alsharq

ياسر الزعاترة

عدد المقالات 611

عن أسئلة «كورونا» وفتاواه

15 أبريل 2020 , 01:46ص

منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ التداعيات تخصّ النخب السياسية والفكرية، فإن أسئلته الخاصة لجهة طريقة العدوى وسبل الوقاية والعلاج، لا زالت تتصدر اهتمام الغالبية الساحقة من الناس، بخاصة أن إجابات واضحة وحاسمة لم تتوافر عملياً، وهو ما فتح الباب أمام المتعالمين والدجالين والمشعوّذين، من دون أن يعني ذلك أن أهل العلم والطب يقدّمون إجابات محسومة. لن نتوقّف بالطبع عند أسئلة من وقف وراء المرض، وما انطوى عليه الجدل من نظريات المؤامرة؛ فذلك جانب قيل فيه الكثير، وتحدّثنا عنه سابقاً هنا، ولا حاجة لاستعادته. أحد الأصدقاء قال لي إن شقيقه الطبيب المقيم في بريطانيا، قد أصيب بالمرض، لكن زوجته وابنتيه لم يصابا رغم أنه ظل يعيش بينهما، وقال إن قريباً آخر له أصيب، وهو يعيش في شقة صغيرة مع 10 أشخاص، ولم يُصب أي منهم (لم يكن يعرف أنه مصاب بالفعل). هذا المثال -وهناك سواه الكثير- يراه البعض دليلاً على أن الرعب الذي انتشر بين الناس حول انتشار الفيروس في الهواء، ومن خلال أي لقاء مع مصاب، ولو من دون مصافحة أو تقبيل، ولا حتى اقتراب كبير، ليس صائباً، فيما يذهب أطباء وخبراء في اتجاه آخر. دعك هنا من قصص الوقاية وأنواع الأكل والشرب، وتبعاً لذلك قصص العلاج التي لم يثبت منها شيء حتى الآن، حتى إن أحد أدوية الملاريا قد أنتج نزاعاً داخل الولايات المتحدة، بين فريق ترمب وبين مدير معهد الحساسية والأمراض المعدية الذي قال إن ذلك الدواء لم يخضع لما يكفي من التجارب. لا تسأل بعد ذلك عن دول هامشية في هذا المضمار ما زالت تدّعي بين حين وآخر عن اكتشافها الدواء المناسب. لا تزعم هذه السطور أنها تقدّم إجابات شافية، ولا هي تخوض في ذلك، وما تريده هو القول إننا إزاء جائحة جديدة، وكل من يتحدث في الأمر عليه أن يتواضع، تاركاً للزمن ولأهل الخبرة والاختصاص المدعومين من قِبل مؤسسات معتبرة؛ تقديم الإجابات عبر تجارب حقيقية وشواهد واضحة، بدلاً من الاستمرار في بثّ الوهم على كل صعيد. تبقى قصة الفتاوى، والتي أشعلت جدلاً لم يتوقف؛ بعضه تم حسمه عملياً، كحال إغلاق المساجد، وبعضه بدأ حديثاً ويتعلق بالحج وما إذا كان سيُلغى أو يتم بصورة رمزية، بجانب صوم رمضان، وما إذا كان بالإمكان الفطر، تبعاً لنظرية أن شرب الماء مهم للوقاية. هنا يحضر الفرق بين الفتاوى من أهل العلم الصادقين الذين يحظون باحترام الناس، وبين عصابات التهريج التي تخرج بين حين وآخر، وفي كل سياق من أجل مخالفة السائد، أو لنصرة الأنظمة في أي اتجاه سارت. «كورونا» كوفيد ـ 19، مشهد يفضح الكثير من العبث الذي يحاصرنا دائماً، وعلى كل صعيد؛ لكنه يفعل ذلك دفعة واحدة، كما لم يفعل أي شيء قبله منذ عقود طويلة.

عن كتاب «قراءة استراتيجية في السيرة النبوية»

هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...

ما هو أسوأ من مخطط الضمّ

ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...

فقراء العرب بعد «كورونا» والأسئلة الصعبة

أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...

ترمب في شهور الهذيان.. ماذا سيفعل؟

منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...

عن «كورونا» الذي حشرنا في خيار لا بديل عنه

الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...

بين ساسة التطبيع وصبيانه.. والصهينة أحياناً

بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...

مشروع التصفية الذي لم يوقفه «كورونا»

في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...

أيهما يتفوّق: «كورونا» المرض أم «كورونا» الاقتصاد؟

الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...

عن الرأسمالي الجشع والمواطن الفقير في زمن «كورونا»

ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...

«كورونا» والدول الشمولية.. ماذا فعلت الصين؟

في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...

عن «فتح» من جديد.. أين الآخرون؟

نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...

عن حملة «العودة حقي وقراري»

أعلن الأسبوع الماضي من عمّان عن انطلاق حملة «العودة حقي وقراري»، والتي يتولى تنسيقها «مركز العودة الفلسطيني» من لندن، وبرعاية لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الأردني وعدد من النقابات المهنية، هدف الحملة هو جمع مليون...