alsharq

أحمد المصلح

عدد المقالات 43

عـودة قلم .. ولا ضجيج الصمت

29 مارس 2017 , 01:53ص

أبدأ باسم الله -الموفّق- عوْد الكتابة من حيث انطلقت قبل سنين عدداً تحت زاوية (فيض الصمت)، أبدأ من مُبتدئي الأوّل (سيّدة وأمّ الصحافة القطرية – «العرب»)، بعد صمتٍ تطاول عليه العهد، حتى استحالت الكلمات ضجيجاً في الأعماق. برَزَت من الذاكرة كلماتٌ ذات مبنى ومعنى -ستأتي لاحقاً- لشاعرٍ من جزيرة العرب في قصيدته (الطموح)، وهي بحقّ من روائع الشعر الشعبيّ، وأعْظِمْ وأعْجِبْ بالعرب إن استخرجوا المعاني من جذور المعاناة! كما قال أحد الشعراء: قلبي ضِمين القيل ولْساني الذِي يَنقى مِن اشجار المعاني اثْمَارْها أنعِم بأهل اللسان العربيّ الأخّاذ إذا تناولوا دُرر التبيين المستودَعَة في صدور الذين يعلمون، وأكرِمْ بأساتذة القيل إذا غَرَفوا من المجاهيل، ومن غيوب البيان التي خلقها الرحمن وخبّأها في وجدانات الذين قيل فيهم: «لا يَقْدُرُ القيلَ» إلا مَنْ يُكَابِدُهُ ولا «الكتابةَ» إلا من يُعانيها! إننا نحزنُ للذين أنعم الله عليهم بذوق الكلمات من بليغ الآداب والأشعار، فاستبدلوا الذي هو أدنى وشَرَوا -أي باعوا- به الذي هو خير، فيصدر «مبتدأ الكلام» عند بعضهم من حصنٍ للبلاغة مكين، ثمّ لا يلبث أن يتفلّت اللسان لينقلب إناء الكَلِم بالذي هو فيه، فيُغرِبونَ الحديث، ويظنون أنهم بذلك قد أتوا بالذي لم تستطعهُ الأوائلُ، إذا أقحموا بين قطوف لساننا القويم ما يُشوّهُ لوحته الناصعة بمفردات من أعجميّةِ (وليم وليزا)! بضاعتنا الأعزّ هي (اللسانُ العربيّ المبين)، ولسان بياننا هو أغلى مفردات هويّتنا -ولا سبيل لفهم وتدبّر كتاب مولانا الذي شرّفنا به، فاختصّنا دون سائر الأمم بالجوهرة الأغلى والأعظم في الكيان العربيّ المسلم (القرآن) الذي (أُحكمَتْ آياتُهُ من لدُن حكيم خبير)- لا سبيل لنا إنْ كُنّا نقْدُرُ وحيَ مُحمّدٍ -عليه الصلاة والسلام- حقّ قَدْرِه، وإذا أردنا (بحق) أن نكون شيئاً مذكوراً في دهر الناس، إلا بأن نقف إجلالاً واحتراماً وتعظيماً لما عظّم الله (اللسان العربيّ وآدابهِ السامية). أيَهجُرُني قومي عفا اللهُ عَنهُمُ إلى لُغةٍ لم تتصلْ برواةِ! بضاعتنا في أعاجيب الكلام الذي يسمو بالروح، وفي لآلئ النظم المنثور والمشعور التي تطير به الألباب لتعانق هام السحاب، باتت في مستودعات وبطون الكتب، فهجروا طرائق البيان والبلاغة، حتى أصحاب «صنعة الكلام والتخاطب» في فصول المعرفة والتعليم، وفوق منابر الإعلام والدعوة والتثقيف. بضاعتنا -حتماً ولا محالة- هي راجعةٌ إلينا، مهما اقتحم أسوارها (خفافيش لا يكادون يفقهون قولاً). ولأننا هنا ندور في (زِحام ضجيج الصمت) الذي كثُر فيه (صياح الذي لا يكادُ يُبين)، وبونٌ شاسعٌ بين الكلام والبيان! أما وقد ازدحم (الضجيج) في الصدر فأخرج «عودة قلم»، لا بُدّ أن نلامس ونحنُ نُقارِب وقع (الطموح) للشاعر النبطي «مشاري الرشيدي» الذي تفجّرَ صدرُهُ فسالت دواةُ قلَمِهِ بـ: يا صِغْرِ «حجم القلم» والفِعْل يا كُبْرَهْ يا كِثْر ما ياقفْ ويَتْعَبْ على شاني لا ضاق صدري وصار اضيَقْ من الإبرهْ ياما كِتَبْني وخلّى الناس تَقْراني يا لِعظمِ وخطورة القلم! كيف لا؟! وهو الأوّل خلقاً، عندما شاء الله أن يوجد الخلق، فقال له: «اكتب ما يكون حتى تقوم الساعة». ولأنه سبحانهُ يعلمُ مدى «تأثير وسحر الكلمات» فقد أقسم بثلاث: بالنّون (دواة المِداد)، وبالقلم (أداة الكتابة)، ثمّ بثمرتها ونِتاجها (وما يَسطرون). وقد أبدع صاحب (الطموح) وهو يُعبّرُ عن كل صاحب فكرة عزّ عليه أن لا تصل للناس! بس ادري ان القلمْ مِرْهي على حِبْرَه كنّه المُوصّى على شعري وقيفاني لذلك حمدتُ الله وشكرتُ لـ «العرب» أن يصمتَ الضجيج المزدحم داخل النفس إلى حين، (ليفيضَ) ما في الإناء عن (عودة قلم)! ولنا لقاءٌ والسلام.

