alsharq

د. محمد عياش الكبيسي

عدد المقالات 336

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 24 أكتوبر 2025
«الأمم المتحدة» في قلب الدوحة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية

«أريد أن أتحدث إلى الإخوان» (1-2)

24 فبراير 2015 , 02:21ص

قبل أكثر من ستين سنة، زار الداعية الكبير أبوالحسن الندوي مصر، وتعرّف عن قرب على جماعة الإخوان المسلمين ومنهجها في العمل، وكان من ثمرات تلك الزيارة رسالته الموسومة (أريد أن أتحدّث إلى الإخوان). في هذه الرسالة أشاد الندوي بما قدّمته هذه الجماعة في ميادين التربية والتوعية ومشاريع الخدمة والإصلاح، ثم تحمّل مسؤوليته بأمانة وصدق وراح يضع يد الإخوان على الثغرات التي يُمكن أن يُؤتوا من قِبلها. أشاد بدعوة الإخوان حيث قال: (اجتمع لهذه الدعوة ما قلّما يجتمع للحركات الدينيّة من قوّة الإيمان وقوّة العمل والعلم العصري والتنظيم الحديث). وفي مؤسسها الشيخ حسن البنا -رحمه الله-: (شخصية فريدة.. يجمع بين الفهم الواسع للإسلام والغيرة الملتهبة عليه والنشاط الدائم والعمل المتواصل لإعلائه والخطابة الساحرة والشخصية الجذّابة..). وفي نتائجها التي شاهدها ولمسها على أرض مصر: (فتشجّع الناس وأصبح الدين في هذا البلد شيئا لا يخجل منه المثقفون والمتظرفون، وبدأ الناس يصلّون في المقاهي والنوادي والولائم وقارعة الطريق بعدما كانوا يستحيون من ذلك). هذه الإشادة أو الشهادة من عالم بوزن الندوي لها اعتبارها، وحق للإخوان أن يفخروا بها وأن يعلّقوها وساما على صدورهم، بيد أن الأهم من هذا هو كلماته في مجال النصح وإبراء الذمّة. إن المحور الأساس في نصيحة الندوي كان الموقف من (الحكومة) وسعي الإخوان إليها باعتبارها وسيلة متعيّنة لتطبيق الشريعة وإعادة (الدولة الإسلاميّة) بعد أن اختفت بسقوط الخلافة. ومفتاح هذه النصيحة قوله عن دولة الإسلام الأولى: (ولم تكن هذه الحكومة قط غاية من غاياتهم، أو هدفا من أهدافهم، أو حديثا من أحاديثهم، أو حلما من أحلامهم، إنما كانت نتيجة طبيعية للدعوة والجهاد كالثمرة التي هي نتيجة طبيعية لنموّ الشجرة وقوّة إثمارها.. وفرق كبير بين الغاية التي تُقصد والنتيجة التي تظهر)! هذه الفلسفة العميقة بحاجة إلى وقفة أو وقفات طويلة، إنه لا ينكر الحكومة الإسلامية التي تأخذ على عاتقها إقامة العدل وتطبيق الشرع، لكنه يعدّها ثمرة لا غاية، ثمرة للجهود الطويلة في الدعوة والتربية لتكوين المجتمع المسلم، وبعد هذا سيسعى هذا المجتمع بتلقائيّة لإقامة الإسلام وتطبيقه في كل شؤونه، وهو من أجل هذا لا بدّ له من حكومة منبثقة عنه تتكفل بتنفيذ ما يؤمن به ويسعى إليه، وهكذا يكون تشكيل الحكومة المسلمة نتيجة طبيعيّة لتشكيل المجتمع المسلم، أو هو (الجائزة) الربانية على حد تعبيره. وبعد هذه المقدمة يصل الندوي إلى لبّ نصيحته: (لأن أساليب الوصول إلى الحكومة تخالف أساليب الدعوة، فيجب علينا أن ننقي عقولنا ونفوسنا ونجرّدها للدعوة، والدعوة فحسب، والخدمة والتضحية والإيثار وإخراج الناس بإذن الله من الظلمات إلى النور.. ثم الشفقة على الخلق والرحمة بالإنسانيّة المعذّبة والحرص على نجاة الإنسان). إنه هنا يحدد واجب الجماعات الإسلامية بدقّة، إنه ليس فرض (الحكم الإسلامي) بل تكوين (المجتمع الإسلامي)، وبالتالي فمسؤولية الحكم الإسلامي هي مسؤولية (المجتمع) وليس مسؤولية (الجماعة). ثم ينبّه إلى خطر داخلي سيواجه الجماعات الساعية إلى الحكم، فيقول: (وخطر على كل جماعة تتكوّن عقليتها بحبّ الحكومة والسعي لها أن تقعد عن الجهاد في سبيل الدعوة أو تنحرف وتزيغ في قصدها)، (فالذي يقصد الحكومة يتوانى ويقعد إذا لم ينلها أو انقطع أمله فيها)، وهو هنا يضع إصبعه على موضع الداء والبلاء الأشد، فالجماعة التي تتصدّى للحكم فتفشل فيه أو لا تتمكن من الوصول إليه فإنها ستخسر كذلك موقعها الإصلاحي ودورها الدعوي والتربوي! هذه الرسالة المدوّنة بتاريخ 9/6/1370هـ وأنا اليوم في 3/5/1436هـ أعيد قراءتها وأستعرض تجارب الإخوان في العمل السياسي أو ما أسماه الشيخ (السعي إلى الحكومة) خلال كل هذه العقود، ولا أدري إن كان الإخوان يشاركونني في أهميّة قراءة هذه النصيحة وجعلها مفتاحا لمراجعة منهجية شاملة تعيد صياغة (من نحن؟) و (ماذا نريد؟) و (ما هي أولوياتنا؟). الشيخ لم يكن علمانيا ولا متأثّرا بالأفكار العلمانية، إنه ينطلق من عقيدة الإخوان نفسها وفكرتهم ونظرتهم (الشمولية) للدين والحياة، أقول ذلك لأن بعض شباب الإخوان تنامت عندهم حساسية شديدة تجاه أي فكرة أو كلمة بهذا السياق، وأذكر في انتخابات البرلمان العراقي وجّهت رسالة مقتضبة حذّرت فيها من الزجّ بالشعارات والواجهات الإسلامية في هذه الانتخابات، فكانت مناسبة لدى أحدهم أن يحذّر من التأثّر بالأفكار العلمانية! وراح آخر يربط بين مفهوم (الإسلام السياسي) ومفهوم (الشموليّة الإسلاميّة) موهما أن كل ما يقال عن الأول فإنه بالضرورة ينجرّ إلى الثاني، وهذه في الحقيقة مباحث شائكة ومعقّدة بحاجة إلى نظر متجّرد وحوارات مطوّلة وعميقة، ولا ينبغي تناولها بهذه الطريقة السطحية التي تنظر إلى العناوين ولا تبحث في المضامين، وهي طريقة في التفكير لا تختلف كثيرا عن أولئك الذين يقيمون الحدود اليوم في سوريا والعراق بقطع السارق ورجم الزاني، فإذا اعترضت عليهم قالوا: هذه نصوص قطعية ومن أنكرها فهو كافر مخلّد في النار، مع الفارق بين الجهتين علما وتدينا وسلوكا. إن جماعة الإخوان هي أكبر الجماعات الإسلامية في عالمنا العربي على الأقل، وهي بكل الأحوال لها حضورها وتأثيرها في مجتمعاتنا المختلفة، وبالتالي فليس من الصحيح أن تتبنى الجماعة ثقافة (النصح من الداخل)، فهذه المقولة خطأ دينيّ وخطأ اجتماعي وسياسيّ، فكل مسلم بل كل من يعيش على هذه الأرض له أن ينصح وأن ينتقد وأن يحلل ويستنتج خاصة إذا كان سلوك هذه الجماعة أو تلك له انعكاساته على المجتمع كلّه. وفي المقابل فإن السعي لعزل هذه الجماعة ومحاصرتها بدعاوى واتهامات كيديّة هو سلوك لا يتّسم بالمسؤولية ولا يقدّر حجم الضرر والخلل الذي سيصيب المجتمع، في وقت نحن بحاجة فيه إلى التماسك لمواجهة الفتن التي جاءتنا من كل حدب وصوب، وإذا صحّت التكهّنات بوجود غض للطرف عن تقدّم الحوثيين في اليمن نكاية بالإخوان، فنحن أمام حالة كارثية أخطر من الخطر نفسه. إنه لا مناص من الجلوس على طاولة واحدة، لفتح كل الملفات ومراجعتها بأمانة وصدق، فالشأن لم يعد شأن حكومة ولا شأن جماعة، كلنا في سفينة واحدة، ننجو جميعا، أو نغرق جميعا. • drmaiash@facebook.com @maiash10

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (4-4)

هناك من يردد سؤالاً آخر مؤدّاه، ماذا نفعل إذا وجدنا في البخاري ما يعارض القرآن الكريم، أو يعارض العقل؟ وهذا السؤال بدأ يتردد مع هذه الموجة كجزء من حملة التشويه ومحاولة النيل من مكانة البخاري...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (3-4)

