


عدد المقالات 191
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما يتطوّر المجتمع ويتحضّر في النقلات التي تلائم كوكبته الجديدة وما تقتضيه من تبعات تتطلب الارتقاء في الأساليب التي يتم استخدامها للتواصل على سبيل المثال مع الآخرين. وكالمعتاد، نُحيي العولمة على مثل تلك التغييرات المتقدمة وتحريك عجلة الحداثة التي صهرت المجتمعات في بوتقة واحدة. وأقصد هنا بوتقة وسائل التواصل الاجتماعي. أتذكر عندما كان «تويتر» غير مطلوب بشكل كبير، أتذكر استخدامه الشخصي، وتداول الخواطر، وربما بعض الاقتباسات من الأدباء والشعراء؛ فقد كان محدود الاستخدام، محدود المستخدمين حتى. ولطالما اعتدنا على ما يُسمى ببرامج التواصل الاجتماعي، بوصفها إحدى الطفرات الجديدة من بعد موقع «فيس بوك» الذي جلب العديد من المستخدمين وفتح مجالاً أوسع في عملية تبادل الأخبار الحصرية بشكل سريع جداً وعلى النمط الاجتماعي. إلا أنه من غير المتوقع أن تتحوّل برامج التواصل الاجتماعي إلى مؤسساتي؛ حيث أصبح لكل مؤسسة حساب رسمي من خلاله يتم تداول أخبار المؤسسة، وتسلّم ملاحظات الجمهور المرتبطة بخدمات معينة، ونحو ذلك. المثير للجدل أنه عندما يتم استغلال هذا الوسط لإثارة الرأي العام، كمنصة خطاب جديدة بها فائض طرح الموضوعات المتعددة في وقت واحد، تثير التذمرات الاجتماعية بشكل غير إصلاحي على قدر ما دخل في تلك المنصات الإساءة والتحريض وعدم التحلي بلباقة الحديث. لا أجد أخطر من العولمة، حتى لو كانت تجعل العالم قرية صغيرة، كما اعتدنا على التشبيه؛ إذ تجلب ما يكسر الحركة الكلاسيكية بشكل سريع ومفاجئ. وترغم المؤسسات لخلق مساحات جديدة لتتماشى مع المنصات الاجتماعية التي لا تقدّم في الساحة إلا التعبير الفائض، والولاء الشعري أو حتى التعبير المنفعل. فلا أرى مواجهة حسابات مؤسسية في التواصل الاجتماعي فعّالة في هذه الحال، فمنصات الخطاب يجب أن تراعى بشكل أكثر ثباتاً عن منصات التواصل الاجتماعي؛ وذلك من حيث بروز أو بناء النخبة، وإمكانية الدراسة البحثية، والقدرة على الحوار والمواجهة.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...
ماذا يعني لك الوطن؟ من أعمق الأسئلة التي من الصعب أن تكون الإجابة عنها في موجز، أو حتى في عمود صحافي. ولكن، تزامناً مع فترة زمنية سيكون فيها الحديث عن مسألة الهوية وتبعاتها ريادياً في...