عدد المقالات 168
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل طرح «صفقة القرن»، وكانت هناك العديد من الصيغ والدعوات التي تنادي بسلب الضفة الغربية كاملة وجعلها «يهودا والسامرة». إن «الضمّ» خطوة كبرى نحو استكمال ذلك المشروع الذي يريد تحويل الضفة إلى «يهودا والسامرة» أي تهويدها أو «أسرلتها» بالكامل، كما فعل من قبل مع الأراضي التي احتلها عام 1948م، في محاولة لمسح الهوية الفلسطينية عن أكبر كتلة سكانية وجغرافية يسكنها الفلسطينيون داخل فلسطين. وإذا افترضنا أن «الضمّ» سيتمّ، فإن الأمر هذه المرة سيكون مختلفاً عمّا جرى بعد النكبة، ذلك أن الاحتلال حينها كان في طور التأسيس والتمركز أكثر من كونه في طور التمدّد والتوسع، أما في السنوات الأخيرة، بخلاف الجولات القتالية التي جرت على جبهة غزة، عاش الاحتلال استقراراً وهدوءاً نسبيين، بعد قمعه للمقاومة في الضفة بمساعدة «التنسيق الأمني»، جعلته تلك الفترة يتوغل أكثر في المجتمع الفلسطيني، ويثبّت العديد من المعادلات على الأرض، كما أقرّ جملة من القوانين العنصرية التي كان من أبرزها «قانون القومية»، الذي ينادي بفكرة نقاء إسرائيل من غير اليهود، بما يعني في المحصلة عدم شرعية تواجد كل من هو غير يهودي داخل ما يسمى إسرائيل. يضاف إلى ذلك قوانينه العنصرية والإجرامية الأخرى المتعلقة بأملاك الغائبين، وعنصريته في تراخيص البناء وترميمها، وغيرها من الضرائب والانتهاكات التي يمارسها ضد الفلسطينيين، وإطلاقه يد المستوطنين للتنكيل بهم وبمزارعهم وممتلكاتهم، لتضييق العيش عليهم. هذه التفاصيل حول عنصرية الاحتلال وإجراءاته المختلفة، لا نذكرها لنقول إن مشكلتنا مع عنصرية الاحتلال وإجراءاته وعدوانيته، بل لنقول إننا ضد الاحتلال ككل وما ممارساته إلا جزء منه، فالأصل أن مشكلتنا ضد الاحتلال، وليس ضد العنصرية أو «الضمّ» وما إلى ذلك، ومواجهة جزء من ذلك ينبغي أن يكون ضمن ذلك الإطار العام الرافض للاحتلال ككل. فأولئك الذين قبلوا بـ «الحلول المرحلية» والإنجازات المؤقتة مقابل حالة تصالح مع الاحتلال يخسرون كل شيء الآن، وباتت «أوسلو» شيئاً من التاريخ، فمشروع «الضمّ» سيضع آخر أكوام الرمال على قبر «أوسلو» بعد أن قُبرت منذ زمن. أعتقد أن كثيرين ممن حول محمود عباس كانوا يعطونه ومساره فرصة أكثر مما كانوا يصدّقونه، فتراجع جزء منهم عن خيار المقاومة المسلّحة، لأجل تجريب مسار جديد وعدهم فيه عباس ببناء دولة، ومواجهة الاحتلال عبر «النضال الشعبي»، ومن خلال الكفاح في «المؤسسات الدولية» والمحاكم، دون الحاجة للقوة والسلاح، وظنّ البعض -لا أدري كيف- أن هذا ممكن! غير أن لحظة الحقيقة جاءت، وما عاد لتلك الترّهات مكان، وما كان ذاك الهدوء مع برامج التدجين التي رافقته وخطابات التضليل إلا وهماً وخداعاً وتخديراً للهمم، وسلخاً ومسخاً للروح الثورية، وربما الوطنية، وهذا السلخ والمسخ -بعد أن اتضح- لا يقبله كل ابن حرة.
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...
من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...