المسألة ليست مسألة تقديس للبخاري، ولو كانت المسألة كذلك لاتجه الناس إلى موطّأ الإمام مالك إمام دار الهجرة، أو مسند ابن حنبل إمام أهل السنّة، بل لقدّسوا مرويّات البخاري نفسه في كتبه الأخرى، فالمسألة عند...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (2-4)

إن هذا الاضطراب والتخبّط لدى هؤلاء يكشف أيضاً عن جهل عريض في أصول هذه العلوم ومبادئها الأولية، ولذلك لا ترى هذا الطعن إلا منهم ومن أمثالهم، ممن لا علم لهم بالسنّة وعلومها. إن علماء السنّة...

لماذا هذا الهجوم المتزايد على صحيح الإمام البخاري؟ (1-4)

يتعرض صحيح البخاري هذه الأيام لحملة من التشكيك وإثارة الشبهات، مع حالة من الغموض بالنسبة لدوافعها وغاياتها، والعلاقات التي تجمع بين أصحابها، الذين كأنهم تفرّغوا اليوم أو فُرّغوا لهذه المهمة. هؤلاء بالعموم لم يُعرف عنهم...

جريمة نيوزيلندا في إطارها الأوسع

لست أهوّن أبداً من مشروعية الغضب في مثل هذه الصدمات، بل أعتبر هذا دليلاً على حياة الأمة واعتزازها بهويتها وبذاتها، وبالعنوان الكبير الذي يجمعها، رغم محاولات تغييبها وتجزئتها، فحينما أرى شاباً عربياً أو تركياً أو...

وقفة مع التجربة الإسلامية في السودان

قبل ثلاثين سنة، استبشر التيار الإسلامي بالانقلاب الذي قاده الرئيس عمر حسن البشير، وتصاعدت الآمال بالنموذج المرتقب للحكم الإسلامي المعاصر، وصار الناس يتداولون الأخبار والقصص عن زهد الرئيس البشير وتواضعه وحكمته، حتى سمعت من أحد...

خطوات سليمة لبناء مناهج التربية الإسلامية

بقرار من وزارة التعليم في دولة قطر، تشكلت لجنة من الكفاءات العالية لمراجعة وثيقة المعايير المتعلقة بمناهج التربية الإسلامية. وقد جاء القرار بحد ذاته ليعكس رؤية عميقة وواعدة يمكن تلخيصها في الآتي: أولاً: الاهتمام الخاص...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (3-3)

إن الحكم الوراثي السلالي كان جزءاً من ثقافة العرب عموماً، فإذا مات شيخ القبيلة ورثه ابنه، فإن لم يتهيّأ كان أقرب الناس إليه، ودول العالم المجاور للجزيرة -على الأقل- لم تكن تعرف غير هذا، وحينما...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (2-3)

من الغريب جداً أن «المتنورين» بروح العصر وقيمه وثقافته، يجعلون معيار الحكم على تلك المرحلة معياراً مستنداً بالأساس إلى روح «القداسة» أو قداسة «الروح»، فمرة يحدّثونك عن جريمة الخروج على الإمام علي، بمحاكمة أحادية الجانب،...

المعايير الناقصة والمغلوطة في محاكمة التاريخ (1-3)

التاريخ بكل تأكيد لا تصنعه الملائكة، وإنما هو صناعة بشرية بأحداثه ومواقفه ورواياته وتدويناته وتحليلاته واستنتاجاته ومصادره، إلا ما ورد منه بآية قرآنية أو حديث صحيح. هذه المقدمة -التي ينبغي ألا نختلف فيها- تفتح باباً...

حينما تتبرقع الباطنية بشعارات التجديد (2-3)

تستغل الباطنية اليوم حالة الضعف العام الذي تمر به الأمة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وما يصاحبها من تفكك واضطراب في المنظومة القيمية والعقدية الجامعة، وتراجع مستويات التعليم الديني، وعجز المؤسسات الشرعية والجماعات الإسلامية عن مواجهة التحديات...

حينما تتبرقع الباطنيّة بشعارات التجديد (1-3)

الباطنية مذاهب مختلفة، يجمعها اعتقاد باطن للقرآن يخالف ظاهره، وأن هذا الباطن هو مراد الله تعالى، والمقصد من هذا إنما هو تحريف العقيدة وإبطال الشريعة، وإشاعة الشك والفوضى، وتبديل الأحكام الواضحة بمفاهيم عائمة لا تحق...