alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

18 مايو 2020 , 02:02ص

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع لأراضٍ تابعة للمسجد الإبراهيمي في الخليل، ضمن مخططه للاستيلاء على المسجد بالكامل، وتحويله بالكامل إلى كنيس يهودي، بعد أن حولت أجزاء كبيرة منه في السابق إلى ذلك. من اللافت أن عملية السلب لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحق، ولم نشهد مواقف حقيقية من شأنها أن تدفع الاحتلال للتراجع عن مخططاته، وبات الاحتلال يتجهز بشكل أكبر لمشروعه المقبل وهو «ضمّ» أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى كيان الاحتلال، ليكون ضمن إدارته وحدود سيطرته الكاملة، دون أي تواجد للسلطة الفلسطينية أو مؤسساتها. الأغوار الفلسطينية في بؤرة الاستهداف من مشروع الضمّ الجديد، والذي من المتوقع أن يكون في يوليو المقبل، وهو ما من شأنه أن يفقد الفلسطينيين ربع مساحة الضفة، ومورداً اقتصادياً مهماً فهي تعتبر «سلة الغذاء الفلسطيني» ومن أخصب أراضي فلسطين، كما أنها تقع على الحدود الفلسطينية الأردنية، وفقدانها يعني فقدان الفلسطينيين الحدود مع الدولة العربية التي تمتلك أطول حدود مع فلسطين. بالنسبة للصهاينة، فإن الضمّ يقدم لهم العديد من الفوائد الأمنية والاقتصادية في الحاضر، لكن الهدف الأبرز هو حسم لمستقبل المنطقة، فهم يريدون فرض وقائع جديدة تعزّز الحلم الصهيوني بإقامة دولتهم الكبرى، وصولاً لحلمهم الأكبر بإقامة دولة من النيل إلى الفرات. إن ما يجري هو السلوك المعتاد من كيان إحلالي توسعي لا يتوقف عند حدّ، ولم يضع لكيانه حدوداً واضحة، فهو مستمر في السلب والنهب ومسلسل تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومع ذلك فهو منذ 72 عاماً، يسعى إلى حسم الصراع ولم يفلح، والفلسطينيون يشكّلون له الكابوس المرهق، فكلما راهن على جيل جديد بأنه ينسى أو يستكين، وجد من يقاتل ويقتله ولو بحجر، كما جرى قبل أيام في يعبد بمدينة جنين. قد يبتلع الصهاينة بضمّهم الجديد السم بملعقة من ذهب، فإن المظاهر والأجواء التي تبدو لهم هادئة وجميلة، قد تكون خادعة، فماذا يتوقعون من استفزازهم المستمر للفلسطينيين والعرب والمسلمين، ونهبهم المستمر لأرضهم وتحطيم مستقبلهم والاعتداء على مقدساتهم؟ لا شك أن تمريرهم لمخططات عديدة خلال الأشهر الأخيرة، ومنها «إعلان القدس عاصمة لإسرائيل» وضمّ الجولان، وما إلى ذلك من مشاريع كانت تحت عنوان «صفقة القرن»، وما يعايشونه من أجواء تطبيع، يجعلهم أكثر جرأة، ويدفعهم أكثر للمضي قدماً نحو تنفيذ مزيد من الخطوات والمخططات. نعم وجد الصهاينة لقيطاً يقف معهم وسيجدون هنا أو هناك، غير أن هذه القضية لا تسقط بالتقادم، لها أحبة، لها أبناء، لها نبلاء، والأرض مليئة بمن يخرجون من رحم الشرف والكرامة، وإن قدوم الخريف لا يعني انتهاء العهد مع الربيع.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...