alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

01 يونيو 2020 , 03:09ص

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً آخرين في عدوان استمر أياماً، وما زالت آثاره مستمرة حتى اليوم. ولعل من أبرز أسباب الهزيمة العربية انشغال العرب حينها في الصراعات الداخلية، ومنها «حرب شمال اليمن الأهلية»، التي استمرت 8 سنوات، واستنزفت مقدرات وقدرات الدول العربية التي انقسمت في دعم أطراف الحرب، وكان للاحتلال الإسرائيلي دور في تلك الحرب، وإزكاء نيرانها حسب مصادر تاريخية. وإننا نعيش اليوم أجواء مشابهة من الاصطفاف والاحتراب الداخلي، الذي فيه كثير من العبث والتخريب الذي لا طائل منه، ولا يستفيد منه سوى المجرمين وتجار السلاح ومن يريد لهذه الأمة أن تبقى ممزقة ومشتتة، تحرق نفسها ومقدراتها بنفسها، لتكفيه عناء فعل ذلك بنفسه. ويستفيد الاحتلال الإسرائيلي من هذه الظروف جيداً، ويعمل على توظيفها من أجل استكمال مشروعه الاحتلالي التوسعي، ليبدأ هذه الأيام التحضير لفصل جديد من فصول النكبة الفلسطينية والنكسة العربية، بدأ منذ أعلن ترمب عن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، واستمرت مراحله ضمن ما يعرف بصفقة القرن، والتي كان من بينها ضم الجولان السوري المحتل لكيان الاحتلال، وحالياً يسعى الاحتلال لعملية ضمّ جديدة في الضفة الغربية المحتلة. وجود الاحتلال الإسرائيلي الحالي في الضفة هو عبارة عن «مستوطنات» موزعة في عدة مناطق، ومخطط الضم يريد أن يجعل من هذه المستوطنات جزءاً من كيانه الاحتلالي، ليتحول وجود الفلسطينيين مع الزمن تلقائياً ضمن «كنتونات» معزولة عن بعضها البعض، إمعاناً في التضييق على الفلسطينيين وقتلاً لمزيد من فرص الحياة للفلسطينيين على أرض فلسطين. من الاجتزاء القول إن الاحتلال الإسرائيلي يفعل كل ذلك لوحده، فمن المستحيل أن ينجح بضعة ملايين من الصهاينة في احتلال تلك المساحات الموجودة في قلب العالم العربي، دون وجود دعم غربي متعدد الأوجه وسخي جداً لهم، إلا أنه يمكن القول إن استمرار الاحتلال وتوسعه ما كان ليكون لولا حالة الهوان التي رأينا في الأمة. ولولا ذلك التنافس للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومدّ أسباب التعايش مع وجوده وبقائه، فالتطبيع معه يعني الرضا به وقبوله، ومن المؤسف أننا نرى كلا المشروعين يمشيان جنباً إلى جنب هذه الأيام، مشروع الضم «توسع الاحتلال» ومشروع التطبيع «الرضا والتسليم للاحتلال»، وإنها لانتكاسة وليست مجرد نكسة. لم يكتفِ البعض بخذلان فلسطين، فزاد إلى رصيده الخيانة، وذهب يحارب كل من يدافع عن الحق الفلسطيني، أو يدعم من يدافع عنه، فذهب يسكت الأصوات التي تحارب التطبيع وترفض الاحتلال الإسرائيلي وتقول لا للتصهين. ويبقى الجرح مفتوحاً، فالأرض ما زالت محتلة، والإيمان موجود، والأمهات ما زلن ينجبن أحراراً، ولكل داء دواء.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...