


عدد المقالات 191
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن كان مرتبطاً بشكل كبير بنرجسيته مع نفسه؛ إذ يعني أنه ابتعد كل البعد عن الجوهر الرئيسي لدوره البارز والقيادي تجاه مجتمعه. وهنا يجب التنويه على أن الأدوار القيادية لا تقدّم من قِبل المجتمع للمثقف إلا بعد كسب ثقتهم، بعكس السياسي الذي يبرز دوره القيادي بأشكاله النظامية والوظيفية حتى. ناهيك عن مسألة الاستضعاف التي قد يمرّ بها المثقف، حتى يتعايش من خلالها دور المظلوم، والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى الانعزال والنفور حتى من الواقع الاجتماعي؛ حيث الانسحاب على النقد بلا مبالاة واستسلامه في آلية إصلاحه للمجتمع كما يراها بالطرق والأساليب التقليدية، أو التي عهدها في السابق. ولكن يظلّ المثقف يعاني ويمرّ بعاهات شتى في مواجهته مع الطفرة العصرية والحداثة. ففي حالة المثقف الكلاسيكي، قد يواجه أزمة الضياع والتشتت لمواكبة التغييرات المعاصرة والتحولات التي تطرأ على المجتمع؛ إذ إن هناك تظلّ بعض الأدوات المهمة التي من دورها تساهم في تمكين المثقف لاستمراريته في أن يكون فاعلاً، لا سيّما أن بعضاً من تلك الأدوات يكون عاملاً مهماً في تثبيت صورة المثقف ومكانته؛ حيث يتمكّن من الانتقال ما بين الأيديولوجيات السابقة، التنفيس من خلال الانسدادات التاريخية وصولاً إلى التغييرات الجديدة وإيصال صوت المجتمع مطالباً بالإصلاحات.. فلا يصلح المثقف إن كان يحمل رسائل التشاؤم في هذه الحال؛ إذ يدعو التشاؤم إلى الصمت التام، مما يترتب عليه الكثير من الرجعية والتدهور في الأوضاع الراهنة بغايات الخطاب المطلوب والنقد البناء. وهنا أتذكر الفيلسوف أنطونيو غرامشي، عندما ذكر أن الجميع يُعتبر مثقفاً خارج أسوار وظائفهم الأساسية، من حيث ضميره الواعي واطّلاعه على العالم وما حوله من إشكاليات شتى؛ ولكن الجميع ليسوا بمفكرين من الذين يقدّمون الطرق الجديدة لمواجهة قضايا اليوم، بالتالي لا ينتقص من قدر المثقف إذا قارنّاه بالسياسي أو بكبار الموظفين أو فئات الأخرى. ولكن يظل الفرق شاسعاً ما بين المثقف والمثقف المفكر، فهذه النقطة الفاصلة ما بين القدرة على النقد وبناء الحجج والمواجهة عبر الإلمام والمعرفة، مقارنة بمن يتعامل مع أداة واحدة عبر الخطاب دون الإتيان بالأدلة أو القدرة على المواجهة الكلامية والفكرية. يجب ألّا يموت المثقف مع موت أيديولوجيات تعايش معها في الزمن نفسه وفترة المعاناة نفسها؛ إنما يتعيّن عليه أن يستيقظ مجدداً كلما واجه انسداداً ومنعطفاً تاريخياً محتملاً وغير محتمل!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...
ماذا يعني لك الوطن؟ من أعمق الأسئلة التي من الصعب أن تكون الإجابة عنها في موجز، أو حتى في عمود صحافي. ولكن، تزامناً مع فترة زمنية سيكون فيها الحديث عن مسألة الهوية وتبعاتها ريادياً في...