


عدد المقالات 191
بعض الأحيان أفترض أن هناك العديد ممن هم تحت سطوة جوقة العميان، ولا أعتقد بأن هذا الافتراض غير وارد بين وسط من يرى المسألة تتفاقم؛ فهناك من يتبع من لا يستحق اتباعه، وهناك من يقلّد من هو فاقد الخلق في تصرفه، بل وهناك الكثيرون ممن انجرفوا خلف آخرين من الذين غلبتهم سطحية التفكير على المنطق والرزانة، ذلك لمجرد أنهم عميان! أرجوك لا تعتبر العمى في هذا المقال مرضاً، ولا عيباً خلقياً، فلا حول ولا قوة على الأقدار، ولا رادّ للقضاء؛ بل إن العمى في هذه الحال يعتبر كالآفة التي تخطت المجتمع بما فيه من أعمار مختلفة وغايات كانت كبيرة، حتى وإن أصبحت تلك الغايات متبعة وغير جوهرية. فالسؤال الأعظم هنا: كيف ومتى سيحين الوقت أن يبرز الجوهر من جديد؟ كيف نُبرز، في ساحة غلبتها جوقة العميان، مَن هم خلف الآخرين ولا يقبلون بالانحراف عن المسار المتكرر، مفقود الهوية والشخصية. كيف نستطيع أن نتخطى تلك الآفة باحثين عن النور الذي سيرمي تلك النظارات السوداء على الأرض، لهفة على اتباع الذي لا يتبعه أحد، إلا الذي يسعى نحو التفرّد والتميز عن جوقة الآخرين. وكيف نسعى وراء النور إن ظل الجوهر معتماً؟ كيف نضيء أعماقنا بتلك المشاعر التي تدفع طاقاتنا نحو التحرك والابتسامة الدائمة بغاية الاستمرارية والتفرّد بصقل النفس واستقامتها، على الرغم من انجراف الآخرين نحو العتمة؟ نظل في جوقة العميان، إن استمر البحث عن المتشابه. وتبقى الآفة في صدى الانتشار، إن ظلت العتمة كامنة في الجوهر. إنها مسألة تتطلب التحسين والتقدم، هي خطوات تنفذها بدءاً من الداخل، مروراً بإصلاحات الخارج. استبقوا إصلاحكم الداخلي على إمعة الخارج، وتأكدوا من استفرادكم نحو مساعيكم قبل انجرافكم مع جوقة عميان، التي لا تعرف أين مصيرها إلا باتباع رائدها الأعمى.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...