ليس كل أمي جاهلا ولا كل متعلم عالما

أصبح الوصول للأفضل من حيث التقدم، والبناء، والنمو، والتحضر والعالمية هذا هو الهدف الذي نسعى جاهدين بقدر المستطاع إلى تحقيقه وبلوغه ولكي نصل لأعلى درجات الكمال لتنمية المجتمع، ولكن الحقيقة هذا ليس شيئا جديدا علينا وليس هدفا بدأنا السعي إليه في عصرنا فقط بل منذ القدم، حيث رسمت السياسة القطرية خطواتها منذ بدء تأسيسها على روابط قوية ومتينة وميزت بها عن دول الجوار واستطاع أجدادنا قديما بدون آلات ومعدات وأدوات وتكنولوجيا بناء القواعد التي تثبتنا على هذه الأرض الطيبة وحالياً ما زلنا مستمرين على خطى المؤسسين ونسعى لبناء هوية خاصة بنا في عصر التنمية والتقدم. ونعلم كمتطلب لتحقيق الأهداف أن لا نعطي فرصة لأي عوامل أو معوقات تعرقل طريقنا وتصنع مسافة بين خطوات السعي لتحقيق الهدف والوصول إليه، فتحقيق الأهداف ليس بالطريق السهل بل يحتاج للمثابرة ومحاولات ومناورات وقبل كل هذا الإيمان بالهدف نفسه وكذلك الإيمان بأنفسنا وقدراتنا بأننا نستطيع وبأننا منجزون. وهنا نتوقف لنطرح السؤال !! هل من الممكن أن يتقدم وينهض وينمو المجتمع في ظل وجود ظاهرة خطيرة وآفة قد تكون من أخطر الظواهر التي تهدد أهدافنا التي نسعى إليها وهي ظاهرة الجهل والرجعية والتي بدورها تستطيع أن تعرقل عجلة التنمية بل المجتمع بأكمله، وهذه الظاهرة رغم خطورتها لم يتم تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ لأن الصورة المأخوذة عنها هي مجرد صورة مفبركة وهي الأمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ولكن هي صورة مشوشة وغير واضحة ولها أفرع من الفراغ وهذا هو صلب وأساس الموضوع «فليس كل أمي جاهلا وليس كل متعلم عالما»، صور الجهل اليوم مختلفة، فالجهل الحقيقي جهل في الأفكار، والمبادئ، والقيم، والأخلاق والتربية والضمير فهي أشياء لا تتجزأ ولا تفترق وهي أهم من العلم وعلومه وتشعباته متى ابتعدنا عن أصولنا وأخلاقنا وهويتنا نضيع ونزداد جهلاً ونتفكك ويسهل كسرنا. تتعدد طرق نشر الجهل ووسائله المتعددة وخصوصا مع الانفجار التكنولوجي الذي نشهده من الأقمار الصناعية والعوالم الصغيرة والسوشيال ميديا واليوتيوب وبرامج مثل الفوتوشوب والجرافيك وغيرها. فمن يعمل القبيح ويستخدم وسائل لترويجه ونشره هو مجرد شبح وليس بإنسان ذي عقل.. بل وسيلة من وسائل الجهل تحركه أفكاره ومعتقداته التي يعتقد أنها من التطور ومن مجاراة كل جديد بالعالم حتى وإن اختلف مع عقيدته ونشأته وفطرته ودينه.. ولكن من سيدفع ثمن نتيجة هذا الجهل وهذا التخلف واللهث وراء كل ذلك وبكل أسف قد يكون المجتمع بأكمله وهل هذا هو المطلوب؟؟ نستطيع القول بأن نشبه الجهل بالآفة التي قد تنخر في بناء التنمية والوطن وتصنع فجوة تحدث مسافة بين خطوات الوصول للهدف وصعوبة تحقيقه نتيجة حدوث تلك الفجوه. ولكن نتوازن ونعيد عجلة التنمية السليمة في المجتمع وسلامته أن نبدأ بالقضاء على الجهل بجميع صوره المختلفة. وهمسة أخيرة.. وطننا القطري سيحتضن بطولة عالمية وكل أنظار العالم تتجه ومسلطة علينا فياحبذا لو كنا نحن القطريين النبراس الذي سيهدي العالم ونكون قدوة لغيرنا.