


عدد المقالات 27
الوعي في اصطلاح علم الاجتماع هو إدراك الفرد لنفسه وللبيئة المحيطة به، وهو أساس كل معرفة. فالوعي الحقيقي يُخرج الأفراد من دائرة الأوهام والاعتيادات التقليدية إلى دائرة التفكير الحر والخيارات الواعية. بينما تستمد التوعية معناها من غايتها، وهي توضيح الشيء، أو التوجيه نحو أمر مرغوب فيه، من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة، مثل المحاضرات، والبرامج الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعية. للوعي دور وظيفي مجتمعي، تكمن أهميته في صناعة الإرادة، والقوة الشعبية، المتحدة، المحتشدة على بوصلة واحدة. وكشفت جائحة «كورونا»، عن غياب الوعي، لدى الكثيرين، رغم الجهود التوعوية التي ما فتئت تتحدث عن كون «الوعي المجتمعي والصحي مسؤولية مشتركة تتطلب الالتزام بالقرارات والإجراءات الاحترازية لحماية النفس والمجتمع من خطر انتشار فيروس كورونا»، فلماذا اختل ميزان الوعي المجتمعي مع أزمة «كوفيد - 19»؟ بداية، هذا الخلل لا يقتصر على المجتمع المحلي، إنما هو ظاهرة عالمية، لها تراكماتها التي أفرزتها، منها أن الرسائل التوعوية التي تذيعها الأجهزة والمنظمات الرسمية تخاطب الجماهير على أساس أن هذا الوعي مسؤولية «مشتركة»، في الوقت الذي اعتاد فيه الأفراد على أن تتعامل هذه الأجهزة معهم في قراراتها وقوانينها بصفة (الوصي)، مُغفِلة تماماً جانب الشراكة مع الآخر، وعلى صعيد متصل بقضية التوعية، تتجاهل تلك الأجهزة موضوع التوعية بقوانينها وأحكامها، فيبقى الموظف والعميل في حدود إطار الجهل بالحقوق والواجبات، فيغيب قسراً عن مشهد الإنتاجية الفعلية والعمل الجاد والتطوير والابتكار، وهو ما يوفر بيئة مناسبة للفساد الإداري والمالي، وما يترتب عليه من استنزاف مقدرات الدول، وتعطيل خططها، وضعف بنيتها، وبالتالي تدني مستوى معيشة الشعب، وهو ما سيؤدي لضعف وتراجع مكانتها الإقليمية. فالدول التي لم تساير حكوماتها تغيرات العصر، ولم تتعاط مع الشركاء بشكل جدّي وإيجابي، قَلَّت قدرتها تدريجياً على تلبية احتياجات المواطنين، ومن ثم زاد السخط الشعبي عليها، وشعر الشعب بأنه حُرم من حقوقه التي يكفلها له القانون، ومع الوقت، سيسبب المشاكل، وقد تصل للثورات، جراء الواقع المحبط الذي يعايشه. هذه الدول غالباً تضع أهدافاً لبضع سنوات غير مدركة لتغير المجتمعات، وتعقّد احتياجاتها، تُنفّذ إصلاحات هامشية مؤقتة كلما طرأ خلل ما، ونتيجة الاهتمام بالأهداف قصيرة المدى على حساب الأهداف طويلة المدى تطال آثارها السلبية الجميع، مثل قرار أميركا إضافة تريليون دولار إلى الدين العام، من أجل تخفيض الضرائب. فالوعي المجتمعي مرتبط بتطور أجهزة الدولة، بما يواكب تطور أفراد المجتمع، وهما معاً يشكلان الداعم الرئيسي لتحقيق الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى، وعليه فإن نجاح الحكومات مرهون بالكفاءة، والخبرة، والمعرفة، والتوعية التي تخلق وعياً مجتمعياً يُمهد بدوره الطريق لتحقيق تلك الأهداف.
