alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

عن زيارة وفد حماس للسعودية

26 يوليو 2015 , 06:20ص

أثارت زيارة وفد من حماس بقيادة خالد مشعل للمملكة العربية السعودية الكثير من الجدل والأخذ والرد في الأوساط السياسية، وكان هذا متوقعا في واقع الحال، ليس بسبب الصراع الدائر في المنطقة مع المشروع الإيراني، ولكن قبله تلك الحرب التي شنتها أوساط عربية معروفة على جماعة الإخوان المسلمين، والتي تُعد حماس واحدة من فروعها. ولا شك أن حساسية النظام المصري لأي شكل من أشكال التواصل مع الإخوان هي التي زادت في حدة الجدل حول الزيارة، إضافة إلى حساسية أوساط عربية تُعرف بتعاملها مع ظاهرة ما يسمى الإسلام السياسي بحساسية تبلغ حد المرض، الأمر الذي كان سابقا على الربيع العربي، لكن الموقف ما لبث أن تفاقم بعده، وبالطبع ليس لذات الظاهرة، وإنما للموقف من أي شكل من أشكال الدعوة إلى التغيير أو الإصلاح. ولو كان رواده من العلمانيين أو القوميين أو اليساريين أو سواهم لما اختلف الموقف منهم. في الحالة المصرية، تتجاوز الحساسية موضوع الإخوان إلى حماس ذاتها، ليس لسيطرتها على خاصرة جغرافية وحسب، بل أيضا بسبب الحاجة إلى مجاملة نتنياهو بسبب موقفه الداعم للنظام منذ الانقلاب ولغاية الآن. أيا يكن الأمر، فقد خضعت قصة الزيارة الحمساوية إلى السعودية لقدر لا بأس به من المبالغة، في ذات الوقت الذي ذهب آخرون نحو تسخيف دلالاتها بشكل مبتذل، عبر اعتبارها مجرد زيارة «عمرة» تخللها سلام عابر لا أكثر ولا أقل، بخاصة بعد تصريح وزير الخارجية السعودي، فيما الواقع أنها منزلة بين المنزلتين، فلا هي تعكس تغيرا شاملا في الموقف السعودي، ولا هي مجرد رحلة عمرة عابرة بلا دلالة أيضا. الذي لا شك فيه أن السعودية قد غادرت مربع الأولوية السياسية التي حكمت سلوكها السياسي منذ 2011، وحتى نهاية العام الماضي، ممثلة في مواجهة تحدي الربيع العربي، لتغدو المواجهة مع المشروع التوسعي الإيراني هي أولويتها، بدليل الانفتاح على تركيا وقطر. ولا خلاف هنا على أنها تتحمل العبء الأكبر في المواجهة مع المشروع الإيراني (بخاصة في اليمن) في ظل الغياب المصري. وهو غياب لا يتعلق فقط بالانشغال بالأزمة الداخلية، بل يتعلق أيضا بالقناعة السائدة بضرورة عدم قطع الخيوط مع إيران، الأمر الذي يتبدى واضحا في موقفها من ملفات الاشتباك معها في العراق وسوريا واليمن وصولا إلى لبنان. وما دام نظام السيسي لا ينسجم مع الرياض في سياق مواجهتها مع المشروع الإيراني، فمن حق الرياض ألا تجامله تماما في سياق هواجسه حيال الحالة الإخوانية، ومن حقها أن تقترب أكثر من حماس التي طالما كانت العلاقة بينها وبين إيران مثار جدل، ومن الطبيعي أن تحصل الحركة على شيء من التشجيع، هي التي باعت علاقتها مع إيران بالموقف من الثورة السورية، ثم أكدت الفراق بموقفها مما يحدث في اليمن. نعم، تستحق حماس حاضنة عربية كبديل عن الدعم الإيراني المتوقف منذ أكثر من 4 سنوات، وهذا ما دفع السعودية إلى مد خيط من التعاون معها، وهو خيط لا يعرف ما إذا كان سيشمل بعض الدعم، أم سيبقى ضمن إطار وقف الحالة العدائية من الحركة ومشروعها، وربما التحدث إلى النظام في مصر، لكي يكف عن ملاحقتها والتضييق عليها، ولو في الحد الأدنى، مع أن شيئا من ذلك قد تبدى لاعتبارات أخرى تمثلت في خوف القاهرة من اتصالات دوائر أوروبية مع الحركة قد تحرم النظام المصري من الورقة الفلسطينية، حتى لو كان عباس يحج بين حين وآخر إلى القاهرة على أمل إبعادها عن خصمه اللدود (محمد دحلان). بدوره كان الهجوم الإيراني الشرس على حماس وعلى الزيارة نوعا من تأكيد حالة القطيعة مع الحركة، حتى لو تضمن الكلام تأكيدا على استمرار دعم القضية الفلسطينية، الأمر الذي لا يجد له صدى يذكر على أرض الواقع في المرحلة الأخيرة. يبقى القول إن مزيدا من الدعم العربي لحماس، وبخاصة السعودية سيكون ضرورة من ضرورات المواجهة من إيران، وبالطبع عبر حرمانها من تسويق نفسها من خلال فلسطين، وكشف مشروعها الجديد كدولة توسعية تستخدم المذهب في برنامجها بدلا من شعار المقاومة القديم، وهو ما سيسهّل المواجهة معها دون شك، وصولا إلى دفعها نحو الرشد ووقف هذا الحريق الذي يشعل المنطقة ويكلفها دمارا هائلا ومعاناة رهيبة. •  @yzaatreh

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...