أنا الآتي.. ونور الفجر مرآتي

عـلى محمل الغوص سنبحر إلى خليج الأمس، ومع هدير الموج المرعد «بالهولو والـ يا مال». المال!! الرجال!! فما قصة «اليامال» ومجازفة الرجال؟؟ وما أدراك ما صنع الرجال في خليجنا العظيم عندما أرخصوا الأرواح؟ ذاك -وربِّ...

فكيفَ بمَن يأتي بهِ وهْوَ باسمُ؟!

يقول الكويتي الرائع سعد المطرفي: مِجالِسِن خمسه بخمسه ولا لِكْ مَحَلْ أربع وعشرين ساعه تَطبَخْ دلالَها!!! ومجالِسِن كُبْرَها كُبراه ما تِندهل حتّى بساس الحواري ما تِعنّى لها؟؟! أرسل يدعوني قريب (في الصدر له منزلة لا...

الهجرة إلى الوطن «لا منه»

وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً قديماً قيل: تركتُ هَوى ليلى وسُعْدَى بِمَعزِلِ وعُدتُ إلى تَصحيحِ أوّلِ مَنزِلِ؟؟! فنادَتْ بيَ الأشواقُ مَهلاً فهذِهِ منازلُ من تَهوى رُويدكَ فانْزِلِ غزلتُ لهُمْ...

من حكماء بلادي.. المستشار حسن بن محمّد الكبيسي

من طول وتقادم زمان الصمت العربي المريب فإنّ ** في الجراب يا حادينا الجواب في كل يوم ألج مكتبه المتلألئ الأنيق -كما صاحبه البسّام المنيف- ومع كلّ اتصال، وعند كل لقاء.. لا يلقاني أبداً إلا...

ثمّ دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وألف!!

في غرة المحرم من هذه السنة، انتبه أهل الإسلام «وعلماؤهم وساستهم» واستيقظوا من رقدة طال أمدها قروناً خلت، وتقادمت عليها الأعوام عقوداً تخلت، ومع بزوغ شمس العام، تدفقت في الأمة دماء الغيرة والإباء، وانفجرت في...

وداعاً «الكُميت» الخيّر.. وابن الخيارين

فقدنا يوم الجمعة (8 ذي الحجة 1440هـ) أحد أنقى وأصفى وأصدق وألطف الرجال، إنه العزيز الكريم، ضحوك السن، واسع القلب، الضحّاك جالب السرور وانشراح الصدر لكلّ من عرفه؛ إنه الأستاذ علي بن محمد الكُميت الخيارين،...

2/إضاءة (آل سعد).. مثل (للسيّد)

(ترى النعمة زوّالة) !! (كثيب رمل مهيل).. حول شواطئ (بحر الخليج).. يتراكم ويموج.. من خلفه الطوفان.. من خلفه السد. من «عودة قلم» الاثنين (21/1/2019) حول «هدر الأموال» وبوهج قبس الكاتبة سهلة آل سعد، لوزيرة الصحة...

بين هدايات الكتاب وتوطئة الواقع «لوقوع العذاب»

تمهيد لا بُدّ منه: تعالى الله ربنا الجليل وتقدس أن «يفهم أمره» في قوله جل جلاله: «وإذَا أَرَدْنَا أَن نُهلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا»، تعالى الله أنْ يأمرَ الفاسق...

الأصاغر بين فكّي أكابر مجرميها

في الغابات نشاهد بقر الوحش والظباء والدوابّ كافة، وقد سخّر الله بعضها بحكمته البالغة لكي تُفترس بالأنياب، ذلك للحفاظ على حياة القطيع وباقي الأنواع، «صُنعَ اللهِ الذي أتقنَ كلّ شيءٍ»، وما يُعرف بـ «دورة الحياة»...

لا تستعدوا قطر (النِّشَب)؟؟ (1)

باسم الله مُجريها.. وما أدراك ما أُلهِبت النفس عندما يتعلق البيان بقطر؛ نبض أعصابنا، وتربة آبائنا وأمهاتنا. توهّم الواهمون في «كيانات» فاشلة تعزف على «طبول أساتذة جوفاء» أن قطر صيد يسهل اقتناصه وابتلاعه، بخاصة الذي...

كتاب العظيم «1»

هل إلى «تدبُّر» القرآن من سبيل؟! صح عن النبيّ الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- قوله: «ألا إن سلعة الله غالية».. وعطاء العظيم بمقدار عظمته وكرمه.. والقرآن العظيم هو أعظم ما امتنّ به العظيم -سبحانه-...

يا ناس اكذبوا.. وخادعوا !!

في زمانٍ مضى وتولى كان العربُ -الشرفاءُ منهم، والنبلاء بالأخص، وأصحاب الزعامة والوجاهة- يأنفون من الكذب ويستقبحونهُ أشدّ القبح، ويعدّونهُ من خوارم المروءات التي يُعيّرُ بها المرء إنْ أُثرَ عنه أنه أحدثَ كذبة!! فلا يزال...