


عدد المقالات 611
هذه «جملوكية» أخرى تهوي تحت أقدام الثوار، ونكرر بإصرار، تحت أقدام الثوار، لأن من أسقط حكم العقيد ليس الناتو، وإنما الشعب الليبي برمته، ومن يعتقد أن الشعب الليبي كان يؤيد العقيد ليس له حظ من المنطق، وهو أقرب إلى اتباع الهوى منه إلى أي شيء آخر. بعد «جملوكية» آل بن علي والطرابلسي في تونس، و «جملوكية» آل مبارك في مصر، ها هي «جملوكية» آل القذافي تهوي تحت أقدام الشعب الليبي، ونكرر تحت أقدام الشعب الليبي، ولو اعتقد الغرب بقدرة القذافي على استيعاب الغضب الشعبي وإفشال الثورة بسهولة لما كان منه غير الوقوف معه، لأنه الأفضل للحفاظ على مصالحه من أي نظام جديد. عندما يخرج الثوار من رحم المعاناة، ويعيشون عذابات شعبهم تحت حكم الطاغية، فلا يمكن إلا أن ينحازوا لضميره، والشعب الليبي لن يقبل الارتهان للشرق أو الغرب، وسيبقى على موقفه المؤيد لقضايا الأمة، والحريص قبل ذلك على استقلال قراره السياسي. وإذا كانت القوى الشيعية العراقية التي جاءت على ظهر الدبابة الأميركية قد مالت إلى التحرك بناءً على منظومة مصالح الطائفة التي تنتمي إليها رغم وجود الاحتلال المباشر، فهل يتوقع للثوار الليبيين أن يكونوا رهينة بيد الغرب لمجرد أنه ساعدهم من خلال الطيران بعد وضوح استهتار العقيد بأرواح الناس؟! مرة أخرى نقول إننا نعلم أن هناك من قادة المجلس الانتقالي من يملكون قابلية الركون للغرب والدفاع عن مصالحه، لكن الشعب لن يسمح لهم بذلك، ومن أسقط القذافي لن يقبل بنسخة أخرى منه، ولن يسكت على من يفرّط بمقدراته ومصالحه أيا كان. المهم أن الربيع العربي عاد يزهر من جديد، وهو بسقوط طاغية طرابلس يبشرنا بثمار جديدة في اليمن وسوريا، قبل أن يتمدد نحو محطات أخرى، ولتستعيد الشعوب العربية قرارها السياسي وإرادتها المسلوبة. ليس لدينا أي وهم حول مشاكل المحطة الانتقالية، والخلافات التي ستندلع بين الثوار وأطيافهم الفكرية والسياسية، وقد قلنا مرارا إن ثمن المرحلة الانتقالية بين النظم الدكتاتورية وبين الوضع الجديد قد يكون كبيرا، ولكنه ثمن ضروري للخروج من عنق الزجاجة والإقلاع نحو زمن الحرية والكرامة. لم يبلغ الغرب ما بلغه من استقرار سياسي إلا بعد قرون من الحروب الأهلية والمساومات التي ذهب ضحيتها أكثر من 70 مليون إنسان، لكن زمن الانفتاح الإعلامي لن يتطلب الكثير من التضحيات لكي تستقر الأوضاع على صيغة حكم تحقق مصالح الشعوب. أيا يكن الأمر، فالمؤكد أن الوضع الجديد سيكون أفضل، ولو على المدى المتوسط، فهذا الحكم أثقل كاهل الأمة، ووضعها رهن نخب سيطرت على السلطة والثروة وأذلت البلاد والعباد. لن نعيد هنا ما سبق أن قلناه عن الطاغية المجنون، وعلى صاحبيه في تونس ومصر، لكننا نتفاءل بهذا السقوط المدوي لنظامه ومنظومته، ونأمل أن يكون محطة نحو انتصارات أخرى ننتظرها، وفي مقدمتها اليمن، والأهم سوريا التي يقتل فيها النظام أبناء الشعب من أجل البقاء في الحكم. لقد أرهقنا زمن الدكتاتورية بكل أشكالها وألوانها، ولم يعد المواطن العربي يطيق صبرا، فهذه النخب التي هيمنت على السلطة والثروة لم تترك له خيارا غير النزول إلى الشارع مطالبا بحريته المسلوبة، وبثرواته المنهوبة، وبقراره السياسي المرتهن للخارج. لقد أدار المواطن العربي ظهره لمنظري الهزائم الذين لا يبشرون بغير الذل، كما أدار ظهره لمشايخ السلاطين الذين لا يبشرون بغير الاستكانة لمن يجلدون الظهور ويسلبون الأموال، بينما نبيهم يدعوهم إلى كلمة الحق في مواجهة حكام الجور، وقرآنهم يقول لهم «والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون». نحتفل بسقوط طاغية آخر، ونستبشر بسقوط آخرين من بعده، والحمد لله الذي جعل عيدنا هذا العام حافلا بهذه البشرى، وعسى الله أن لا يحل علينا عيد الأضحى إلا وقد احتفلنا بسقوط طاغية آخر، فادعوا في هذه الأيام المباركة أن يكرمنا بالمزيد من هذه الانتصارات التي ستتوج بانتصار الأمة الأكبر في فلسطين، ولو بعد حين.
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...