في أحد لقاءاته مع المعلمين، عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن خلاصة تربوية عميقة بقوله:»المعرفة الجيدة لا تعني شيئًا دون ممارسة جيدة.» هذا التصريح يُعيد تسليط الضوء على واقع التعليم الذي لم يعُد يُقاس...
انفصلت دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، هذه الدول الصغيرة في مساحتها اعتمدت كل واحدة منها لغتها المحلية هي اللغة الرسمية، كوسيلة دفاعية تحمي بها نفسها وشعبها من الغزو الفكري والثقافي...
في عالم يتسم بتدفق المعلومات المتسارع، تبرز ضرورة وضع ضوابط ومعايير واضحة لتنظيم هذه الفضاءات الرقمية، وهنا تتزايد أهمية تقنين المحتوى الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما اقترحه مجلس الشورى الموقر خلال جلسته الأخيرة...
إمارة قطر.. هي دولة مستقلة ذات سيادة فالإمارة هي صورة من صور الدول السياسية، وسميت نسبة إلى من يحكمها وهو «الأمير». وعادة يكون نظام الحكم وراثيا كالنظام الملكي. لغة: تعني الولاية. وتطلق على منصب الأمير،...
«الحالة الترمبية»، مصطلح سياسي، يطلق على الظاهرة والأيديولوجيا السياسية التي خلقها الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب، وهي شكل من أشكال الحكم والحركات السياسية. بدأت «الترامبية» بالنمو بشكل رئيسي أثناء حملة ترمب الرئاسية...
عطفا على مقالي السابق بعنوان (رسوم الجهات الخدمية تحت المجهر) بتاريخ 15 يناير 2024 وتحديدا ما ورد في «آخر سطر».. فقد تواصلت معي إدارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية لتوضيح أن القرار المشار إليه في...
بعيدا عن القطاع الخاص الربحي وبالنظر تحديدا إلى الجهات الخدمية «غير الربحية»، فتُعرَّف على أنها مؤسسات لا تهدف إلى تحقيق أرباح مادية، لكنها تسعى إلى خدمة المصالح العامة، وتسعى دائما إلى تحقيق النفع وإيجاد الحلول...
يأتي خبر تخفيف ساعات العمل للموظفات القطريات من الأمهات، وكلنا نتوافق على احتياج المجتمع لأسرة قوية مستقرة تحظى بالدعم والرعاية، والمجتمع يتوافق كذلك على مبدأ النهوض بالكفاءة الوظيفية، فتخفيف ساعات عمل الأم الموظفة لا يعد...
أحال مجلس الشورى المنتخب مؤخرا القانون رقم 2 لسنة 2007 بنظام الإسكان إلى لجنة الخدمات والمرافق العامة لدراسة التحديات التي تواجه تطبيقه، ووضع الآليات المناسبة لتجاوز تلك التحديات. وينتفع من هذا القانون: القطري المتزوج من...
تتسع فجوة الثقة بشكل مقلق بين المؤسسات الحكومية «الخدمية» والمواطنين، إذ يبدو أن هذه المؤسسات عاجزة عن الإنصات للرأي العام، أو لا تملك الأدوات اللازمة لتضمينه في عملية صنع القرار. وقد بلغ التشكيك في جدية...
يأتي رمضان ولم تجتمع الأسر مرة أخرى، بسبب الانتشار الكبير والحاد لفيروس «كوفيد - 19»، وربما الرابح الأكبر من الأزمة هن العاملات في المنزل، خاصة في بيت العائلة، الذي يستقبل أبناءه وأحفاده، إذ تتولى أكبر...
غالباً ما يركز المواطنون الموظفون أو الباحثون عن عمل على استهداف الوظائف الحكومية، ويتركون بقية القطاعات بكل إيجابياتها وسلبياتها، بحجة عدم وجود «الأمان الوظيفي»، والذي يقصد به الحالة النفسية التي تعكس توقعات الموظف حول مدى...