عدد المقالات 84
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف، فبصري ولله الحمد خمسة على خمسة، حتى إني أرى أدق الأشياء وأميز حركة النملة على الأرض، أي نعم، قبل أيام كنت أجلس في حديقة منزلي وأنا أستمتع بجمال أوراق الشجر وقد غسلتها زخات أمطار الخير الأخيرة. وشدت نظري حركة مجموعة من النمل تحت إحدى الشجيرات وهي في غاية النشاط. ورغم صغر أحجامها إلا أنها كانت شعلة متقدة من النشاط والحيوية والمثابرة. كانت خلية لا يهدأ لها بال. للوهلة الأولى، تساءلت عما إذا كانت تلك الخلية تسابق الزمن قبل حلول حدث طبيعي كبير يترقبها ويضغط عليها، كنت في غاية السعادة وأنا أشاهد ذلك النمل وهو يشتغل بتفان وإخلاص، لكن حزّ في نفسي شيء مؤلم بعد ذلك، فقد امتلأ حوض تلك الشجرة بالماء على حين غِرة، وغمر جزءا كبيرا من بيت النمل. تساءلتُ حينها كيف أن التسرع في الحكم على الأمور قد يؤدي بنا إلى انطباع خاطئ وإصدار أحكام مغلوطة. فلو أنني لم أشهد على تفاني ذلك النمل في عمله واكتفيت في المقابل بالحكم على مجرد المشهد الذي رأيت فيه بيته المتواضع وهو يتداعى، لقلت إن هذا النمل لا يتقن عمله ولا يبذل جهدا ولا يحرص على سلامة أفراد خليته، والحال أن الأمر كان بسبب قوة طبيعية قاهرة وغير متوقعة ولغياب تصريف الماء على النحو الأمثل في تلك القطعة من الأرض. بل أقول لكم إنني انبهرت أكثر بصدق وإخلاص ذلك النمل عندما عمل بسرعة على إيجاد مسالك فتحها داخل بركة الماء التي تفرعت يمينا وشمالا حتى نجح في تصريف تلك المياه وإعادة الأمور إلى نصابها بشكل مبهر ورائع. نعم ذلك النمل النشط المتقد حماسا المخلص في عمله، يمثلني ويقدم لي مثالا في العطاء بلا حساب والبذل بلا حدود. أسمِعتم.. ارحموا النمل ولا تحكموا عليه بسرعة، ولا يكن الواحد منا مثل ذلك الصرّار الذي لا يعمل ولا يترك من يعمل ولا ينجح ولا يترك الناجحين في حالهم. بل يقضي وقته في الثرثرة والحديث الفارغ وهو أبعد ما يكون عن العمل والعطاء. وتحياتي بالأشواق.. وبلا أشواك
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...