


عدد المقالات 168
ثمة سردية لا تتوقف عند حدث بعينه تتكرر في كل الأزمان وجل الأماكن تختلف مصطلحاتها، لكن المضامين واحدة، تريد أن تقول للناس باختصار: «انفضوا من حول المقاومة فهي الحصار والدمار، وهي العجز والانكسار». ولا يمل أصحاب هذه الأفكار من تكرارها بأساليب بعضها مفضوح والآخر مستتر. يقول العرب إن من أعضل المعضلات توضيح الواضحات ويقول المتنبي في ذلك: «وليس يصح في الأفهام شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل»، فأجدني مملا لو أخذت أسوق الأدلة المتعلقة بمشروعية المقاومة ومبرراتها، فالدفاع عن النفس أمر طبيعي في سياق المعارف البشرية والتشريعات الدينية على طول التاريخ. لا يوجد نفس سوية ترضى بالظلم أو تتعايش مع الذل ومن مآسي زماننا ظهور بعض المسوخ يستمرئون الذل والمهانة ويرضون فقط بالمأكل والمشرب دون فكر أو رأي وعقل أو عمل وسعي لعمارة الأرض ونشر العدل، وبذلك ينتفي عن هؤلاء الناس كثير من الصفات التي كرم الله بها الإنسان عن باقي المخلوقات، ويتنافى ذلك مع الرسالة التي اختص الله بها المسلمين. لا شك أن القتال كُرْه للنفس، ومع ذلك كتبه الله علينا لإحقاق الحق ورد الحقوق ودفع الظلم وإرساء العدل، وإلا فإن تركه هو معصية لله، وفساد بالأرض يدفع الظالمين لاستمراء ظلمهم وبغيهم، ومن يؤمن بالصلاة عليه أن يؤمن بالجهاد وإلا فإنه ما آمن حق الإيمان. المرجفون أو هم المتصهينون في عصرنا يعلمون علم اليقين بأن الصهاينة هم سبب مآسي الشعب الفلسطيني، إلا أن قلوبهم مليئة بالحقد على المؤمنين ويفرحون إذا أصاب المجاهدين سيئة، لكنهم يتحرجون من شكر الصهاينة فيهاجمون المقاومين والمجاهدين ويحملونهم مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه كما سفلة القوم الذين يرجعون سبب اغتصاب الفتاة إلى جمالها. دأبهم الإرجاف وبث روح الهزيمة، ذلك أنهم حين هدوء المعارك يتهمون المجاهدين بالضعف والخور وحين اشتعالها يتهمونهم بالحمق والتهور، ولا يفتئون عن استدعاء كل نقيصة من شأنها أن تضعف التعاطف مع المجاهدين، في حين أن واجب الجهاد بالنفس والمال يقع على عاتق جميع المسلمين القادرين، وحين تسألهم عن الخذلان لا يملكون من أمرهم سوى الجدال وكأنهم منحوا الجدل وحرمهم الله العمل.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...