


عدد المقالات 191
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر الاكتفاء بأمور كثيرة تغافلنا عنها منذ فترات طويلة، نكون مقصرين في حقها دون وعي فعلي حتى الآن، أيعقل أن تكون تلك المفردات ضرراً؟ أيعقل أن تتحول التجمعات إلى سبب لانتشار وباء؟ لأول مرة أضع كل تلك المفردات في ذهني، محاولة أن أكرر مدى اعتيادنا على وضع مختلف عن ما نحن عليه حالياً، ولن يكون المقياس صحيحاً في الحقيقة من حيث الأفضلية بين العزلة المنزلية أو التجمعات الاجتماعية، ولكن للضرورة أحكام كما يقال، وسبحان ربي بانقلاب المفاهيم، وخشية التواصل والتخالط مع الآخرين، صديقاً كان أم قريباً، ننادي اليوم بالتباعد الاجتماعي، منوهين وبأسى بأن أحد أسباب انتشار المرض هو الزيارات العائلية. وعلى الرغم من انقلاب المفاهيم، فإن الحل لا يزال في يد من هم جزء من التجمعات، نحن جزء من الحياة الاجتماعية، والتي لا بدّ وأن تكون بطبيعة الحال من ضمن تجمعات بحلقات صغيرة وحلقات تتجاوز حدود سور المنزل، إلا أن استيعابنا لا يزال ضعيفاً لتلك المجسمات الغيبية، حيث قدرتها على سحق تلك التجمعات بجدارة، إذ يتطلب منا أن نكون متصدين، وإن كانت هذه الفترة تعتبر ذروة التفشي، وبحزن عميق تتزامن مع شهر فضيل، فليس علينا سوى السكينة في حدود حلقاتنا الصغيرة، لنتجاوز كل ما كنا نترقبه باشتياق في رمضان. لا يكفي أن نتبادل النصائح، بينما نكون أيضاً جزءاً من التفشي، ولا يكفي أن نشعر بالحزن على ذروة تنتصر تزامناً مع شهر فضيل، عندما ندرك أننا جزء من هذا الانتصار، الحمل ثقيل اليوم، والمسؤولية تجاه الحفاظ على أرواح لسنا على استعداد أن نتخلى عنها بعد، فهي تحت رحمة الله أولاً وعلى عاتقنا ثانياً. ستكون لنا أيام وحدوية في شهر مبارك، نفتقد فيها التقارب الاجتماعي بكل تلك المصطلحات التي تلائم التواصل في هذا الشهر، وكأننا نستثني كل المفردات الجمع من معجم المعاني، نمحوها من استخدامنا اليومي، وستكون المفردات الجمع تحت القيد حتى إشعار آخر، فلنتعاون على استيعاب الموقف والمقاومة من أجل تقريب وتفعيل المصطلحات الاجتماعية من جديد كالعهد السابق وعهد مرتقب بوعي وحذر فارق.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...
ماذا يعني لك الوطن؟ من أعمق الأسئلة التي من الصعب أن تكون الإجابة عنها في موجز، أو حتى في عمود صحافي. ولكن، تزامناً مع فترة زمنية سيكون فيها الحديث عن مسألة الهوية وتبعاتها ريادياً في...