alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

25 مايو 2020 , 02:12ص

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع الضم»، ولا شك أنني اتفق مع ذلك، وليس لعاقل أن يرى غير ذلك، لكن يجب عليه أن يرى ذلك بكلتا عينيه. ولا يمنع ذلك من توجيه بعض الأسئلة بغرض فهم معنى المواجهة المفترضة، وإن كان من يزعمها فعلاً يقوم بها حتى يصطف الناس إلى جانبه أو يصلح هو لأن يصطف إلى جانب الناس إن واجهوا، والناس يواجهون منذ ما يزيد عن 72 عاماً، أم أننا أمام حالة من الهروب والتخلّف والتخلّي أكثر من المواجهة الحقيقية؟ وهل ستكون هناك مواجهة من الأساس؟ وهل يقبل نهج رئيس السلطة ذلك؟ من الجيد في البداية أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وأن نعيد التأكيد على بعض النقاط الأساسية، ولعل من أبرزها وأهمها أن عباس بإعلانه الأخير لم يقل إلا شيئاً مؤكداً بات واقعاً يراه كل الناس، ولم يكن خطابه إلا محاولة لاستدراك شيء بعد فوات أوان استدراكه، فالاحتلال بخطواته الاستيطانية التوسعية وبمشروع الضم الزاحف ألغى جوهر جزء كبير من اتفاقياته مع السلطة، فلم يعد لها معنى، ولم تعد تُسمن ولا تُغني بل تفقر وتقفر، بالإضافة إلى أن بقاء السلطة التي يرأسها بات موضع شك كبير. وإن مجرد قراءة الوقائع وتوضيح ما بات واضحاً، لا يغني عن حقيقة أن مساره ورهاناته هي التي فشلت وانتهت، أكثر من كونه ألغى شيئاً قد انتهى، وإن العلم بالشيء دون العمل بمقتضاه، والاستفاضة في شرحه دونما استحضار خطوات حقيقية أو التجهز لها ميدانياً وبخطوات عملية، لا يعدو كونه دوراً تنظيرياً مفرّغاً من مضامينه، للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب من أعباء الضمير وتبعات الملامة إن وجدت. فالاحتلال -كما يعلم الجميع- لن يقوم بضم أراضي الضفة على الورق وعبر التصريحات الإعلامية، كما هي مشاريع العديد من الساسة هذه الأيام من عديد التيارات والتوجهات، بل عمل على الأرض بالجرافات وألوية من الجنود وفرق من المدرعات وما إلى ذلك من أدوات القمع والتوحش، ولا أظن أن بياناً صحفياً أو خطاباً إعلامياً مليئاً بالعتب والحسرة من شأنه أن يمنع وحده الأمر. لقد ألغى عباس والمؤسسات التي تحت سيطرته أكثر من مرة قبل هذه المرة «اتفاقياته» مع الاحتلال، غير أن هذا الإلغاء ظل حبيس الورق بعيداً عن الواقع وأعين الناس، كما هو حال العديد من شعارات التصدي للاحتلال والتضامن مع الشعب الفلسطيني والبيانات الأممية والرسمية التي يتجاوزها الاحتلال كلها ويمضي بمخططاته متجاوزاً كل ذلك، فمشروع الضم يمثل ضربة عنيفة، ليس فقط للحق الفلسطيني، بل لمصداقية هذه المؤسسات المحلية والدولية.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...