عدد المقالات 84
مقالتي هذه ستكون الأخيرة في شهر رمضان الكريم الذي مر سريعاً بنفحاته الطيبة بعدما وجدنا أنفسنا في عَشره الأواخر.. ولكن.. أليست حياتنا كلها عشر أواخر؟. كلنا نحرص سنوياً بقدر المستطاع على اغتنام هذه الأيام والليالي المباركة، وذلك جميل وحسن.. ولكن ألا تستحق حياتُنا أن تكون كلها عشرا أواخر؟، نعم.. كم سيكون من الحكمة بمكان لو اعتبرنا أنفسنا دائما في مرحلة العشر الأواخر من حياتنا وعمرنا، إنّ ذلك سيجعل نظرتنا للحياة أكثر عمقاً ونضجاً ورشداً، ذلك سيجعل وَرَعَنا شأناً يومياً لا موسمياً، واتزاننا سلوكاً ربّانياً لا رمضانياً. فعلا، لو أنّ الكل اعتبر نفسه في عشر أواخر دائمة لتغير كثير من الطباع والسلوكيات، ألن يجد كثير من البشر حينها أنفسهم أمام حتمية مراجعة تصرفاتهم؟ ألن ينحسر منسوب الحسد والحقد وينقطع حبل النميمة وهتك الأعراض وبث الفتن والشقاق بين الناس وعدم الإخلاص في العمل والطاعات والعبادات وغير كثير؟. رواتبنا المعيشية هي أيضاً تمر عليها دائماً عشر أواخر من أيامها تماماً كحال هذه الأيام قبل حلول راتب الشهر الجديد، وهنا حري بنا أن نتعامل دائماً مع هذه العشر الأواخر من الراتب دائما بحسن تصرف وتدبير وحكمة، لا بطيش أو تبذير، واعلم دائماً أن متبقي العشر الأواخر من الراتب الذي قد تتذمر حينها من عدم قدرته على تلبية بعض كمالياتك المترفة، يوجد غيرك في مكان ما على الأرض من يحلم بعُشره كي يسدد به أساسيات حياته لا كمالياتها!. حتى في حياتنا العملية.. لماذا لا نهتم كثيرا للعشر الأواخر في أعمالنا؟، لماذا يسعى كثير منا إلى إنجاز المهمة أو العمل قبل أوانه الطبيعي ولا يطيق الصبرَ على ذلك العمل حتى نهايته الطبيعية فيقضمه قضماً قبل أمتاره الأخيرة بأي طريقة كانت، مُطْلِقاً تلك العبارة العجيبة: «يلاّ بس»؟؟! وحينها يولد العمل مبتوراً منقوصاً.. باختصار غير متقن. ثُمّ لماذا تلك العادة والسُّنّة الأعجب وهي مغادرة الدوام قبل عشره الأواخر من دقائقه؟ وأي سر وحكمة عجيبة في ذلك التصرف؟. نعم حياتنا بكل تفاصيلها.. الروحية والسلوكية والمعيشية والعملية، كلها تحتاج وتستحق منا أن نعطي قيمة لكل جزئياتها وتفاصيلها وخاصة الأواخر منها.. كم جميل لو اعتبرنا حياتنا مباراة كرة قدم انجليزية لا يُحسم فيها أي شيء إلا في عشرها الأواخر، لا من دقائقها فحسب، بل في ثوانيها. إن الخلاصة الأولى التي تُعلِّمُنا إياها شريعتُنا السمحاء وعبر هذه الأيام العشرة الأواخر هي أن المداومة هي السر في كمال شخصية وعمل الإنسان والذي يُتوِّجه أحسن تتويج.. والثانية، هي أن العبرة دائماً تكون بالخواتيم. اللهم اجعل آخر أعمالنا خواتمها.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...