alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

01 يوليو 2020 , 02:23ص

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي التي تسحب بقية أعضاء «القبيلة الحزبية» إلى المربع ذاته. في تصريح له السبت الماضي، قال: «هناك من يقول إنه إذا تراجعت إسرائيل عن الضمّ؛ سنطبّع العلاقات معها»، واعتبر ذلك خطأً «لأن لدينا مبادرة السلام العربية التي تقول إن التطبيع يأتي إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، والجولان، وحُلّت قضية اللاجئين». ربما كانت لدى عريقات معلومات إضافية حول هذا التوجّه لدى بعض الدول العربية، أعني مقايضة وقف مشروع الضمّ، مقابل التطبيع، وربما كان يتحدث تبعاً للتزامن المثير بين تصاعد التطبيع، وأخبار مشروع الضمّ، مع أن العكس هو ما ينبغي أن يحدث، ورأينا على هذا الصعيد تصريحات غير مسبوقة من طرف بعض المحاور، وفي مقدمتها الإمارات، بجانب تصريحات لرموز إعلامية محسوبة على محور «الثورة المضادة». منذ سنوات بعيدة، ونحن نتحدث هنا وفي منابر أخرى، وفي مواقع التواصل عن أن «الحل الإقليمي» هو الوحيد المتاح بالنسبة للكيان الصهيوني، وبتواطؤ من عدد من الدول العربية. السبب الذي دفعنا إلى هذا التحليل، هو القناعة بأن أحداً -في السياق الفلسطيني الرسمي، أو العربي الرسمي- لا يمكن أن يتجرّأ على قبول الطروحات الصهيونية للحل، والتي ترجمتها صفقة ترمب على نحو من الأنحاء، وأهم عناصرها التنازل عن القدس الشرقية، وشطب قضية اللاجئين، وكذلك السيادة، بجانب القبول بـ «كانتونات» فلسطينية على حوالي نصف الضفة الغربية. كان شارون يدرك هذه الحقيقة حين طرح ما سمّاه «الحل الانتقالي بعيد المدى»، وكان بيريز يدركها أيضاً، حين طرح مشروع «الدولة المؤقتة»، وكان نتنياهو كذلك حين طرح مشروع «الحل الاقتصادي». الفرق يتبدى في أن الأخير قد وجد في الحريق الراهن في المنطقة، والتخويف من الخطر الإيراني؛ والآن من «الخطر التركي»، فرصة لاستقطاب بعض العرب كي يضغطوا على قيادة السلطة من أجل القبول بحلٍّ نهائي يحقق المطلوب، لكن الواقع أن ذلك لا يبدو ممكناً. والنتيجة هي العودة إلى «الحل الإقليمي»، وهو ذات الذي طرحه الثلاثة، كما في الكلام آنفاً. في هذا المسار، لا حاجة لتوقيعات ولا لمعاهدات، فالأمر معقّد ويصعب حله. والأفضل هو الحديث عن المال والأعمال والاستثمار، كما هي تنظيرات صهر ترمب (كوشنر). في هذا السياق؛ يتم تصعيد عمليات التطبيع العربي مع الكيان، مع التركيز على تحسين وضع السلطة الفلسطينية من حيث الاقتصاد، وبعض التحسينات الأخرى، ويتم التعامل معها كدولة، إن كان رسمياً أم بشكل غير رسمي، ثم يتحول المؤقت إلى دائم، والصراع إلى مجرد نزاع حدودي كسائر النزاعات المعلقة في العالم. هي كما نقول دائماً: «تصفية فنية للقضية»، ولن تحبطها سوى الانتفاضة الشاملة التي توحّد الفلسطينيين في الميدان، وتفرض على الوضع العربي الرسمي لجم التطبيع، كما حدث بعد انتفاضة الأقصى، وتفرض على الغزاة التراجع، لأنهم في وضع؛ ظاهره القوة وباطنه الضعف وهشاشة الخيارات؛ في مواجهة مجتمع فلسطيني شاب ومقبل على التضحية، ووضع دولي وإقليمي يتغير بشكل متسارع، بجانب إمكانات مقاومة وموازين قوى عسكرية تتغير أيضاً، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ وسواها. هنا نفتح قوساً كي نشير إلى أن هذا المشروع (الحل الإقليمي) لن ينتهي في حال تم تمرير مشروع الضمّ أو أجزاء منه، ففي الوضع الرسمي العربي من البؤس، ما يمكن أن يمرّره لاحقاً؛ بعد أن تهدأ موجة الاستنكار. المعضلة هنا هي قيادة رام الله، و»القبيلة الحزبية» التي تغطيها (أعني حركة فتح)، والتي لا بد للشارع والفصائل الأخرى أن تتجاوزها إذا أصرت على المسار الراهن. بدون ذلك، ستكون القضية أمام خطر التصفية، والوضع العربي أمام خطر اختراق صهيوني طالما حلم به الصهاينة، ونجحت الأمة في إجهاضه من قبل بعد أوسلو، وبعد غزو العراق، ولا ينبغي أن يكون مصيره مختلفاً هذه المرة، رغم ما يعيشه الوضع العربي الرسمي من بؤس لم يعرفه منذ عقود.

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...

عن حملة «العودة حقي وقراري»

أعلن الأسبوع الماضي من عمّان عن انطلاق حملة «العودة حقي وقراري»، والتي يتولى تنسيقها «مركز العودة الفلسطيني» من لندن، وبرعاية لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الأردني وعدد من النقابات المهنية، هدف الحملة هو جمع مليون...