى...
في هذا الوقت من كل سنة وخاصة بعد انقضاء الربع الأول من هذا الشهر واقتراب نهايته تعم معركة الكريسماس وهل نهنئهم وهل نحتفل معهم، معركة فكرية فقط حسب تفكير كل شخص وانتماءاته وميوله وتفسيراته. حقاً...