


عدد المقالات 191
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة وبين وتيرة الشفاء، فيا له من داء مكار، لا نراه ولا ندرك أين يستقر الآن فيما بيننا، يضحك علينا عندما يرانا متحصنين ضده، نخشى الملامسة، نتفادى التجمعات، وقد ندخل في حساسيات حتى في مسألة التقبيل تلك، فمن شدة مكره، استطاع أن يكسر العادات والتقاليد، ويسبب الخلل في أعراف اعتدنا عليها منذ الأبد! بل وصل حتى إلى داخل حرمات المساجد، ومنع فيها الصلاة، كيف لا نخشى مثل هذا الفيروس، الذي ترصد الحروب وتخطى الخطوط الحمراء، وتعدى أسوار المدارس والمساجد، طغى بدون استئذان، واندفع نحو الحدود بدون توقف. هذا باختصار ما نواجهه في الفترة الراهنة، وبالتأكيد العمل على التصدي له يتطلب كثيراً من الالتزام والجهد الجبار، الذي يساهم في منع تفشيه ولو كان مكاراً، الفيروس غيبي، لا يُرى ولكن تُتوقع أعراضه، كما أنه يبتعد كلما زادت الحماية وصان الإنسان نفسه بالنظافة والاهتمام، ولكن الأهم من ذلك، أن يساهم الفرد اليوم وفي هذه اللحظة في زيادة الوعي بأهمية التعاون مع الجهات المسؤولة، فإن هذه المرحلة التي نمر بها لا تعتبر أزمة محلية على قدر ما هي أزمة عالمية، جميعنا جزء منها وقابل للتأثر والتدهور. ولا أتكلم هنا عن التأثير الفردي من حيث الإصابة بالمرض، بل إن هذه الأزمة لامست الوضع الاقتصادي لكل مبادرة وكل شركة وكل فرد، حاول أن يجمع لقمة عيشه من خلال مشاريعه، الكبيرة منها والصغيرة، لذلك، لتخفيف التوقعات الكارثية حول ما سيحدث لأصحاب الدخل المحدود، والمساهمة في إعادة إحياء أساليب حياتنا المعتادة في فترة قياسية، علينا أولاً وأخيراً الالتزام والانضباط في عملية التوعية، التي تضع خطوطاً متعددة تحت كونك مسؤولاً أمام نفسك أولاً، وأمام مجتمعك ووطنك ثانياً، فالمسؤولية الفردية تبرز اليوم مع حالات طارئة تلامس جميع أفراد العائلة، فقد تكون أنت مسؤولاً عن توديع أعزاء قبل موعدهم، وتكون أنت مسؤولاً عن زيادة الأعباء على فريق طبي يكافح ليل نهار بنوم متقطع، بينما يدعونك في المقابل ويناجونك أن تلزم منزلك، متمنين لك نوماً هنيئاً! القرار بيدك، والمسؤولية اليوم تقع على عاتقك.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...
ماذا يعني لك الوطن؟ من أعمق الأسئلة التي من الصعب أن تكون الإجابة عنها في موجز، أو حتى في عمود صحافي. ولكن، تزامناً مع فترة زمنية سيكون فيها الحديث عن مسألة الهوية وتبعاتها ريادياً في...