alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

04 مايو 2020 , 01:56ص

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر تجاوز مرحلة خطيرة من الغزو الثقافي الفكري الذي يستهدف معتقدات الأمة وعقيدتها مع قضاياها. إن مسلسل التهوين من القضايا ذات البعد العقدي والوطني والإنساني، يدخل اليوم منحدراً خطيراً، ولا شك أنه لم يكن وليد اليوم، بل مرتبط بمشروع غزو فكري ممنهج يجري العمل عليه منذ سنوات طويلة، أفرزت له قنوات ومحطات إذاعية وشخصيات إعلامية فُتح لها المجال للتشكيك في المعتقدات ومهاجمتها، كما فتح لها المجال لارتكاب المخالفات والمنكرات جهاراً نهاراً. ومن اللافت أن هذه الأعمال تنشط وتكثر في رمضان الذي من المفترض أن يكون فرصة للطاعات والقربات، فيذهب هؤلاء لصرف الناس عن كل ما هو قيّم وإشغالهم بقصص وحكايات وأفكار وثقافات تتنافى مع الثقافة الإسلامية والعربية، وتتعارض مع التعاليم الإسلامية. والأمر يتدرج أكثر فأكثر حتى بات ينال مما كان محظوراً وممنوعاً في السابق تداوله والحديث فيه، ومن ذلك أننا نرى أفكار التطبيع والتحالف مع الاحتلال يُجهر بها في أعمال درامية عربية، وتقدّم كوجهات نظر عادية، ممكن أن تناقش ويرد عليها بسهولة، وهنا أذكر المقولة المنسوبة للشهيد ناجي العلي: «أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر». فرق شاسع بين الأعمال الدرامية العربية التي كنا نشاهدها منذ سنوات، وبين هذه الأعمال، فقد كانت هناك نماذج على الشاشات العربية لأعمال درامية تروي باحترافية عالية الرواية الفلسطينية، وتحكي فصول المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني، ومن ذلك مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، أما اليوم فانقلب جزء كبير من المشهد، فأصبحنا نرى من يتحدث عن معاناة افتراضية للمحتلين، وإنسانية مفترضة، كما لو كان يقدّم المبرر للاحتلال على أنه ردة فعل. لا تنفصل هذه الأعمال الدرامية عن السياق والتوجهات السياسية للدول في المنطقة، خصوصاً ونحن نتحدث عن «صفقة قرن» تسعى ضمن أهدافها وما هو مخطط لها لدمج الاحتلال في المنطقة، وإقامة التحالفات العسكرية والاقتصادية والسياسية المعلنة معه، فما يجري يمكن اعتباره في إطار التمهيد لمشاريع تطبيع العلاقات العلني الذي يجري التحضير له على ما يبدو. وكان واضحاً، خلال السنوات الماضية، ارتفاع قيم ومعاني تبنّي القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والإسلامية، مع تراجع الروايات المشبوهة التي كانت تنتقص من الفلسطينيين وتقلل من شأن القضية، وهو الأمر الذي شكّل أكبر عائق أمام تطبيع العلاقات مع الاحتلال في المنطقة. فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحاً، حين اعتبر «الرأي العام العربي» أكبر عقبة أمام توسّع التطبيع في الوطن العربي، وقال إن المشكلة ليست في الزعماء، وكان ذلك على ما يبدو توجيهاً لبعض الساقطين ليقوموا بالمهمة، ويعملوا على محاولة تجميل الاحتلال وتزيينه للناس، في مقابل شيطنة قضية فلسطين وأهلها.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...