عدد المقالات 204
نعيش ونتعايش مع أناس مختلفين في حياتنا؛ منهم الصالح ومنهم الطالح، ومنهم المعتل ومنهم الصحيح، وكلنا بشر خلقنا الله من تراب وإلى التراب عائدون، والحياة رحلة حتماً ستنتهي، إما بالنعيم أو بالعذاب، كلٌّ حسب ما قدمت يداه، لكننا نجد بيننا من يُصيبهم الغرور والتعالي والعظمة لمجرد منصب زائل أو مال نافد أو حتى علم مكتسب، وهنا لا أقصد مرضى «جنون العظمة» الذين يصيبهم خلل عقلي يجعلهم يشعرون بقوة وعظمة غير عادية، ويبالغون في وصف أنفسهم بما يخالف الواقع والحقيقة، فيدعون امتلاك قدرات استثنائية وجبارة، ومواهب مميزة، وأموال طائلة، ويقنعون مَن حولهم بأنهم أشخاص لهم نفوذ، وعلى علاقات مهمة مع شخصيات مسؤولة وقيادية، فهؤلاء مرضى - شفاهم الله- يستطيعون العلاج والذهاب إلى الطبيب. لكني أقصد هنا هؤلاء الذين يمتلكون بالفعل تلك الأمور أو بعضها، فيتكبرون ويتجبرون وعلى خلق الله يتعالون، ويعتقدون بأنهم فوق البشر، ويتناسون بأنها نِعَم الله عليهم، فيستخفون بالناس ويحقرون من شأنهم، خاصة الضعفاء والفقراء منهم، ولا يعترفون بالخطأ أو الفشل، بل يرون بأنهم دائماً على حق، ولا يعبأون بآراء غيرهم، ويتشككون في قدرات الجميع على إنجاز المهام، ولا يتقبلون الاختلافات مع الآخرين، ولا يساعدون غيرهم، ويُعقّدون الأمور ويضعون العقبات أمامهم... هذه النماذج نجدها في العمل وفي الشارع وحتى في المنزل وبين أهالينا... يعتقدون بأنهم يعيشون وحدهم وهم أصحاب الحق في الحياة دون غيرهم، ولا يدركون بأنهم يبرعون في كسب كره الناس وسخط الله بأفعالهم، حتى ولو أظهر الناس خلاف ذلك خوفاً منهم أو حرصاً على أرزاقهم... كما أنهم لا يدركون بأنهم معول ينخر في بناء المجتمع وتماسكه. يا أصحاب العظمة والتكبر والغرور... لقد خالفت فطرتكم التي فطركم الله عليها، وارتديتم رداء في ظاهره العظمة والبهاء، لكن في باطنه الشان والذل والهوان، وكل هذا لماذا؟ للإحساس بالنقص والأنانية المفرطة وحب الذات، أم للحصول على نعمة بعد فقر، أم للحصول على منصب أو ترقية، أم للحصول على شهادة علمية أو امتلاك المال...؟!!! تناسيتم حقيقة أن الله يهب الرزق لمَن يشاء، ويمنع الرزق عمن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير، كما تناسيتم بأن الله ينعم على الإنسان ليقوم بالشكر لا الغلو والتسلّط على الناس، أفيقوا - يرحمكم الله- من غفلتكم قبل فوات الأوان، وعودوا إلى فطرتكم التي فطر الله الناس عليها... كونوا عوناً للبسطاء لا عوناً عليهم، كونوا سنداً للضعفاء، تكسبوا حب الناس ورضا الرحمن.
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...
بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...
استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...
بيئة العمل إما أن تكون الدافع الأول للإنجاز والنجاح، أو أن تكون مرتعًا للإهمال والتقصير وبالتالي الفشل، وهنا نتناول ما أسميه «سرطان بيئة العمل» وهو الثرثرة والنميمة والقيل والقال، فلا تخلو بيئة عمل من نماذج...
الاستدامة تعني العيش بطرق تحمي كوكبنا، وتدعم حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فهي استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجاتنا الحالية دون التأثير على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. والاستدامة ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، وهدفها تحقيق توازن مستدام،...
عصر التكنولوجيا متسارع بشكل مذهل، حتى أنه لو قيل لك قبل عدة سنوات عما تفعله التكنولوجيا الآن لقلت إنه مستحيل الوقوع.. وسيظل التطور ما ظل الإنسان على وجه هذه البسيطة.. ولكن هل يعد التطور التكنولوجي...