


عدد المقالات 191
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض الانتقالية أن تكون بطلة الحدث، تقابلها أنانية من قبل أفراد المجتمع دون تعميم، من حيث الاستهانة بواقع لم يعتبره محتملاً اليوم، مكتفياً بقراءته عبر التاريخ وبقائه في التاريخ، ولكن يكمن السؤال الأهم حينما نكون في المحنة، بينما نعيش التفاصيل ونواكب الأعداد والتوقعات السارّة منها والصادمة، إذ هل يمكننا أن ندرس المقاييس الاستراتيجية التي تحدّ من القحط الثقافي؟ وقبل أن أجيب على هذا السؤال، يتعين عليّ أولاً شرح -وبشكل مبسط- هذا المصطلح من وجهة نظري، فلا يوجد له تعريف معتمد، فهو بمثابة إشكالية يقع من خلالها المثقف وتحدٍّ للمثقف نوعاً ما نحو الالتفاف حول المحتوى المتداول، واستهلاك المحتوى نفسه دون الفرار أو القدرة على الولوج لمحتويات أخرى أكثر تنوعاً، ولا يحدد المفهوم في هذه الحالة الفترة الزمنية أو حادثة معينة لمثل تلك الإشكالية، إنما يعتبر الموضوع كأزمة بدت سائدة على سائر المثقفين، حتى تبين أن المثقف يقع في الموال نفسه، أو يسترجع الموال السابق استذكاراً لماضٍ مجيد، وبهذه الصورة يتم تداول المحتوى المتشابه واعتماده بأنه أساس من سيرة النخبة وأساس للثقافة، ولنتخيل ما يترتب عليه هذا الخلل وهذا الاختناق الثقافي الذي لا ينجو من خلاله التنفيس أو الإبداع بمعانيه الواسعة، والتي تبتعد حسب الأجيال من أساس سابق نحو مناظير معاصرة. ولا أحاول من خلال هذا المقال أن أسترسل في الحديث عن المسألة الثقافية في ظل الأوضاع العادية، إنما ظننت استخدام المصطلح وتطويعه في ظل الأزمة الصحية المعاصرة «كوفيد - 19»، أتفهم النقلات التي نمرّ من خلالها وتجاوز الصعاب نحو الخطط والحلول البديلة للاستمرارية رغم الابتعاد الاجتماعي، إذ أبحث عن من يراقب من بعيد، يتابع آلية التعلّم والفهم وغرس القيم وليس مجرد التعليم، آلية الفهم وليس التحفيظ، أبحث عن من يدرس الاستراتيجيات لمشاريع فاعلة خلال الفترة الراهنة، فلنضع حديثنا على عاتق التواصل الاجتماعي اليوم، إذ أجد أن التواصل الافتراضي لا يزال النجمة الساطعة في ظل البقاء في عرش منازلنا، على الرغم من قلة الاستفادة وزيادة في التداول وكثرة الارتكاز أمام شاشات الهواتف، أين تكمن الوسائل الأخرى؟ أين يكمن دور الفرد في بناء قدراته المعرفية؟ تمكينه الوظيفي نحو تحديات جديدة؟ رفع كفاءته وزيادة المساحة لإبراز آفاقه الفكرية؟ لم أجد هذا أو ذاك بعد، إنما وجدت المقابلات الافتراضية على منصّات التواصل الاجتماعي، ضيف يُستضاف في حساب، والضيف نفسه يُستضاف في حساب آخر. موضوع متداول ما قبل «كورونا»، يتم تداوله خلال فترة «كورونا»، وهذا دليل على أن بعض المواضيع قابلة للمناقشة باستمرار، ولم تحظَ بفرصة التطوير سواء قبل أو خلال الأزمة الصحية، وهذه إشكالية بحد ذاتها، قد تكون فترة «كورونا» فرصة دراسة خطة للتنفيذ وليس لاستمرارية النقاش! ومن هنا نصل إلى أن القحط الثقافي حاصل بسبب استمرارية توارد المعرفة نفسها، دون فرصة الارتقاء إلى معرفة أخرى، ولكم أن تقيسوا هذا المصطلح على مجالات عدة، قد تكون في النشر، في مواضيع تواصل اجتماعي، وصولاً إلى الأبحاث العلمية حتى والنصوص الدرامية، ولا تستغربوا عندما تكون في وصفات طبخ أيضاً!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...
ماذا يعني لك الوطن؟ من أعمق الأسئلة التي من الصعب أن تكون الإجابة عنها في موجز، أو حتى في عمود صحافي. ولكن، تزامناً مع فترة زمنية سيكون فيها الحديث عن مسألة الهوية وتبعاتها ريادياً في...