عدد المقالات 168
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة الأقوى في العالم تقف إلى جانبه بانحياز ظاهر. إذا جردنا الأمر من السياقات الأخرى والروايات التاريخية والتفسيرات العقدية، وقلنا إن ما حققه الاحتلال هو نتيجة جهد بشري، وأنه لم يكن بمحض معجزة أو عملية واحدة خارقة للعادة إنما نتيجة تراكمات طويلة من السعي والعمل، فذلك يعني أن عملاً بشكل آخر مواز ومضاد من الممكن أن يحقق نتائج أيضاً. المعيار إذاً هو العمل والسعي وليس ندب الحظوظ، والحل في الجد والاجتهاد وطلب التوفيق يكون مع الأخذ بالأسباب وإعداد ما يمكن إعداده، فليست مجرد أمنيات حالم تحقق النتائج. لا بدعة الزمان أن تنكسر أو تضعف، ولا خرافة أن يتفوقوا عليك في فترة من الفترات، لقد تفوقت عليهم من قبل وتفوقوا عليك، المشكلة الأكبر ليست أن تخسر معركة وجولة أو تتراجع في فترة من الزمن، إنما الأدهى من ذلك أن تستسلم وأن تخسر الروح المقاتلة، التي تقاوم كل معاني اليأس والرضوخ للظلم والطغيان. الإيمان بأن الدنيا سجال، وأن العمل والسعي والأخذ بالأسباب من الممكن أن يحقق نتائج، يتطلب أن تستعيد الأمة ثقتها بنفسها، وأن تستعيد الشعوب ثقتها بالقدرة على التغيير وإحراز فارق. كثير من الجهود تبذل اليوم من أعداء الأمة الداخليين والخارجيين في نسق ترسيخ انطباعات لدى الجماهير، لتشعرها بأن أثراً لرأيها ولا فعلها ولا اعتراضها، ولا مقاومتها، والحل في الرضوخ ومسايرة ما يريده الفاعلون الكبار في العالم. دفعت العديد من الدول والكيانات ثمناً كبيراً من أجل الحفاظ على سيادتها واستقلالية قرارها، وكانت ستدفع وأجيالها ثمناً أكبر على المدى البعيد لو رهنت نفسها وشعبها وبالتالي مقدراتها. قبل أقل من 100 عام لم يكن في الكون كيان اسمه «إسرائيل» سوى على الورق ولم يكن لكيانهم وجود ولا اعتبار في فلسطين، فجاؤا من أقاصي الدنيا واحتلوها وأقاموا كيانهم وأصبح واقعاً ما كانوا يعتبرونه حلماً وأمنية، بعد جهد وتواطؤ وظلم كبير اشتركت فيه حكومات وجهات عديدة حول العالم، إلا أنه بالمحصلة جهد بشر. يبلغ اليوم ذلك الجهد ذروته، ويشتد عوده وبنيانه، وما باتت تعرف باسم صفقة القرن، أتت استكمالاً لمسار طويل وليست ميلاداً من العدم لمسار جديد، إنها ابنة مشروع وُلد منذ عقود، وكل مولود لا محالة في النهاية ميت. إن ما حققه الاحتلال في أكثر من صعيد هو جهد بشري في المحصلة يمكن مواجهته بالأساس بجهد آخر، وليس بانتظار المعجزات، فانتظار المعجزات حيلة العاجز الواهم. ليست المرة الأولى التي تحتل فيها القدس، ولم يتوقف الزمان عند احتلالها أول مرة، وليس بمقدور إنسان أن يوقف عجلة التاريخ عند محطة واحدة، يستطيع الإنسان فقط أن يستسلم، قد لا يحقق الإنسان شيئاً، جولة أو أخرى، وقد يحقق، لكنه بكل تأكيد لن يتحقق أي منجز عبر اليأس والقنوط. فلسطين باقية ما لم نيأس وما لم نستسلم..
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...
من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...